الغرب يدفع الخليج إلى مواجهة برية في سورية ومصر والكويت ترفضان وتؤكدان الحل السياسي
أعلنت مصر موقفاً واضحاً برفضها التدخل البري في سورية، ورغبتها في تغليب الحل السياسي، مع تأكيدها أن هذا الرفض لن يؤثر في صلاتها الاستراتيجية بالمملكة العربية السعودية.
القاهرة ظلت صامتة عدة أسابيع مع تنامي الخطوات الخليجية التركية الآخذة في الاستعداد للتدخل برياً في سورية، حتى جاء التعبير عن موقف واضح وصريح للقاهرة في مواقف مختلفة.
وقد جاء ذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكري، في مقابلة أجرتها معه قناة «دويتشه فيله»، الألمانية، حيث أكد أن الحل العسكري في سورية أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى.
ولم يقف شكري عند هذا الحد، بل أكد قبل يومين 16/02/2016 ، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي في القاهرة، أن قرار السعودية بالتدخل البري في سورية أمر سيادي منفرد، وأنه لا يدخل في إطار القوة الإسلامية المشتركة لمواجهة الإرهاب .
ولعل إحدى نتائج هذا المؤتمر الصحافي أنه سمح للكويت بالإفصاح عن وجهة نظر كانت لا تزال غائبة عن المشهد، حيث قال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن بلده لا يرجح التدخل البري الكويتي مع السعودية والإمارات في سورية، وإن الكويت تعمل جاهدة مع مصر على تدعيم الحل السياسي السلمي في سورية.
بدوره، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه وفداً إعلامياً كويتياً، أن الموقف المصري إزاء الأزمة السورية «واضح ولم يتغير» وهو يتمثل في عدم التدخل في شؤون سورية واحترام إرادة شعبها، والعمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويفسح المجال للبدء في جهود إعادة الإعمار.
وقد تزامنت زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى القاهرة، مع زيارة وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إلى القاهرة أيضاً، حيث صرح مزوار بأن بلاده أعربت قبل أيام عن رفضها الحاسم للتدخل عسكرياً في سورية أيضا.ً
من جهته، حذر الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء طلعت مسلم، من أن يُسقط التدخل العسكري البري السعودي-التركي المزمع في سورية نظامي الحكم في البلدين مشيراً إلى خطأ الرياض في اعتقادها بأن الحرب البرية هي الحل الأمثل لتسوية النزاعات في سورية.
واستبعد اللواء مسلم أن يؤثر رفض القاهرة المشاركة في القوات البرية على علاقتها مع الرياض. مشيراً إلى أن أميركا ستسعى للتوصل إلى تسوية للخلافات السياسية، وأنها لن تخاطر بالدخول في صراع مع القوات الروسية الموجودة على الأراضي السورية. وأضاف أن الحل العسكري سيزيد الأوضاع تأزماً في سورية، وأنْ لا بديل من تسوية سياسية، داعياً جميع الدول العربية إلى التدخل في سبيل تهدئة الموقف.
في حين أشار مستشار كلية القادة والأركان ولخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الشهاوي إلى أن التدخل العسكري البري في الأراضي السورية سيفاقم الأزمة، وخاصة مع استعادة الجيش العربي السوري، والقوات الروسية، التي تدعمه، نحو 40 في المئة من الأراضي السورية، من قبضة التنظيمات الإرهابية.
وأشار الشهاوي إلى أن الدعم الأميركي للتدخل البري في سورية يأتي من منطلق دفع الأوضاع في الشرق الأوسط إلى الاشتعال والاضطراب من جديد.