فياض لـ«فارس»: معركة تحرير كنسبّا ستُدرّس في الكليات العسكرية

قال الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية كمال فياض، إنّ تحرير مدينة كنسبّا والمنطقة المحيطة بها كان عملاً عسكرياً بحدّ ذاته، وأحد التكتيكات القتالية التي استخدمها الجيش السوري والقوات الحليفة، والتي هي من أجمل التكتيكات التي تمّ استخدامها في العلوم القتالية العسكرية .

وقال فياض: «إنّه قبل أيام من تحرير كنسبّا حصل هجوم وهمي باتجاهها واشتعلت المنطقة بكاملها بالقصف والرمايات، ما أعطى انطباعاً للمسلحين أنّ الهجوم على كنسبّا قد بدأ، وهذا ما يُطلَق عليه بالعلم العسكري «استطلاع بالنار».

وأضاف: «هنا قامت مجموعات المسلحين بالخروج منها والتمركز في المحيط والتلال، ممّا سمح لقوات الاستطلاع البرّي والجوّي بكشف غالبية مواقع المسلحين ثمّ الإطباق عليهم واستهدافهم من خلال القصف المدفعي والصاروخي المباشر وقصف الطيران، إضافةً إلى الهجمات الرائعة التي قامت بها مجموعات صغيرة، كلّ باتجاه أحد هذه المواقع، وتمّت السيطرة على جبل الروس المكوّن من عدّة تلال، والذي يكشف كامل المنطقة. وبعدها تمّ الدخول إلى كنسبّا بعد فرار المسلحين منها باتجاه بداما والحدود التركية».

واعتبر فياض في ما يخصّ العدوان التركي السعودي المرتقب، أنّ «أحلام أردوغان انتهت، والصراخ التركي السعودي الذي تعوّدنا عليه خلال السنوات الماضية والأشهر القليلة القادمة سوف يكون آخر الصراخ العالي، والنبرة ستخفّ تدريجياً في حالة دفاع وخوف وهلع من التطورات القادمة التي يفهمها التركي جيداً. وفي السياسة نفهم ويفهم الأتراك جيداً أنّ روسيا أعلنت الحرب على تركيا من غير الإعلان عن ذلك بصورة رسمية. وفي الفترة القريبة القادمة سوف نسمع صراخ الرّعب الصادر من تركيا عند بدء العمليات الحربية داخل الأراضي التركية، وعلى كامل الشريط الحدودي بين سورية وتركيا».

وتابع أنّ هناك حرباً حقيقية سوف يدفع ثمنها الأتراك، وعمليّات المجموعات الكردية وغير الكردية باتجاه المواقع التركية لن تتوقّف وسوف نشهد نوعاً من الانتفاضات المسلّحة داخل المدن والبلدات التركية من اسكندرون هاتاي ، وصولاً إلى الحدود التركية الإيرانية في ما يُسمّى حرباً أهلية داخل تركيا، وربما يقول البعض إنّها توقّعات ولكنها ستحصل، والأشهر القليلة القادمة سوف تكون شاهدة».

وأضاف فياض: «لم يعد الأتراك قادرين على إدارة اللعبة، وأصبحت الإدارة الآن بيد الروس والقيادة السورية، وهذا ما سيدفع بالأتراك لتقديم التنازلات وخفض سقف المطالب. فأحلام أردوغان سقطت في شمال سوريا وحلب، والسقوط الأكبر عند إغلاق الحدود السورية التركية على يد القوات السورية والمجموعات الكردية، ولن يبقى لهم موطئ قدم أو سيطرة على طول تلك الحدود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى