صحافة عبريّة
زعم محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة «هاآرتس» العبرية عاموس هرئيل أمس الجمعة، نقلاً عن مصادر أمنية وصفها بأنها رفيعة المستوى في «تل أبيب»، أن السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، نجا بأعجوبةٍ من محاولة اغتيال «إسرائيلية» إبان الحرب على لبنان صيف 2006، عندما ألقيت قنبلة ذكية جداً على المكان الذي كان يتواجد فيه.
وبحسب المصادر، فإن فشل محاولة الاغتيال كان مردّه أن المعلومات التي جمعتها الاستخبارات «الإسرائيلية» عن نصر الله افتقرت إلى الدقة المطلوبة في عمليات معقدة ومركّبة من هذا القبيل.
وساق قائلاً إن نصر الله في خطابه الأخير، والذي أطلقت عليه «إسرائيل» خطاب القنبلة النووية، بدأ فرحاً وسعيداً للغاية، وواثقاً إلى أبعد الحدود من نفسه، وذلك بسبب الانتصارات التي يحققها مع الجيش العربي السوري ضدّ التنظيمات المسلحة.
ونقل هرئيل عن مصادره الأمنية قولها إن عدد عناصر حزب الله، الذين يشاركون في الحرب في سورية وصل إلى 5000 عنصر، وأنهم يعتبرون رأس الحربة في المعارك الطاحنة الدائرة ببلاد الشام.
وبرأيه، فإن تهديد نصر الله بتفجير حاويات الأمونيا في خليج حيفا هدفه المحافظة على ميزان الردع مع «إسرائيل» في الجبهة الشمالية، مشدّداً على أنه من خلال متابعة الخطاب برزت قوة نصر الله وعظمته، بالنسبة إلى الخارج والداخل اللبناني، بحسب وصفه.
وبرأي المحلل، فإن تهديد نصر الله بتحويل خليج حيفا إلى خليج قصف بقنبلةٍ نوويةٍ، ردٌ مباشر على تصريحات قائد هيئة الأركان العامة في الجيش «الإسرائيلي» الجنرال غادي آيزنكوت، الذي هدّد بتحويل لبنان، كل لبنان، إلى ضاحيةٍ جنوبيةٍ، كما فعل الجيش «الإسرائيلي» في حرب لبنان الثانية صيف 2006، وبكلماتٍ أخرى، شدّد هرئيل، أدخل نصر الله هذه المعادلة لتكريس ميزان الرعب بين حزب الله و«إسرائيل».
293 مبنى هُدِمَتْ في الضفة منذ بداية 2016
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية صباح أمس، أن السلطات «الإسرائيلية» كثّفت منذ مطلع السنة الحالية، من وتيرة عمليات هدم المباني والمساكن الفلسطينية في المناطق المسماة «سي» في الضفة الغربية، بذريعة تشييدها من دون ترخيص.
وذكرت الصحيفة أن السلطات «الإسرائيلية» هدمت 293 مبنىً فلسطينياً خلال الأسابيع الستة الماضية، مقابل 447 مبنى خلال السنة الماضية. كما هدمت في الأسبوع الأول فقط من هذه السنة 49 مبنى.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكثيف عمليات الهدم في الآونة الأخيرة، ناتج عن الضغوطات التي تمارَس على ما تسمّى «الإدارة المدنية»، من قبل اللجنة الفرعية لشؤون الاستيطان المنبثقة عن «لجنة الخارجية والأمن» البرلمانية برئاسة موطي يوغيب من «البيت اليهودي».
وذكرت الصحيفة أن «الإدراة المدنية» صادقت على 1.5 في المئة من الطلبات التي قُدّمت لاستصدار رخص بناء في منطقة «سي»، وفق منسق أعمال الإغاثة الأممي.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن «الإدارة المدنية» أن سياسة هدم المباني تتم وفقاً لسلّم الأولويات ولاعتبارات عملياتية.
«شاباك» أحبط مؤخراً عمليات فدائية في الضفة
قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام «الإسرائيلي» «شاباك» آفي ديختر إن «شاباك» أحبط مؤخراً عمليات تفجيرية بواسطة أحزمة ناسفة، كالتي شهدتها الانتفاضة الثانية في النصف الأول من العقد الماضي.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في عددها الصادر أمس الجمعة، عن ديختر قوله خلال مؤتمر عقد في «معهد أبحاث الأمن القومي» في «جامعة تل أبيب»، أول من أمس الخميس، «إن الفديائيين أصبحوا هنا، والأحزمة الناسفة لم تصل بعد» في إشارة إلى ضبطها.
واعتبر ديختر أنه على رغم الطبيعة المختلفة للهبّة الشعبية الفلسطينية الحالية، إلا أن منفّذي عمليات الطعن والدهس ليسوا مختلفين بالضرورة عن منفّذي العمليات الفدائية خلال الانتفاضة الثانية.
وقال إن الشبان والشابات، وقسم منهم فتية وفتيات، يخرجون لتنفيذ عمليات حاملين سكيناً انطلاقاً من إدراك كامل أنهم ذاهبون للانتحار. وقد جرت محاولات لإعطائهم أحزمة ناسفة، و«شاباك» تمكّن من إحباط هذه المحاولات.
وتابع ديختر أنه في حال نجحوا بتحميلهم أحزمة ناسفة، فإن مشاهد الحافلات المحترقة وعشرات القتلى والجرحى ستعود إلى الشوارع، وعلينا أن ندرك أن العمليات التي نشهدها في الأشهر الأخيرة هي عمليات انتحارية بكل معنى الكلمة، وهذا اتجاه يتصاعد.
وقال ديختر للصحيفة إن على قوات الأمن «الإسرائيلية» أن تعمل من أجل منع ترميم البنية التحتية الإرهابية في الضفة الغربية، وتحدث عن محاولات حركتي حماس والجهاد الإسلامي لإثارة حالة غليان في الضفة.
وأضاف أنه كانت هناك عمليتي إحباط لبنية تحتية ممأسسة في الضفة وعملت على صنع أحزمة ناسفة وجرى إحباطها، وهذا يظهر مدى رغبة حماس والجهاد الإسلامي باستئناف العمليات لأن هذا يلائم أجندة حماس بإثارة غليان في الضفة الغربية وعدم ربط ذلك بغزة.
استمرار الانتفاضة سيزيد من الهجرة العكسية
حذّرت نُخب «إسرائيلية» من أن حالة الإحباط التي يعيشها المجتمع «الإسرائيلي» بسبب فشل الإجراءات الأمنية المتّبعة في وضع حدّ لانتفاضة القدس، مسّت بشكلٍ غير مسبوق المزاج العام في «إسرائيل».
وقد حذّر مفكر «إسرائيلي» بارز من أن الإحباط سيدفع قطاعات من اليهود إلى مغادرة «إسرائيل» بحثاً عن الأمن.
وقال المفكر يوسي كلاين، إن بعض اليهود شرعوا في التفكير بالمغادرة، بسبب طغيان حالة الإحباط الذي مردّه تدنّي مستوى الشعور بالأمن الشخصي.
وفي مقال نشرته صحيفة «هاآرتس» العبرية، نقل كلاين عن أحد اليهود الذين يفكّرون بالهجرة بسبب الإحباط، قوله: «ما الذي يدفع الفلسطينيين إلى طعننا بالسكاكين؟ ماذا نفعل من أجل وقف هذه الموجة من العمليات؟ لقد قمنا بتدمير منازلهم، وقيدنا حركتهم بالحواجز، واعتقلنا أطفالهم، لكن كلّ هذا لم يسفر عن نتيجة، فهم يواصلون اصطيادنا».
وأضاف: «نحن مثل ملاكم ضخم ضرير يقف في الساحة ويسدّد ضرباته في الهواء، ومن دواعي إحباطنا أنه ليس لدى الفلسطينيين قيادة تدير أعمال الانتفاضة، لقمنا بقصفها»، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، كشفت سلسلة تقارير نشرتها «هاآرتس» مؤخراً، حول الأوروبيين اليهود في أوطانهم المختلفة، النقاب عن فشل المحاولات «الإسرائيلية» حثّهم على الهجرة إلى «إسرائيل». وقالت إن غالبيتهم الساحقة جداً، لا تبالي بالحملات «الإسرائيلية» لتحفيزهم على الهجرة إليها، كما فشلت حملات الترهيب «الإسرائيلية» من الهجمات التي تشهدها أوروبا من حين إلى آخر، من قبل تنظيمات إسلامية متشدّدة ومن تنظيمات أوروبية يمينية متطرّفة جداً.