الجبير يتوعَّد باستمرار العدوان على اليمن
العدوان المنسي على اليمن والذي تسعى إليه السعودية إلى إبقائه كذلك باتت فيه أصوات المجازر والاعتداءات أعلى بكثير من محالاوت الرياض التستر على الوقائع الدامية على الأرض.
انهيار بالقطاع الصحي تعيشه المدن اليمنية نتيجة استهداف المنشآت الصحية ومنع وصول المواد الطبية والإغاثية على الرغم من الدعوات المتكررة من المنظمات الدولية والتي أكدت أن 14 مليون شخص لا يحصلون على الرعاية الصحية المناسبة وأن العديد من المستشفيات تم إغلاقها.
معاناة الشعب اليمني بسبب العدوان دفعت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين الى دعوة مجلس الأمن إلى التصدي للكارثة الإنسانية في اليمن. وهي أيضاً ما دفعت مدير منظمة هيومن رايتس ووتش كنيث روث بالتعبير عن أسفه جراء انتهاك العدوان للمعايير الدولية قائلاً إن التحالف بقيادة السعودية والداعمين الأميركيين ينتهكون المعايير الدولية باستخدام القنابل العنقودية.
مقابل الأصوات العالية التي تطلقها المنظمات الدولية وفشل الرياض وحلفائها في إخفاء دم الضحية كشف وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون عن خطط لإنشاء فضائيات لمواجهة الأدلة والوثائق التي تؤكد ارتكاب العدوان جرائم حرب في اليمن.
وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي قال وبعد اجتماع في الرياض إن التركيز ينصبّ حول نقل ما يجري في اليمن الى العالمِ الخارجي، تحرك اعتبره البعض أنه يعبر عن قلق تحالف العدوان من دخول روسية على خط الأزمة اليمنية ودعوتها لأكثر من اجتماع للأمم المتحدة ومجلس الأمن لبحث الأزمة خاصة بعد التسريبات التي تقول إن موسكو في صدد السعي لإصدار قرار جديد وإن القرار «ألفين ومتئين وستة عشر» لم يعد صالحاً.
هذا ما يدفع الرياض لسباق الساعة الروسية والسعي الى الحسم الميداني مع عرقلة أي حلٍّ سلمي بعد تصريحات المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد والذي قال إن انقسامات عميقة ما زالت تحول دون دعوته الى مفاوضات جديدة، مؤكداً أن الخِيار العسكري لا يمكن له حل الصراع في اليمن وأن مسار السلام وحده كفيل بإنهاء الحرب.
وفي السياق، توعد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليمنيين بأن بلاده ستواصل حربها ضد اليمن حتى «عودة الشرعية» فيها على حد تعبيره.
وقال الجبير في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» إن «الرياض ستواصل دعم الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي حتى عودة الشرعية الى البلاد» بحسب تعبيره.
وأضاف: «الدعم سيستمر حتى تحقيق الأهداف أو حتى التوصل إلى اتفاق سياسي لتحقيق تلك الأهداف»، فيما اعتبر ان السيطرة على كامل اليمن ونجاح التحالف الذي تقوده بلاده في حربها على اليمن، «مسألة وقت» على حد قوله.
ميدانياً، أكد مصدر ميداني أن القوات اليمنية المشتركة أفشلت محاولة المرتزقة التقدم باتجاه مديرية المسراخ في محافظة تعز جنوب اليمن، وكبدت المهاجمين خسائر بشرية ومادية.
وما زالت تتواصل المواجهات بين الجيش اليمني واللجان الثورية في تعز على جبهة المسراخ وسط تهويل إعلامي عن تقدم الجماعات المسلحة في المنطقة.
وتتركز المواجهات في محيط نجد قسيم ونجد القبة، بينما لا تزال بقية المناطق تحت سيطرة القوات اليمنية المشتركة وسط استمرار الجماعات المسلحة بإطلاق القذائف والأعيرة النارية العشوائية على مركز المديرية وأحيائها السكنية.
في السياق ذاته، أفاد مصدر مطلع في مأرب، بأن الجيش اليمني واللجان الثورية سيطرا على جبل الحمرة الاستراتيجي بمنطقة قرود في الجدعان.
وكان مصدر عسكري يمني أعلن في وقت سابق يوم الأربعاء، أن عدداً من الجنود السعوديين قتلوا وأصيب آخرون عندما أفشلت القوات اليمنية المشتركة محاولة تقدم لاستعادة مواقع في مدينة الربوعة بمنطقة عسير جنوب السعودية.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات التي دارت بين الجانبين أدت إلى تدمير 3 مدرعات سعودية محملة بالذخائر في منطقة عسير.
وفي مدينة عدن جنوب اليمن، كشف المصدر عن مقتل 10 عناصر من المرتزقة على الأقل وإصابة آخرين بجروح في الانفجار الذي استهدف الأربعاء، معسكر رأس عباس الذي يديره تحالف العدوان السعودي.
كما قتل أحد القيادات الميدانية لمرتزقة العدوان السعودي اليوم الأربعاء متأثراً بجروح أصيب بها قبل يومين في مواجهات مع الجيش اليمني واللجان الشعبية بمديرية كرش بمحافظة لحج جنوب اليمن.
كما أكدت مصادر محلية وعسكرية مقتل القائد الميداني في صفوف المرتزقة أحمد سلام، متأثراً بإصابته في معارك قبل يومين، في جبل العسقة بجبهة كرش والذي قتل فيها القيادي الآخر نعمان الأغبري