انتظرَك شارع الحمرا أمس

نظام مارديني

كان سيقول لك أشياء حقيقية عن الحلم والأمل والطموح… لكنه انتظر طويلاً ولم تأت.

صباح اليوم مشيتُ في شارع المقدسي، كان صامتاً وحزيناً. كنت أتلفّت أبحث عنك كي أسمع صوتك: أهلاً بالقائد، اللقب المُحبّب إلى قلبي. غير أنّ «المقدسي» بدا يتيماً كشارع الحمرا.

كنت فيض ألوان من العشق، وصدى صوتك كان يمنح لون الشمس دفئاً وفرحاً من طفولة.

أجمل ما فيك أنك مثقّف النوع لا مثقف الكمّ. كنت تقول لي: المثقّف هو من يصرخ في وجه الحياة مثلما الريح!

أدونيس… كنت أعرف والديك منذ منتصف الثمانينات، عندما كنت طفلاً يحبو.. ثم عرفتك شاباً مُثقفاً ومؤمناً بقضية تساوي وجوده، ولكنني لم أعرف مذهبك أو طائفتك إلا وأنت شهيد. أيّ حزب عظيم هذا الذي لا يعرف أحد فيه إلى أيّ دين ينتمي الآخر، في زمن يتحدّث فيه المثقفون عن شيعيّ وسنّيّ وكرديّ وعربيّ ومسيحيّ ومسلم؟

أدونيس… بعد استشهادك انتكست جميع رايات قاتليك، فلم أرَ قبلك أو بعدك شهيداً، إلا ورايته ترتفع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى