صباحات

مَن يجعل ملعبه وسط النيران، يغامر بحريق ذيل ثوبه. وكلّما وسّع دائرة اللعب زاد الخطر. وكلّما زاد الحركة زاد الاشتعال. ولا يعني الخروج من الملعب وقف النار وإطفاء الحريق ولا إصلاح الثوب ومعالجة الحروق. فالعودة إلى الوراء لا تعني البدء من الصفر… اسألوا أردوغان!

صباح عربيّ بلا هيكل الصحافة، صباح حزين. فالصبح للصحيفة وسيّد الصحافة قد رحل، فقد كان الخلاف معه ممتعاً ونزيهاً بمقدار ما كان الاتفاق لأنهما خلاف واتفاق مع عقل عبقريّ وذكاء وقّاد يرفع من مقام الخلاف ويزيده شرفاً. كيف إذا كانت النتيجة لجدل الوقائع لا سجال البشر أن يتراجع الأستاذ ويبدل في موقفه كما فعل في خصوص سورية… يفعل وبشجاعة قوله الأول وآخر الهمّ من يغضب ومن يرضى في المرتين. لأنه ليس بوقاً لأحد ولا مروّجاً أو مسوّقاً بأجر. فالعقل هو الحاكم الوحيد فهو الخصم، فكيف عندما يكون الحكم جديراً بأن نتابعه، كيف نستمتع بفحص عقولنا وإصدار أحكام وارتقاء مرتبة الخلاف أو الاتفاق مع من؟ مع الأستاذ… بقية الخلافات هي تناقض مع السيد وليست مع العبد أكثر مما هي خلاف مع صاحب العقل والمقال لا صاحب المال والعقال؟

طوبى لمن تترك الشمس بعضاً من أشعتها على جبينه، ومن يترك الليل بعضاً من نعاسه بين جفونه. فقد جمع الضوء وظلال العتمة. وضوح العقل ونشاطه وسحر الغموض في القلب وتكاسله.

الصباح نور يتسلل لتنزاح العتمة، فهل تعرفون حقاً يتسلل لينزاح الظلم؟ أم هو الحق يأتي ساطعاً فيكون الصباح مشرقاً. والتسلل فعل العتمة كما هو فعل اللصوص. أما الحبّ فلأنه لصّ ليليّ محترف فيأتي كما النعاس يتغلّب أولاً ثم يعلن عن نفسه.

لا تصدّقوا أن الأصوات والأحجام يمكنها أن تعكس مقدار القوة. فأعلى أصوات الحيوانات أصوات الحمير وأكبرها حجماً هو الجمل، لكن سيد الغابة لا يتفوّق بعلوّ الصوت ولا بعلوّ السنم. تمعّنوا بالمهابة وحدها تكشف أسرار القوّة.

حلب عبر التاريخ مفتاح الجغرافيا، وفي الجغرافيا ريشة ودواة حبر لكتابة التاريخ. التاريخ والجغرافيا يستعصي عليهما العبور من دون حلب. ومتى دقّت ساعتها يعني أنّ وقت التحوّلات الكبرى يدنو.

المياه التي يجمّلها المطر تحت شمس شباط مغسولة. بالنور والدفء الذي تحمله الشمس رطب والشعور الذي ينتابنا اسمه فيروز.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى