موسكو: خبراء روس وأميركيون يُجرون مشاورات حول وقف «الأعمال القتالية» في سورية

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي الوضع في سورية وفي أسواق النفط العالمية بالإضافة إلى الشؤون الداخلية الروسية .

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إنه جرى خلال الاجتماع مناقشة مفصلة للوضع في سورية، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية.

وأضاف بيسكوف: «جرى تبادل وجهات النظر حول الوضع في أسواق النفط العالمية، في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الشركاء الدوليين على مستوى وزراء الطاقة».

وذكر بيسكوف أنه جرى أيضاً التطرق إلى القضايا الاجتماعية الاقتصادية الداخلية الراهنة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن خبراء من روسيا والولايات المتحدة يجرون في جنيف مشاورات حول وقف «الأعمال القتالية» في سورية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين في موسكو «في الوقت الراهن لم يتم بعد تحديد موعد انعقاد اجتماع الفريق الخاص بإنهاء الأعمال القتالية في سورية لكن العمل التحضيري يجرى بنشاط كبير ويقوم الرئيسان المشاركان للمجموعة الدولية لدعم سورية وهما روسيا والولايات المتحدة بإجراء مشاورات على مستوى الخبراء حول القضايا التي سيتم تقديمها للموافقة عليها من قبل المجموعة».

وكانت زاخاروفا ذكرت أمس أن «مجموعة دعم سورية» شكلت فريقي عمل لمتابعة تطبيق بيان ميونيخ الصادر في 11 شباط الجاري مبينة أن الفريق الأول المعنى بالمسائل الإنسانية عقد اجتماعه الأول وكان الاجتماع ناجحاً وأسفر عن نتائج تطبيقية إذ انطلقت الجهود العملية على هذا المسار واعتبرت أن فريق العمل الخاص بوقف الأعمال القتالية في سورية الذي سيجتمع اليوم سيبدأ «عملاً ملموساً».

تعتزم وزارة الخارجية الروسية دعوة مجلس الأمن الدولي للاجتماع بخصوص زيادة التوتر على الحدود السورية التركية وإعلان الأخيرة عن خطط لإدخال قوات برية لسورية.

وقالت زاخاروفا: «إن روسيا ستدعو الجمعة مجلس الأمن للانعقاد لبحث هذه المسألة وتقديم مشروع قرار يحتوي على مطالب بوقف أي إجراءات من شأنها تقويض سيادة ووحدة أراضي سورية والتي تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وأيضاً تقوض جهود إطلاق عملية المصالحة السورية».

من جهته، جدد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تأكيد بلاده على أن الحل الوحيد للأزمة في سورية هو التسوية السياسية، معرباً عن أمله في استئناف الحوار السوري السوري في سويسرا بأقرب وقت ممكن.

وقال بوغدانوف في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» اليوم: «إن التسوية السياسية يجب أن تجري على أساس حوار سوري سوري واسع وفقاً لبيان جنيف والقرار الدولي رقم 2254».

وكانت خولة مطر المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، أعلنت أن المسؤول الأممي لن يستأنف الحوار السوري السوري بموعده المقرر في 25 الشهر الجاري إذا لم تكن الحكومة السورية و«المعارضة» مستعدتين.

وكان الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة ذكر في الثالث من الشهر الجاري خلال مؤتمر صحافي عقب إعلان دي ميستورا تعليق الحوار السوري السوري في جنيف: «لقد قلنا مرات عدة بأننا على استعداد للحوار والتعاون مع كل الجهات المسؤولة التي لديها مصلحة حقيقية بمساعدة الحكومة السورية على إيقاف نزيف الدم في البلاد ولقد أثبتنا ذلك»، مضيفاً: «ما يهمنا كحكومة أننا أثبتنا للعالم جميعاً انضباطنا والتزامنا وجديتنا وإحساسنا بالمسؤولية».

وقالت مطر لوكالة «تاس» الروسية إن «المبعوث الخاص لا يريد استئناف المحادثات مرة أخرى، إلا إذا كان الجانبان جاهزين وعلى أتم الاستعداد».

وعلى الصعيد ذاته، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي، أن تقسيم الإرهابيين الى «سيئ» و«جيد» هو وسيلة لإنقاذ الإرهابيين ويضر بالحل السياسي للأزمة في سورية.

وأفادت وكالة «ارنا» أمس، أن تخت روانجي وخلال لقائه وزير خارجية إسبانيا «خوزيه مانويل غارسيا مارغالو»، أعرب عن أسفه للكارثة الإنسانية التي تشهدها سورية.

وقال: «على جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين أن يعملوا من أجل وقف إطلاق النار والمساعدة على توفير الأرضية للحوار السياسي بين السوريين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم».

ميدانياً، وحدات من الجيش والقوات المسلحة إرهابيي تنظيم «داعش» المدرج على لائحة الإرهاب الدولية خسائر في الأفراد والعتاد في دير الزور.

وأشارت مصادر ميدانية في تصريح لمراسل «سانا» الى أن وحدات من الجيش دمرت عربتين مفخختين لإرهابيي تنظيم «داعش» يقودهما انتحاريان قبل وصولهما إلى النقاط العسكرية على أطراف قرية البغيلية بالريف الغربي.

ولفتت المصادر إلى أن وحدات من الجيش دمرت رتل سيارات بعضها مزود برشاشات ثقيلة لإرهابيي «داعش» على طريق الجنينة محيميدة بالريف الغربي.

وذكرت المصادر أن وحدات من الجيش وجهت ضربات مدفعية على أوكار وتجمعات إرهابيي التنظيم التكفيري في البغيلية وعياش والحسينية والجنينة بريف دير الزور الغربي.

وأشارت المصادر إلى أن الضربات أسفرت عن تدمير تجمعات وآليات وأسلحة متنوعة وعتاد حربي لإرهابيي التنظيم التكفيري.

وأسفرت عمليات الجيش في دير الزور أول من أمس عن مقتل 74 إرهابياً من تنظيم «داعش» أغلبهم من جنسيات تركية وشيشانية وتونسية.

وذكر مصدر عسكري لـ «سانا» أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة قضت على تجمعات للتنظيمات الإرهابية ودمرت عتادهم في عملياتها بريفي حمص الشمالي والجنوبي الشرقي.

وفي حلب، ارتفع عدد الشهداء إلى 4، بينهم طفلة جراء سقوط عدد من القذائف الصاروخية على أحياء صلاح الدين، سيف الدولة والأشرفية في مدينة حلب مصدرها المجموعات المسلحة.

وقد قضى مدنيان اثنان وأصيب عدد آخر بجروح إثر قصف الجيش التركي، بعشرات قذائف المدفعية مناطق عدة في منطقة عفرين وناحية جنديرس في ريف حلب الشمالي.

من جهة أخرى، سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على الشدادي في ريف الحسكة بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية، كما سيطرت على حقل كبيبة النفطي ليرتفع إلى 22 على الأقل عدد القرى والمزارع التي تمت السيطرة عليها منذ الثلاثاء في ريف الحسكة.

أما مدينة الرقة، فشهدت قيام تنظيم «داعش» بتصفية متطوع في الهلال الأحمر في بتهمة «مخالفة أوامر التنظيم».

في موازاة ذلك، قُتل عدد من المسلحين وجُرح آخرون خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محيط بلدة حربنفسه وقرية عقرب في ريف حماه الجنوبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى