تلفزيون لبنان

تعثّر مشروع ترحيل النفايات، ونفى مجلس الإنماء والإعمار توقيع أيّ اتفاق حول الترحيل، ومجلس الوزراء قرّر العودة إلى مشروع المطامر، واللجنة المختصة تلتئم لهذه الغاية بعد غدٍ السبت غدٍ .

هذا باختصار ما رست عليه الأمور في معالجة أزمة النفايات المستمرة حتى إشعار آخر. وفي السياسة جهد الرئيس سعد الحريري متواصل باتجاه إنهاء الشغور الرئاسي، وهو واضح في أنّ هدفه لا يتعلق برئاسة الحكومة.

وفي المحافل السياسية كلام على صعوبة انتخاب رئيس في الجلسة النيابية السادسة والثلاثين من آذار، وذلك لسببين:

-الأول: مراوحة الوضع في الترشيحات، وفي مواقف الاستمهال في النزول إلى البرلمان من قِبل حزب الله والتيار الوطني الحر.

-الثاني: ترقّب جولة جديدة من الاتصالات الفرنسية – السعودية الإيرانية، وسط تعقيدات كثيفة حول الوضع الإقليمي.

وفي الخارج توتّر مستمر على خط تركيا – روسيا عبر سورية، وأنقرة كشفت عن شاب عشريني من العمر قام بتفجير السيارة المفخخة، والحزب الكردستاني نفى ضلوعه في التفجير والمدفعية التركية واصلت قصف القوى الكردية المتقدمة باتجاه إعزاز، التي وصل إليها المئات من مقاتلي المعارضة من الريف الشمالي لحلب إلى الريف الغربي عبر ممرّ تركي.

وسألت روسيا عن أهداف التحرك السعودي في سورية فأتى الجواب على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، بأنّ الهدف القضاء على «داعش».

عودة إلى الوضع المحلّي وجلسة المطامر في مجلس الوزراء.

«المنار»

لم ترحل أزمة النفايات مع قرار ترحيلها، فرائحة الصفقة التي فاقت رائحة النفايات، طمرت ملف الترحيل، وأعادت خيار الطمر.

لم تقرّر الحكومة حول الملف رغم كثرة تصريحات وزرائها على أبواب الجلسة المتبرّئة من خيار الترحيل، ومن رحلة الشركة اللغز شينوك. استمهلت الحكومة ساعات لتعرف ما يجري، فمن أقرّ عقد الترحيل إذاً؟ وعلى أي أساس؟ وماذا كانت سترحّل هذه الشركة؟ ومن المعني بالرقابة على تطبيق شروط الاتفاق؟ كيف أقرّت الحكومة سلفة للتمويل إن لم تكن مطّلعة على جميع التفاصيل؟

تفاصيل كثيرة عن الصفقة ستكشفها الأيام، والأمل أن لا يسير الملف كالمعتاد، فلا تُرحّل النفايات، ويرحل ملف الصفقة الفضيحة إلى الخلوات.

في فلسطين المحتلة خلوات الصهاينة وندواتهم بطعم غاز الأمونيا، مع هستيريا تضرب مستوطني حيفا ومحيطها الذين يطالبون حكومتهم بأخذ تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بكل جدّية وانتباه.

في سورية جدّية الجيش والحلفاء ما زالت تحكم الميدان، إنجازات أرياف حلب لاقتها بطولات ريف اللاذقية. وجديدها اليوم كنسبا ، البلدة التي أوصلت الجيش السوري إلى أقرب نقطة من معاقل المسلحين في إدلب منذ بداية الأزمة.

«أن بي أن»

طُمر الترحيل، فمتى تُطمر النفايات؟ ملف شغل اللبنانيين أشهراً طويلة قبل أن يعود إلى المربع الأول، لغط أُثير وحديث عن تزوير وغموض رافق الملف منذ بداية الكلام عن الترحيل، إلى أن جاءت ساعة الحقيقة، فماذا بعد؟

لم يكن النقاش في مجلس الوزراء اليوم مبشّراً بالاتفاق، ستّ ساعات تسابق فيها الوزراء على التنظير ورمي المسؤوليات، وضمنياً تقاذف الاتهامات، إلى أن تمّ الوصول لمهلة أعطاها مجلس الإنماء والإعمار لشركة شينوك البريطانية حتى صباح الغد اليوم لتقديم الوثائق الرسمية الأصلية من السلطات الروسية.

في السياسة انتظار، هل يُفتح باب التفاهمات الداخلية لبتّ الملفات في سلة واحدة؟ أم هناك استمهال مفتوح لمعرفة المسار الإقليمي.

يبدو أنّ لبنان لا يستطيع أن يُنجز استحقاقاته بقواه الداخلية فقط، في المؤشرات المهمة لبنانياً ما سيقوم به الوفد النيابي إلى واشنطن في الساعات المقبلة لإيضاح الحقائق المالية والقرارات التي كان اتّخذها مجلس النواب، وهي تركت صداها الإيجابي فأُزيلت كل الملاحظات والعقوبات الأوروبية على لبنان مالياً.

الخطوات الداخلية نشطت بعد عودة الرئيس سعد الحريري، لكن كل فريق لا يزال يتمترس خلف ترشيحه الرئاسي.

خارجياً، ترصد الحدود السورية التركية، فماذا تحمل معها من متغيّرات؟ السعودية حسمت قرارها بأنّ أيّ مهمّة في سورية ستكون فقط ضدّ تنظيم «داعش»، بينما أنقرة تتفرّغ لإقناع عواصم العالم بأنّها تتعرّض لتفجيرات ينفّذها الأكراد، فماذا بعد؟

لا يبدو خيار التقدّم العسكري البري التركي مقبولاً دولياً، وروسيا ذهبت إلى حدّ القول إنّ أي اجتياح لسورية يعني فشل عملية السلام، أي التنصّل من كل عناوين الحل السياسي.

قوة الموقف الروسي تستند إلى ميدان سوري يتقدم فيه الجيش شمالاً، ويحقّق الإنجازات بموازاة تقدّم الكرد أيضاً على حدود تركيا إلى حدّ قطع أهم طرق الإمداد الرئيسية على المجموعات المسلحة المشتتة المتروكة تواجه قدرها، لدرجة أنّ تركيا منعت المسلحين الهاربين من كنسبا في ريف اللاذقية من دخول أراضيها.

المشهد الميداني يتبدّل بسرعة، ويعطي دفعاً لدمشق في التحضير لانتخابات نيابية في الشهر الرابع وفق قانون انتخابي عصري يسمح بتمثيل الطيف السوري المعارض والمؤيّد.

«المستقبل»

أسطوانة الكلام عن المطامر الصحية تعود إلى الدوران من جديد، وعلى شكل فضيحة هذه المرة .

فالأسطوانة نفسها، والتي انشغل بها اللبنانيون أشهراً عدّة قبل اللجوء إلى الترحيل كخيار لحل أزمة النفايات المكدّسة بآلاف الأطنان طرحها مجلس الوزراء في جلسته اليوم كحلّ بديل في حال عدم إبراز شركة «شينوك» المستندات المطلوبة منها غداً، والتي تُبيّن موافقة الدولة التي ستصدّر إليها النفايات، فيما دُعيت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف إلى اجتماع السبت المقبل .

وبعد عودة أزمة النفايات إلى المربع الأول، فإنّ السؤال كيف ستتم مقاربة قضية المطامر من جديد بعدما ووجهت برفض عارم من هيئات المجتمع المدني والجمعيات البيئية، فيما النفايات المكدّسة اقتربت من المنازل ومداخل الأبنية في بيروت وجبل لبنان، وباتت تهدّد بانتشار الأوبئة والأمراض.

وفي تداعيات الأزمة، ردّ من مجلس الإنماء والإعمار على الاتهامات التي طاولته، مؤكّداً أنّ دوره يقتصر في ملف إدارة النفايات على تنفيذ المشاريع في حال تكليفه بذلك من قِبل مجلس الوزراء، مذكّراً بأنّ خيار الترحيل حظي بإجماع القوى السياسية ولم يوقّع المجلس أي عقد مع أي جهة يتعلّق بترحيل النفايات.

سياسياً، تأكيد للرئيس سعد الحريري خلال ترؤسه اجتماعاً للأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي في تيار المستقبل على صعوبة المرحلة التي نعيشها، لافتاً إلى أنّ استمرار الفراغ الرئاسي يُعتبر مقتلاً للبنان، ويهدّد البلاد.

وقال، لو كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيّاً، ما كان ليسمح بالفراغ ولو ليوم واحد، لأنّه يعرف مخاطره على البلاد

«ال بي سي»

تدوير الترحيل على الطريقة اللبنانية أنّ النفايات دارت دورتها الكاملة وعادت إلى النقطة الصفر، أربع عشرة ساعة ويعرف خيط الترحيل من خيط الطمر، فمجلس الوزراء أمهل شركة شينوك حتى العاشرة من صباح غد اليوم لتأمين الوثائق والمستندات الأصلية تحت طائلة عدم التوقيع النهائي معها، في حال توافرت المستندات ينطلق الترحيل، مع أنّ احتمالاته تراجعت، أمّا في حال عدم توافرها فإنّ مجلس الوزراء مُلزَم التفتيش عن المخارج من المعالجات التي سبقت أن طُرحت، وهي المطامر.

جلسة مجلس الوزراء شهدت نقاشات قاربت الحدّة، وبدأت حماوتها تتصاعد مع طلب الوزير أكرم شهيّب إعفاءه من المهمّة بعدما أعلن أنّه يتحمّل مسؤولية الفشل، أمّا وزير المال علي حسن خليل، فاعتبر أنّ إيلاء البلديات حل مشكلة النفايات أمر نظري وغير جدّي، وأنّ كل القضية تحتاج إلى ثلاثة مطامر كبرى فتنتهي المشكلة، أما الوزير حرب فطالب بتكليف القوى الأمنية والعسكرية تنفيذ مقرّرات مجلس الوزراء المتعلّقة بالمطامر. في اختصار ما زلنا في دوامة النفايات وهذه الدوامة ليست الوحيدة، فهناك دوامة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا الاستحقاق يرحل من موعد إلى موعد، علماً أنّ موعد الثاني من آذار يُحتمل أن لا يكون الأخير

«ام تي في»

في سلوكيات بعض الطبقة السياسية المتحكّمة بمصير الناس، سهل الغدر بصحة نصف اللبنانيين وتهجير نصفهم الآخر، وصعب التخلص من النفايات. لقد أبى مستخرجو المال من القذارة، إلّا أن تبقى النفايات في أحضاننا، وكان لهم ما أرادوا. والسؤال المقلق الآن، أنّ اللبنانيين الذين نجوا من كارثة ترحيل النفايات بنصف مليون دولار على قاعدة رُبّ ضارة نافعة، هل سيجدون أنفسهم أمام استعادة للاستعراض الطوائفي البائس الرافض للمطامر الصحية في المناطق؟

أمّا الجواب القاطع فيجب أن يأتي من الحكومة ومن طاولة الحوار، عبر وقف تحريض الاتباع، وتكليف القوى الأمنية تغطية إقامة المطامر الصحية والمعامل وحمايتها، وكما هو مُعيب على المسؤولين التلاعب بمسألة في هذه الخطورة، كذلك من المُعيب على الناس رفض الحلول الصحية لصالح آلاف المكبّات العشوائية.

رئاسياً، مساعي حريرية حثيثة لتأمين نصاب مركّب لانتخاب سليمان فرنجيه في الثاني من آذار، تقابلها حركة عونية عمادها الضغط على حزب الله لتعطيل هذا المسار.

«الجديد»

شركة لقيطة تسلّمت بلداً، أو أنّها تقاسمت الصفقة مع سياسييه، لا احتمال ثالثاً، وفي الحالتين فإنّ الفضيحة ليست مدوّية فحسب، بل «مبروزة» و«مذلّة»، وتستغبي اللبنانيين، وتستغل بيئتهم الوسخة وأمراضهم المتزايدة، ومستشفياتهم التي أصبحت ملأى عن بكرة مرضاها، لكن الأسوأ من الفضيحة عدم العثور على مرتكب واحد أو على مستهتر سياسي أو متآمر أو غبي نحمّله المسوؤلية، إذ فجأة أصبح جميع السياسيين من أصحاب الكفاءة في الإرشاد البيئي، وتحوّل الوزراء والدعاة السياسيون من منظّرين في شؤون الترحيل إلى مجمّلين لحل المطامر حيث العودة إلى نقطة الصفر، وإذا كان لا بدّ لهذا الحل أن يسلك درب المناطق فليكن طمراً شاملاً، من النفايات العضوية إلى النفايات السياسية التي سمعنا بها، ولم يجرؤ أحد على تسمية أبطالها، ولن يكون من المألوف أن ينتحل السياسيون صفة المنقذين الباحثين عن حل لم يعثروا عليه من تموز إلى شباط. إذ فشل الوزير أكرم شهيّب طمراً وترحيلاً، وركن وزير البيئة الأصلي محمد المشنوق في المستودع لا يقوى إلّا على الشمع الأحمر، وبايع المشنوق الثاني الكبير حل العودة إلى نقطة الصفر، وهنّأ رئيس الحكومة وزيراً محتلّاً للبيئة على إنجازات لم ينجزها. فهل يُعقل أنّ دولة بأمّها من دون أبيها. بفراغها الحاكم. بمرشّحيها الأقوياء. بسلطتها المتفرّعة عنها خلية أزمة نائمة، أن تُعلن الفشل من دون ضبط أي متلبّس بالمسؤولية؟ كلّه رفع عنه المسؤوليات، فمجلس الوزراء يدلّل الفضيحة ويرقّيها إلى رتبة الحل البديل. مجلس الإنماء والإعمار غير مختص إلّا بالأرباح. الوزراء لا يلوون إلّا على الاستنكار والاستغراب وإبداء الأسف وتشدّق بالتزوير، وكأنّ من ارتكب هذا الفعل هم الناس أو المجتمع المدني أو الحراك أو وسائل إعلام، وجميعهم ساهم في كشف التزوير وليس العكس. ثمانية أشهر على أزمة النفايات، والحل ما زال بعيداً عن البلديات صاحبة الشأن والطمر والفرز. ثمانية أشهر بصفر محاسبة لمافيا حكم كانت تعتزم بالاتفاق مع شركة مجهولة عقد صفقة لترميها في البحر، وكل هذه المدة لم تكفِ رئيس الحكومة تمام سلام كي يبقّ بحصة تضخّمت، وتكاد تبتلع مجاريه الداخلية.

«او تي في»

في الأدب العربي، يُحكى عن قصة إبريق الزيت، لكن في اللاأدب السلطوي اللبناني، أُضيفت قصة أخرى، بلا نهاية ولا نتيجة، وبرائحة كريهة وفضيحة مقيتة. إنّها قصة كيس الزبالة. حكومة المصلحة الوطنية عادت اليوم إلى قصة كيس الزبالة، وعادت إليها بفضيحة أكبر، إذ لم يجرؤ أي مسؤول في كل الدولة على السؤال عن احتمال حصول تزوير. مع أنّ الوقائع المادية جامدة وصارخة. فهناك كتاب موقّع باسم وزير البيئة الروسي سيرغي دونسكوي، لصالح ما يُسمّى شركة شينوك، فيما هناك تصاريح رسمية حكومية وإعلامية روسية، تقول إنّ وزير البيئة الروسي لم يوقّع أي كتاب. ما يعني، وبحسب القانون اللبناني في أقل تقدير، وجود شبهة تزوير واستخدام المزور، على الأقل … لكن مع ذلك، ممنوع على أي مسؤول أو مواطن أن يفتح فمه. لماذا؟ هنا تكمن الفضيحة الحقيقية، الممنوعة من البوح والمحظورة على الرواية. الفضيحة التي تقول إنّ ملف تسفير النفايات كان سارياً، يوم كانت هناك شركتان تقومان به، وبالتالي كانت منافع هدر أكثر من 300 مليون دولار، موزّعة على الجميع. فجأة، ولأسباب غير معروفة، سقطت الشركة الأولى بضربة تزوير أفريقية. وهو ما أسقط نصف المنتفعين، فصارت كل الزبالة من نصيب زمرة واحدة. وهو أمر مرفوض طبعاً، وفق معايير ميثاقنا الوطني وكذبة نهبنا المشترك، فصار لا بدّ من إسقاط الشركة الثانية، وبضربة تزوير روسية، تمهيداً للعودة إلى خيارات مفتوحة من مطامر أو محارق أو غيرها. المهم أن تكون شاملة لجميع الديوك وأكلة الجبنة. أمس، على باب بيت الوسط، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للزملاء الإعلاميين: «ما مشي الحال مع العماد عون للرئاسة». سألته إحدى الزميلات: لماذا؟ فابتسم مجيباً: «يا لبراءة هذا السؤال». معه حق الرئيس الحريري، ومعنا حق أكثر، اليوم وكل يوم … يا لبراءتنا نحن… على عكس وقائع مجلس الوزراء، التي نكشفها ضمن أخبار الـ»او تي في».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى