الجزائر تحصّن أكثر من 3300 كم من حدودها الشرقية والجنوبية
كشف مصدر أمني جزائري، أمس، أن «قيادة الجيش، بدأت في تحصين أكثر من 3 آلاف كم من الحدود الجنوبية والشرقية للبلاد، مع ليبيا، ومالي، والنيجر، تحسباً لهجمات إرهابية تنشط في هذه الدول».
وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «الفروع الهندسية في القوات المسلحة الجزائرية، تعمل منذ تشرين الثاني 2015، على حراسة المواقع المتقدمة للجيش، على امتداد 1376 كم من الحدود مع دولة مالي، و956 كم من الحدود مع النيجر، و382 كم من الحدود مع ليبيا».
وأشار إلى أن «التحصينات الجديدة التي يجرى إنجازها، تهدف لمنع تعرض وحدات الجيش الجزائري لعمليات إرهابية انتحارية، ومن أجل تأمين حياة أكثر من 100 ألف عسكري، يرابطون على الحدود الجنوبية، مع مالي، والنيجر، والحدود الشرقية مع ليبيا، حيث تتزايد المخاوف من وقوع عمليات إرهابية انتحارية تستهدفها». وتزامنت التحصينات الجديدة، مع تزايد الحديث عن تدخل عسكري غربي وشيك ضد داعش، غير أن المصدر قال إن «حماية الحدود ليست عملية ظرفية، وإنما تتم منذ سنوات».
وقال الصحفي الجزائري، المتخصص في الشأن الأمني، بوعلام فوزي:»تتخوف السلطات الجزائرية حالياً من تهديدين، الأول مصدره شمال مالي، ويتعلق بوجد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في شمال مالي، أما التهديد الثاني وهو الأخطر، فيتعلق بوجود فرع تنظيم داعش في ليبيا، وما يمثله هذا الوجود من تهديد للأمن الوطني في البلاد». وأضاف: «بدأ التواجد العسكري الكبير للجيش الجزائري في الحدود مع مالي والنيجر وليبيا، بعد اندلاع أزمة الأخيرة التي أعقبت ثورة 17 شباط 2011». وأشار أنه «تزايدت عمليات تهريب السلاح منها إلى الجزائر، حيث تصدر قيادة الجيش الجزائري، بشكل دوري، بيانات تشير إلى حجز أسلحة مهربة من ليبيا، أو إلقاء القبض على مسلحين متسللين منها أو من مالي».
وقال محمد تاواتي، الخبير الأمني الجزائري: «ينشر الجيش الوطني الشعبي الجزائري، حسب إحصاءات غير رسمية، ما لا يقل 100 ألف عسكري، على طول الحدود مع مالي والنيجر وليبيا، وتمتد هذه الحدود على مسافة 3300 كم». وتابع: «وتشهد دولة مالي منذ سنوات، حرباً بين جماعات تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وقوات الجيش المالي، وقوات فرنسية تدخلت في 2013 شمال مالي، لتحريرها من سيطرة جماعات إرهابية». ووفق الخبير نفسه: «تمتد الأنشطة المسلحة للجماعات المسماة جهادية، في شمال مالي إلى شمال النيجر المحاذي للجزائر، وتتخوف السلطات الجزائرية من امتداد الفوضى في دولة ليبيا إلى الجزائر، عبر الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر مع ليبيا، والتي تمتد على مسافة 982 كلم، وشهدت هذه الحدود عمليات تسلل قام بها مهربو سلاح».
وكان الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، صرح في لقاء مع القيادات العسكرية لمنطقة قسنطينة شرق مطلع شباط الحالي، أن الجيش اتخذ «الإجراءات الإستباقية لتأمين كافة حدودنا الوطنية، لمواجهة أي خطر، ومهما كانت طبيعة التهديدات» من دون تقديم تفاصيل حول طبيعتها.