الحرب «الإسرائيلية» تراوح في المكان ونتنياهو أمام استحقاق تقديم التنازلات

حسن حردان

في اليوم الحادي عشر للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، بدا واضحاً أن تهديد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بتصعيد حربه والدفع بخيار الغزو البري إلى الواجهة كاحتمال مرجّح بعد رفض المقاومة المبادرة المصرية، لم يجد ترجمة له على أرض الواقع، في حين لم يؤدي إلى دفع المقاومة إلى تليين موقفها من اتفاق التهدئة. في المقابل فإن محاولة نتنياهو رفع سقف شروطه بطرح نزع صواريخ المقاومة وتدمير الأنفاق الهجومية في غزة للحصول على تهدئة وفق مطلبه هدوء مقابل هدوء، لم تفلح، وتحقيق ذلك وهمٌ وخيال، إنه مرهون بقدرة العدو على إلحاق الهزيمة بالمقاومة وهو ما يعجز عنه.

فالحرب «الإسرائيلية» على غزة وصلت إلى مفترق طرق: إما الاستمرار في المراوحة بالمكان أو وقفها. فنتياهو يخشى توريط الجيش «الإسرائيلي» في غزة وما قد يؤدي إليه من وقوع قتلى ومصابين، وبالتالي انجراره إلى اجتياح شامل للقطاع يستنزفه عسكرياً واقتصادياً، من دون أن تكون لديه خطة واضحة لما يُراد تحقيقه في غزة. ولهذا فإن الموقف «الإسرائيلي» تسوده الضبابية وعدم الوضوح، ما يؤشر إلى عدم وجود سياسة «إسرائيلية» واضحة اتجاه غزة، الأمر الذي دفع المحللين إلى القول بأن الحرب دخلت «مرحلة المأزق»،و«إسرائيل» عاجزة عن تحقيق الحسم فيها، بينما لا تلقى تهديدات نتنياهو أي صدى في الميدان سوى مزيد من القصف الذي يقتل المدنيين. ويتسبب بالدمار ومعاناة الشعب الفلسطيني. لكنه لا يؤثر في قدرات المقاومة في مواصلة إطلاق الصواريخ على العمق الصهيوني.

هذا المأزق دفع رئيس وزراء العدو إلى تنشيط الاتصالات الدبلوماسية عبر مصر للتواصل مع حركات المقاومة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق حل وسط، ما يعني أنه قرر النزول من قمة الشجرة وتقديم التنازلات، وهو ما يُستشفّ مما سربته الصحافة «الإسرئيلية» التي تحدثت عمّا يمكن أن يكون عناوين لاتفاق تهدئة يقبل به كيان العدو، وهي:

ـ فتح معبر رفح بالتنسيق مع مصر.

ـ إدخال قطر وتركيا كشريكتين في تحسين الوضعين الإنساني والاقتصادي لقطاع غزة.

ـ إطلاق أسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم حديثاً في الضفة الغربية.

على أن «إسرائيل» لا تريد إدراج ذلك ضمن اتفاق التهدئة، وإنما تريده في إطار الاتفاق مع السلطة الفلسطينية في سياق سياستها القائمة على تكريس الفصل بين الضفة والقطاع.

«هآرتس»: مطلب نتنياهو نزع الصواريخ من غزة من قبيل الأوهام

تناول المراسل والمحلل السياسي في صحيفة «هآرتس» باراك رفيد المطلب الذي طرحه رئيس الحكومة «الإسرائيلية» حديثاً بشأن إزالة الصواريخ والأنفاق من قطاع غزة، مؤكداً: «أن ذلك من قبيل الأوهام، وأن لا يوجد أي جهة دولية راغبة أو قادرة على نزع الصواريخ من قطاع غزة».

وفيما أشار إلى أن «الأنموذج السوري في نزع الأسلحة الكيماوية لا ينطبق على غزة بما يخص الصواريخ»، خلص إلى حقيقة أن «لا بد من البحث عن حلول سياسية تجعل حركة حماس معنية بالحفاظ على التهدئة، وضمن ذلك فتح معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وإدخال قطر وتركيا كشريكتين في تحسين الوضعين الإنساني والاقتصادي لقطاع غزة».

ولفتت الصحيفة العبرية إلى طرح رئيس الحكومة في الأيام الأخيرة هدفاً جديداً للحرب العدوانية على قطاع غزة، «العصف المأكول» والتي أسماها الاحتلال بـ«الجرف الصامد»،و«يتمثل في نزع الصواريخ من قطاع غزة وإزالة الأنفاق».

وأشار الكاتب إلى أن «نتنياهو تطرق أول من أمس فقط إلى هذه المسألة في تصريحين خلال لقائه مع وزيري خارجية إيطاليا وألمانيا». متوقعاً: «أن يتمسك بتكرار ذلك في كل خطاب أو مقابلة يجريها حتى نهاية الحملة العسكرية».

وبحسب الكاتب فإن «نتنياهو يتحدث عن تنفيذ «أنموذج سورية» في غزة. بمعنى أنه مثلما تنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلاح الكيماوي الموجود بحوزته تحت ضغوط دولية، فإنه بالإمكان دفع حماس إلى التنازل عن آلاف الصواريخ الموجودة بحوزتها. وأن نتنياهو يتطلع إلى تجنيد دول العالم لإقامة جهاز دولي لنزع الصواريخ من قطاع غزة». وتابع: «أن نزع الأسلحة من قطاع غزة هو عملية جديرة بالتأكيد، ولكن من الصعب رؤية كيف سيتحول ذلك من أُمنية إلى خطوة عملية. فالهدف الجديد لنتنياهو طموح بشكل خاص في أحسن الأحوال، وخيالي في أسوأ الأحوال، إذ أن حركة حماس استثمرت موارد وجهوداً ضخمة في السنوات الأخيرة لبناء ترسانة من آلاف الصواريخ، وبالتالي فإنه من قبيل الأوهام التفكير بأنها ستوافق على التنازل عن الصواريخ كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار نتيجة للحرب الحالية أو بسبب ضغوط دولية مستقبلية».

وخلص الكاتب إلى أنه «لا يوجد أي جهة دولية راغبة أو قادرة على نزع الصواريخ من قطاع غزة. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تطبيق اقتراح وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان باحتلال قطاع غزة، والقضاء على سلطة حماس، وإعادة السيطرة الأمنية لـ«إسرائيل» على القطاع لسنوات عدة، وهو ما ليس معنياً به نتنياهو».

وأضاف رفيد: «إن مطلب نزع الصواريخ من قطاع غزة جيد للإعلام، ولكنه ليس استراتيجية خروج من الحملة العسكرية أو خطة عمل لوقف إطلاق النار. وإذا كان نتنياهو يرغب بتحقيق هدف إعادة الهدوء لفترة طويلة عليه أن يفكر بحلول سياسية تمنح حركة حماس حوافز للحفاظ على هذا الهدوء». وقال: «ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، فإن على نتنياهو أن يتخلص من ثوابت عدة للأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» بشأن غزة في السنوات الأخيرة، ومن ثوابت شخصية عدة له بشأن الدول القادرة على التأثير في حركة حماس مثل قطر وتركيا». مشيراً إلى أن «تجنيد مصر لفتح معبر رفح بشكل دائم إلى جانب إدخال تركيا وقطر كشريكتين استراتيجيتين لتحسين الوضعين الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة، كل ذلك جزء من خطوات من شأنها أن تقنع حماس بجدارة بالعودة إلى التهدئة وعدم خرقها».

«يديعوت»: الحرب «الإسرائيلية» تراوح في المكان ونتيجتها متعادلة

أجمع محلّلون «إسرائيليون» على «أن الحرب التي شنتها «إسرائيل» على حماس وصلت إلى نتيجة «متعادلة» ولم تحقق حسماً أو غلبة لجهة على الأخرى»، مشيرين إلى أنها «وصلت إلى مفرق طرق. والخيارات إما الاستمرار في المراوحة بالمكان أو وقفها».

ولفت المحللون إلى: «على رغم تهديد نتنياهو بتصعيد الحرب واصلت الحرب مرواحتها في المكان»، متسائلين إذا ما كان نتنياهو يخشى أن يورّط الجيش في غزة ويوقع قتلى ومصابين، وأن تنجرّ «إسرائيل» إلى اجتياح شامل لقطاع غزة يستنزفها عسكرياً واقتصادياً، من دون أن يكون لديها خطة واضحة لما تريد تحقيقه في غزة».

واعتبر المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان «أن التوغل البري، والمناورات البرية، يمكن أن تكسر التوازن القائم». لكنه أشار إلى «عدم وجود سياسة «إسرائيلية» واضحة اتجاه غزة، ومن غير الواضح ما الذي تعتزم الحكومة تحقيقه حيال سلطة حماس في قطاع غزة». وأضاف: «إن الاستمرار في الوضع الحالي لن يحقّق الحسم، ويتعيّن على يتقرر على المستوى السياسي ماذا يُراد بالتحديد».

أما المحلل يوسي يهوشوع، فقال: «إن الحرب تدخل مرحلة المأزق، ولم يتحقق فيها حسم لـ«إسرائيل» على حماس». وأضاف: «إن نتنياهو هدد في خطابه بتصعيد الهجوم، لكن شيئاً لم يتغير». وتابع: «إن حقيقة عدم وجود تغيير تثير التساؤلات. أين تقف الأمور؟ ألا يقدم الجيش للمستوى السياسي خطط عمل كافية؟ هل يتلعثم المستوى العسكري أمام المستوى السياسي ويجعله يشكك في قدرة الجيش على تنفيذ خطط تؤدي إلى تغيير في صورة المعركة؟ هل ثمة أزمة ثقة بين الكابينيت والقيادة العسكرية؟».

وأوضح يهوشوع: «يطلب الجيش القيام بعمليات عسكرية محدودة للتخلص من تهديد الأنفاق الهجومية، ويؤكد الضباط ألّا مجال لتدميرها بالضربات الجوية». معتبراً: «أن نفقاً واحداً يوازي خطورة ألف صاروخ».

وتساءل المحلل: «إذا كان الجيش يطلب تنفيذ هذه العمليات والقيادة السياسية تمنعه، فهل نتنياهو لا يثق بالقوات البرية، لذلك يمتنع عن إدخالها إلى غزة؟». وقال: «الحملة العسكرية وصلت إلى مفترق طرق، وهي أمام خيارين: إما مواصلة المراوحة في المكان أو إنهاء هذه الجولة».

«هآرتس»: الاتصالات مستمرة والجيش «الإسرائيلي» يحشد قواته وحماس متمسكة بشروطها

كتب المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل: «إن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين، في ظل تواصل الجهود المتعددة القنوات للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتواصل الغارات الجوية «الإسرائيلية» على قطاع غزة والتفكير بشن هجوم بري محدود واستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب البلاد ومركزها».

وأضاف هرئيل: «على رغم العاصفة السياسية القوية التي أثارها اليمين «الإسرائيلي» على ما يسمى بـ«إدارة حكومة نتنياهو الحذرة للحملة العسكرية»، فلا يبدو أن هناك أيّ تغيير فوري ملموس في العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في قطاع غزة». وتابع: «إن هناك احتمالاً بالتوصل إلى اتفاق، إذ أن الاتصالات لوقف إطلاق النار تتواصل عبر قناتين متنافستين، الأولى مصرية والثانية قطرية تركية، بينما تناور السلطة الفلسطينية بين القناتين».

وادعى الكاتب في هذا السياق: «أن الولايات المتحدة وخلافاً لرغبة «إسرائيل» تغازل فكرة استخدام قناة الوساطة الثانية، وهو ما يُعتبر سبباً آخر لحركة حماس لتفضيل الحل عن طريق قطر وتركيا، وليس الحل الذي طرحته مصر والذي يتضمن فرض وقف إطلاق النار من دون مناقشة شروطه معها». مشيراً إلى أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار القاهرة، حيث تناقش مصر والسلطة الفلسطينية إمكان إدخال 300 من عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة من الضفة الغربية معبر رفح»، لافتاً إلى أن «أحد مطالب حماس المهمة هو فتح المعبر، إلاّ أن القاهرة تفرض على ذلك «دمغة ثمن» بحسب الكاتب على شاكلة تجديد وجود السلطة الفلسطينية في قطاع غزة للمرة الأولى منذ 7 سنوات».

وأردف هرئيل قائلاً: «أما القضية الثانية فتتصل بقضية دفع رواتب 43 ألف موظف رسمي في قطاع غزة. وعلى رغم أن قطر أعلنت استعدادها للمشاركة في تمويل دفع الرواتب، إلاّ أن مصر لا تبدو متحمسة وتفضل أن يأتي التمويل من مصادر أخرى في الخليج، مثل الإمارات».

وبينما أوضح الكاتب أن «هذه المطالب لا تتصل بـ«إسرائيل» لفت إلى أن «المطلب الثالث الموجه لها هو إطلاق سراح عناصر حركة حماس التي اعتقلت أخيراً في الضفة الغربية، وضمنهم الأسرى المحررون الذين أطلق سراحهم في صفقة تبادل الأسرى وأعيد اعتقالهم». وقال: «إن «إسرائيل» أبلغت مصر أنها ترفض مناقشة قضية الأسرى لأنها تتصل بالضفة الغربية، وأنها على استعداد لمناقشة ذلك فقط مع السلطة الفلسطينية».

وأشار المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» إلى «أن أجهزة الأمن «الإسرائيلية» تولي أهمية للجانب الاقتصادي في قطاع غزة، باعتبار أن تصعيد حركة حماس كان لجملة من الأسباب من بينها العامل الاقتصادي، وبالتالي فإن الحل يعتمد على إجراء تحسين اقتصادي معين في قطاع غزة».

وتحدثت الصحيفة أنه «في الكواليس، تجرى محاولات لبلورة صوغ لوقف إطلاق النار يكون مقبولاً لدى الطرفين. غير أن التوصل إلى ذلك لن يكون كافياً لإلقاء السلاح، فالواقع في غزة سيبقى مشتعلاً ويهدد بمواجهات جديدة». معتبرة أن «استمرار الهجمات الجوية على قطاع غزة لا يأتي رداً على إطلاق الصواريخ الذي لا يتوقف باتجاه المستوطنات في «إسرائيل» فحسب، بل هو أيضاً محاولة لمواصلة ممارسة الضغط بهدف الحيلولة دون الدخول البري إلى القطاع».

وأضافت الصحيفة العبرية: «مثل هذه الخطوة، حتى وإن كانت أهدافها محدودة قد تشهد تعقيدات، فمعالجة التهديدات التكتيكية الفورية ولا سيما خطر الأنفاق قد تسقط كثيراً من الضحايا وتدهور الوضع في المنطقة بصورة حادة». موضحة أن «على رغم تمكّن حماس من إطلاق أكثر من ألف صاروخ باتجاه «إسرائيل» خلال ما يزيد عن أسبوع بقليل، فإن الجيش «الإسرائيلي» يخشى من نشوء وضع مماثل للصومال في قطاع غزة، حيث تنشط عشرات المجموعات تتقاسم بينها السيطرة على الأرض. ولهذا السبب فإن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» ووزير الأمن ورئيس أركان الجيش ليسوا معنيين بالقضاء على سلطة حماس، وبالتالي فإن إسماعيل هنية ليس هدفاً، خلافاً لمحمد ضيف مسؤول الجناح العسكري».

«يديعوت أحرونوت»: مفاوضات بشأن المفاوضات

اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» «أن ما يحصل اليوم هو مفاوضات حول المفاوضات»، وقالت: «إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار معقدة وقد تطول. والسبب الرئيس لذلك هو أن «حماس» مصممة على الخروج من المعركة مع إنجازات واضحة لجناحها العسكري ولسكان غزة».

واعتبرت الصحيفة أن «هذه الإنجازات يفترض أن تكون واضحة كي تبرر في الشارع الفلسطيني وفي الضفة الغربية أيضاً. السبب الثاني هو أن «حماس» لا تعدّ مصر وسيطاً نزيهاً، وهي معنية بأن تشرك قطر وتركيا في المفاوضات لأنهما تؤيدانها من دون تحفّظ. عملياً، ما يحدث الآن هو مفاوضات بشأن المفاوضات تحت النار».

«تليغراف»: لحظة الحسم «الإسرائيلية» بخصوص الحرب البرية على غزة

نشرت صحيفة «ديلي تليغراف» تحليلاً لمراسلها في غزة دافيد بلير تحت عنوان: «إسرائيل تصل إلى لحظة القرار بخصوص العملية البرية في غزة».

اعتقد الكاتب «أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لم يعد قادراً على مقاومة الضغوط للدفع بقواته البرية ودباباته إلى قطاع غزة». وقال: «إن قادة «إسرائيل» سيقررون خلال الأيام إن لم يكن الساعات المقبلة، ما إذا كان على الدبابات أن تتحرك إلى القطاع وبالتالي تتحول العملية العسكرية ضد غزة من مجرد هجمات جوية إلى هجوم بري متكامل».

ورأى بلير أن «في هذه الحالة فإن ضحايا المعركة ضد حماس سيزدادون من دون أدنى شك»، مضيفاً: «إن نتنياهو شديد الحذر والتردد في الدفع بالدبابات والجنود إلى غزة، لكنه لم يعد قادراً على مقاومة الضغوط». وأكد: «أن قادة «إسرائيل» يرون أن رفض حماس اتفاق التهدئة المصري دليل لا يرقى إليه الشك. على أن الحركة التي تسيطر على القطاع تخطط للتصعيد وهو ما دفع رفقاء نتنياهو في المعسكر اليميني المتشدد في «إسرائيل» إلى تأكيد أنه لا يملك خياراً بديلاً من الحرب البرية».

«اندبندنت»: كيف تصل ملايين الجنيهات من التبرعات في العالم الغربي إلى «داعش»؟

نشرت صحيفة «اندبندنت» موضوعاً عن الملف السوري لإيزابيل هانتر مراسلتها في منطقة غازي عنتاب على الحدود التركية ـ السورية تحت عنوان «كيف تصل ملايين الجنيهات من التبرعات في العالم الغربي إلى أيدي الدولة الإسلامية داعش ؟».

وقالت الصحيفة: «إن العالم الغربي يرسل مساعدات تقدّر قيمتها بملايين الجنيهات الاسترلينية إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شمال سورية».

وأضافت هانتر: «إن هذه المساعدات التي تقدمها الحكومتان البريطانية والأميركية وحكومات دول أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي تتكون من مواد غذائية وأدوية وعقاقير طبية، إضافة إلى مواد إسعافية تُدخل إلى شمال سورية عن طريق المعبرين المفتوحين حتى الآن على الحدود المشتركة بين سورية وتركيا».

ونقلت عن أحد أعضاء الجماعات الإغاثية التي تسيّر قوافل الإغاثة تأكيده: «أن هذه القوافل تدخل من الحدود التركية وتمر على نقاط التفتيش التابعة للدولة الإسلامية، وقد يتعطل مسير بعض القوافل لمدد قد تصل إلى 3 أسابيع نتيجة المعارك بين الدولة الإسلامية وجماعات معارضة أخرى لا تريد أن تمر القوافل الإغاثية في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية».

وتابعت هانتر: «إن المنظمات الإغاثية ومنها منظمة «الرحمة أو ميرسي» تؤكد أنها تسعى إلى تقديم العون للمدنيين المشردين الذين يحتاجون إلى دعم عاجل ولا يسعون إلى دعم سيطرة أي تنظيم أو مجموعة على مناطق معينة». لافتة إلى أن «منظمة الرحمة لها مكاتب في بريطانيا والولايات المتحدة، وحصلت العام الماضي على 27 مليون جنيه استرليني من الخارجية البريطانية لدعم عملياتها الإغاثية والإنسانية في سورية».

وأردفت هانتر قائلة: «إن العاملين الغربيين في منظمات الإغاثة يؤكدون أن مقاتلي الدولة الإسلامية الذين قاموا في السابق باعتقال صحافيين غربيين وعمال إغاثة أصبحوا يتركونهم الآن يعملون من دون مضايقات ومن دون أية شروط مسبقة». وأضافت: «إن الدولة تقوم بتوظيف أطباء وممرضات وتدفع لهم أجوراً كبيرة تصل إلى نحو 400 جنيه استرليني في الشهر، وهو ما يعدّ ثروة في الظروف الحالية»، مؤكدة: «أن «الدولة» منذ إعلان قيام الخلافة الشهر الماضي أصبحت تسيّر شؤون الناس بشكل أكثر تنظيماً كدولة حقيقية».

«جام جم»: خطر الإرهاب يهدّد المنطقة

تحت «عنوان خطر الإرهاب يهدد المنطقة» علقت صحيفة «جام جم» الإيرانية على خطر عصابات «داعش» الإرهابية، فقالت: «لا شك في أن داعش خطر يهدد المنطقة برمتها، وأي خطأ أو تقاعس من قبل الدول العربية في ملاحقة هذه العصابات الإرهابية مرفوض، وستكون تبعاتها كارثية على العالم. ولو أن الدول العربية قد تعاملت بمنطقية في المناقشات بشأن القضية السورية، ولم تقدم الدعم لعصابات داعش وغيرها، لما كان الإرهاب يستفحل كما هو عليه اليوم».

ولفتت الصحيفة إلى أن «المجتمع الدولي اليوم وخصوصاً دول المنطقة مدعوة إلى التحرك الجاد لإيجاد حل جذري لهذه الآفة السرطانية وتجفيف منابعها، بدلاً من التراكض وراء الحلول الترقيعية والموقتة، لا سيما في هذه المرحلة التي يواجه فيها العراق خطر التقسيم واستمرار عصابات داعش بهجماتها. وعلى دول المنطقة أن تعلم أن النار المستعرة اليوم في العراق وسورية قد تحرق المنطقة برمتها وتذهب كل المساعي الخيرة والمخلصة لبسط الأمن في الشرق الأوسط أدراج الرياح».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى