ما هي أهداف «داعش» من الهجوم على خناصر؟

باريس نضال حمادة

افتتح تنظيم «داعش»، مرحلة ما بعد الاتفاق الأميركي الروسي حول هدنة شاملة في سورية، بهجوم مباغت شنّه على مدينة خناصر الاستراتيجية جنوب شرقي حلب، والتي تقع على الطريق بين حماة وحلب، وبذلك يكون «داعش» قد قطع الطريق المذكور، للمرة الرابعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وكانت المرة الأخيرة التي دخلت فيها مجاميع «داعش» إلى خناصر في بداية العام 2015 ولم تستقرّ طويلاً في المدينة بفعل هجوم مضادّ قام به الجيش السوري وحلفاؤه واستعادوا فيه المدينة وأعادوا فتح الطريق بين حماة وحلب.

ويأتي هجوم «داعش» هذا في وقت حشد فيه الجيش السوري وحلفاؤه في ريف حلب الشمالي، وفي غرب حلب، استعداداً لإتمام الحصار على المدينة عند معبر الكاستيلو المؤدّي إلى إدلب والذي يعتبر المنفذ البري الوحيد للمسلحين المتواجدين داخل مدينة حلب بعد قطع طريق أعزاز بفعل التقدّم الكبير للجيش السوري وحلفائه في الريف الشمالي بداية الشهر الحالي.

مصادر متابعة لمجريات المعركة في خناصر ومحيطها تحدّثت عن الأهداف التي يسعى «داعش» لتحقيقها من هجومه على خناصر، وأشارت إلى أهداف ثلاثة:

1- التقدّم باتجاه السفيرة او مطار كويرس العسكري، وبالتالي إيقاف هجوم الجيش السوري باتجاه منبج في الريف الشرقي لحلب، والتي تعد نقطة الانطلاق نحو الرقة عاصمة «داعش» في سورية.

2- الضغط على المسلحين في حلب ومحاولة كسبهم عبر قطع طريق إمداد الجيش إلى المدينة وأخذ البيعة من بعضهم لتنظيم «داعش»، ما يمهّد لدخول «داعش» إلى المدينة.

3- انتقال التنظيم إلى الهجوم بعد فترة ترقب مرّ بها خلال هجوم الجيش السوري وحلفائه في الريف الشمالي لحلب، ما يجعله قبلة الفصائل والجماعات الرافضة للهدنة.

المصادر الميدانية قالت أيضاً في حديثها إنّ حشوداً يقوم بها تنظيم «داعش» في الريف الشمالي لحلب عند أطراف بلدة تل جبين، التي يمكن أن تكون أحد أهدافه في الفترة القريبة، وذلك لقطع حلب عن المناطق التي حرّرتها قوات الجيش السوري وحلفاؤها في الريف الشمالي للمدينة، وبالتالي الإطباق على حلب من محورين، وقطع طرق إمداد الجيش السوري وحلفائه في شمال المدينة وبين حلب والوسط السوري.

خطة «داعش» في القتال تعتمد على الانسحابات السريعة، ومن ثم على عمليات الانغماس السريع، تفادياً للطيران، تقول المصادر الميدانية، مضيفة أنه من المتوقع أن لا يستمرّ تواجد «داعش» في خناصر فترة طويلة، وسوف يتمّ طرد التنظيم من المدينة كما حصل في مرات سابقة، غير أنّ الهجوم على خناصر أظهر دقة المعلومات التي يملكها «داعش»، والتي لا يمكن أن يحصل عليها إلا من أجهزة مخابرات دول تمتلك الأقمار الاصطناعية، وقدرات تقنية عالية لا يملكها تنظيم «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى