مسلم: تركيا تحاول تصعيد القتال في شمال سورية

أكد وزير الداخلي التركي إفكان ألا أمس، توقيف 14 شخصاً في عدد من الولايات التركية، للاشتباه بعلاقتهم في هجوم أنقرة، الذي وقع مساء أول من أمس.

وأوضح الوزير التركي أنَّ قوات الأمن التركية شنَّت عملية أمنية متزامنة في 7 ولايات تركية، مشيراً إلى احتمال إرتباط الموقوفين بالهجوم الإرهابي.

وكانت رئاسة الأركان التركية، ذكرت أن الهجوم استهدف عربات لنقل عناصر القوات المسلحة، لدى وقوفها عند إشارة مرورية في أحد شوارع العاصمة أنقرة، وأعلن المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء، نعمان قورطولموش، أن حصيلة التفجير، بلغت 28 قتيلاً، فيما أصيب 61 آخرون بجروح. غادر منهم 30 المستشفيات، ووصف حال بقية الجرحى بالمستقرة.

وفي السياق، انفجر لغم في مركبة عسكرية تقل جنوداً أتراكاً، على الطريق الواصل بين ولايتي بينغول، وديار بكر، جنوب شرقي تركيا ما أسفر عن وقوع 7 قتلى وعدد من الجرحى.

وحمل رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، دمشق المسؤولية المباشرة عن هجوم أنقرة الانتحاري، واعتبر أن حق بلاده محفوظ باتخاذ التدابير كافة ضدها، وقال: «إن تفجير أنقرة نفذه عناصر من «بي كا كا» الإرهابية، بالاشتراك مع عنصر من «ي. ب. ك»، تسلل من سورية إلى تركيا».

وادعى أوغلو أن منفذ تفجير أنقرة الانتحاري هو صالح نجار، من مواليد عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سورية، مبيناً أن «ي. ب. ك» لها علاقة مباشرة بالهجوم، مضيفاً أن قوات الأمن والاستخبارات التركية، ألقت القبض على 9 أشخاص على خلفية التفجير.

واعتبر داود أوغلو أن تفجير أنقرة كان هجوماً مباشراً على تركيا، نفذه «بي كا كا» و»ي. ب. ك.»، ولذلك سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد تلك المنظمتين في أي مكان وتحت أي ظرف، مؤكداً أن تركيا لم تقف دون رد ضد أي هجوم استهدفها حتى الآن، وتحتفظ بحقها في الرد على الهجوم الأخير بأكثر الأشكال تأثيراً.

وأضاف داود أوغلو: «أحذر روسيا مرة أخرى، من استخدام منظمة «ي. ب. ك.» الإرهابية، ضد المدنيين في سورية وتركيا»، مشيراً إلى الدعم الذي تقدمه روسيا في الفترة الأخيرة للمنظمة لكي تتقدم باتجاه مدينة أعزاز السورية، والقصف الروسي الذي يستهدف المدنيين. بحسب قوله. وأشار داود أوغلو إلى الإدانة التي أعلنتها روسيا للهجوم، قائلاً إنها إشارة جيدة، إلا أن الإدانة لا تكفي، مضيفاً: «فليعلم كل من ينوي استخدام بيادق الإرهاب ضد تركيا، أن لعبة الإرهاب هذه وبيادق الإرهاب، ستتحول لتضربهم هم».

وأكد داود أوغلو أن تركيا لن تتسامح مع إقامة أي من الدول الأعضاء في الناتو علاقات مع المنظمة الإرهابية، التي استهدفت قلب تركيا. قائلاً إن من يدعم منظمة عدوة لتركيا، بشكل مباشر أو غير مباشر، معرض لخطر فقدان تعريفه كصديق لتركيا.

وقال داود أوغلو: «بعد هجوم أنقرة الإرهابي، أوجه ندائي مرة أخرى لمن يرغبون في دعوة «ي. ب. ك.» إلى طاولة المفاوضات، كما لو كانت عنصراً ديمقراطياً، أقول لهؤلاء ، لا يمكن أن يجلس منظمة «ي. ب. ك.» الإرهابية على طاولة المفاوضات، مثل عدم إمكانية جلوس تنظيم القاعدة أو داعش. وفي حال جلست، يمكنها أن تجلس إلى جانب النظام السوري القاتل».

وفي السياق، نفى صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي اتهامات تركيا لحزبه بتنفيذ تفجير في أنقرة، مؤكداً أن تركيا تحاول تصعيد القتال في شمال سوريا.

وأضاف مسلم في تصريح صحافي: «نحن نرفض هذا تماماً». كما نفى مزاعم بأن وحدات حماية الشعب الجناح المسلح للحزب يطلق النار على تركيا وقال: «أستطيع أن أؤكد أن وحدات حماية الشعب لم تطلق رصاصة واحدة على تركيا… إنها لا تعتبر تركيا عدواً». واعتبر مسلم أن تنظيم «داعش» الإرهابي يقف وراء في الهجوم.

بدوره قال أحد قياديي حزب العمال الكردستاني جميل بايك إنه لا يعرف ماهي الجهة التي تقف وراء تفجير أنقرة، لكنه لم يستبعد أن يكون هذا التفجير الذي كان موجهاً ضد الجيش انتقاماً لما وصفه بأنها مجازر ترتكبها القوات التركية في المناطق ذات الغالبية الكردية في تركيا.

من جهته، دان البيت الأبيض التفجير الذي وقع في أنقرة، وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: «نقف سوياً مع تركيا -وهي حليف في حلف شمال الأطلسي وشريك قوي وعضو مهم في الائتلاف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية- في مواجهة هذا الهجوم».

الى ذلك، بدأت قوات من الجيش والأمن التركيين بشن عملية مشتركة، ضد حزب العمال الكردستاني، في قضاء إيديل التابع لولاية شرناق، جنوب شرقي البلاد.

وأفاد بيان صارد عن الولاية، أمس، أن العملية المشتركة التي أطلقت عليها الشهيد «أرسين يلدرم»، انطلقت صباح اليوم ضد الإرهابيين، وذلك في اعقاب إعلان حظر التجول في القضاء، أول من أمس الثلاثاء.

وأضاف البيان أن قوات من الجيش والشرطة، تقوم في إطار العملية، بردم الخنادق، وإزالة الحواجز التي أقامتها عناصر المنظمة، فضلاً عن تفتيش بعض المنازل التي يستخدمها مسلحو «بي كا كا»، وحماية أرواح وممتلكات الأهالي. بحسب وصف البيان.

وفي شأن متصل، أعلنت الشرطة السويدية أن تفجيراً ألحق أضراراً كبيرة بجزء من مبنى يوجد فيه مركز ثقافي تركي في إحدى ضواحي العاصمة ستوكهولم، فجر يوم أمس، من دون وقوع إصابات.

وقال متحدث باسم الشرطة: «لم يكن أحد في الداخل… ولم يصب أحد… والشرطة لم تعتقل أحداً حتى الآن.. ولا يوجد في الوقت الحالي مشتبه بهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى