أجمل الشهداء
مكرم غصوب
«نحن النسور
لأنّك السماء
نحن الجذور
لأنّك الأرض
ولأنّك العِرض
نحن الفداء…
نحن الجسور
ما انحنينا
إلاّ لعبور
النصر إلينا
بدماء الشهداء…»
أعرف «أدو» أنّي تأخرت قليلاً على تسجيل هذه الكلمات بصوتي كما طلبت منّي منذ حوالي 10 أيام، لكنّك أنت بالذات بكّرت كثيراً!
لأنّ هذه الأمّة ما زالت في حاجة إلى دمائك تجري فوقها ثورة متجدّدة، ما زالت في حاجة إلى غضبك وفرحك وضحكاتك وإيمانك بالعقيدة.
لأنّ هذه الحياة ما زالت في حاجة إلى من يسخر منها، وهذا الإله المُخادع ما زال في حاجة إلى من يراوغه بصدق وعزيمة وعزّة وقوّة وواجب وأمل وأخلاق.
لأنّ هذه الأرض ما زالت في حاجة إلى قلبك النابض بالحبّ والوفاء، لأنّ الأجيال الجديدة ما زالت في حاجة لسحر روحك… سنخبرهم عن «أدو» القدوة وسيتمنون كما تمنينا سابقاً… ثم حصلنا على شرف معايشة أبطال كبار.
بكّرت أيها الشهيد الجميل، يا شرياناً حيّاً من شرايين الكرامة… وأقدس الكرامات الكرامة الصامدة في وطن باعه بعض شعبه، الكرامة المنتصرة بشجاعة الأبطال.
«أدو»، بقبضتك وكلمتك وضحكتك وعبستك وصرختك وبندقيتك وحضورك أرعبت الأعداء والخونة وسيظلّ غيابك المقدّس يرعبهم…
سلّم على الشهداء الأحياء في أنفاس الكرامة… يا حُماة وجودنا ، بكم وحدكم نحيا… وليصمت الجبناء.
لن أرثيكَ «أدو»، لأنّ الأحياء أبداً لا يرثون… فقط سأقول لك: أحبّك كثيراً، أحبّك أكثر، وسأغنّي «لا تقرعوا الأجراس، لا تقرعوا الأجراس، رفيقي لم يمت…» رفيقي أجمل الشهداء.