غزّة تقاوم وتصمد… نتنياهو يصعّد وأوباما يغطّي ويرصد الانتخابات النصفيّة

اتخذ صراع التيارات السياسية الأميركية من قلق المناطق الحدودية المشتركة مع المكسيك ذريعة لتفريغ حممها، بحجة أنها أضحت منفذاً مفتوحاً لموجات متواصلة من «المهاجرين غير الشرعيين» من دول أميركا الوسطى والجنوبية. وانعكس الصراع بتراجع الاهتمام الإعلامي للعدوان على قطاع غزة، وإغفال اعتداء المستعمرين الصهاينة على شاب فلسطيني وحرقه حيّاً.

يستعرض قسم التحليل مسألتين ضاغطتين على المشهد الأميركي: ظاهرة لامبالاة الرئيس أوباما حيال استمرار العدوان «الإسرائيلي» على غزة، وتطلعه إلى كسب تأييد الجالية اليهودية في ظلّ المتغيّرات الجارية على الخريطة الانتخابية وجنوح الغالبية اليهودية إلى تأييد التيارات والبرامج المحافظة. والمسألة الأخرى تتناول جديد التقنيات الحربية لدى المقاومة الفلسطينية و«إسرائيل» رغم شحّ المعلومات الموثقة وتكاملها.

فلسطين المحتلة

اعتبر مركز دراسات السياسة الأمنية أنّ اغتيال الشاب الفلسطيني، محمد أبو خضير، حرقاً بالنار وهو حيّ يجسّد «عمق الأزمات داخل «إسرائيل»، مؤكداً أنه ينبغي لـ»إسرائيل» الالتفات الجادّ إلى تلك «الآفات واستئصالها… وعليها معالجة ظاهرة الإرهاب اليهودي التي تنمو مثل الأعشاب الضارة ويجب اقتلاعها».

العراق

حضّ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الولايات المتحدة على مواصلة جهودها الرامية إلى «تقييد حركة تنظيم «داعش» وفرض تراجع على اندفاعه دون الاضطرار الى المفاضلة بين الأطراف المنخرطة في الحرب الأهلية الشاملة… والسعي إلى دعم جهود الحكومة المركزية لإعادة بناء قواها الأمنية». وحذر المركز من «الأخطار الاستراتيجية للقوى الجديدة في الشرق الأوسط والتي تتعدّى حدود العراق وبدأت تستدرج انخراط الولايات المتحدة في صيغة تنافسية جديدة أو اللعبة العظمى مع روسيا وربما مع الصين أيضاً».

سلّط معهد المشروع الأميركي الأنظار على الدور المفترض لقوات الحرس الثوري الإيراني في الأزمة العراقية، مشيراً إلى أنّ أهدافه في «إنزال هزيمة بالدولة الإسلامية تتقاطع مع أهداف الولايات المتحدة، بيد أنه يضع نُصب عينيه احتضان تعبئة شيعة العراق كجزء من سياسة التعبئة الإقليمية ضدّ الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، ما يشكّل تهديداً إضافياً للمصالح الأميركية في المنطقة».

مصر

حرّض معهد كارنيغي الشعب المصري ضدّ السلطات الجديدة التي تسعى إلى «تمديد نطاق نفوذها واستبدادها، بذريعة حماية الأمن القومي ومكافحة الإرهاب… وعليه عدم القبول بالتضحية بالحريات مقابل بسط الاستقرار والأمن»، مناشداً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المبادرة الى «إجراء حوار وطني يرمي الى ترجمة مبادئ الدستور الأساسية الى أطر تشريعية عملية وبرامج ومؤسسات… ومواجهة تحديات مصر الاجتماعية والسياسية الشاقة وتوفير المتطلبات الشعبية، وإرساء إطار للإصلاحات الاقتصادية…».

أفغانستان

أعدّ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ثلاث دراسات متتالية تعالج الشأن الأفغاني والتحديات الماثلة «لزعزعة الأمن» في ضوء الانتخابات الرئاسية التي لم تحسم نتائجها بعد. وأعرب المركز عن اعتقاده بفشل المرحلة الانتقالية، لا سيما أن الضخ بقوات إضافية الى الميدان الأفغاني، الطفرة العسكرية، «لم تحصد النتائج الإيجابية المرجوّة… ولا تزال القوى الأمنية الأفغانية تعاني تحديات بالغة في النوعية والتمويل، وهي التحدّيات التي تفادى الإقرار بها الرئيس أوباما في خطابه حول المرحلة الانتقالية الأفغانية بتاريخ 27 أيار 2014».

الصراع الاستراتيجي في آسيا

حضّت مؤسسة هاريتاج المؤسسة العسكرية الأميركية على المضيّ في جهودها «لمواجهة مساعي الصين إنشاء منطقة نفوذ إقليمية تهدّد الوجود الأميركي… واستخدام عدد من السبل السياسية وعمليات الانتشار العسكرية والمعدات التقنية لردع العسكرية الصينية… واستغلال ميزة عداء جميع الدول الإقليمية للصين…».

عدوان غزّة

لا ينبئ العنوان بشيء جديد أو مغاير للتحوّلات التاريخية التي شهدها مسار الصراع العربي ـ الصهيوني على أرض فلسطين. الفرق الساطع هذه المرة هو في وحدة ردّ المقاومة الفلسطينية الممنهج وصلابته على مراكز ومؤسسات استراتيجية للكيان الغاصب ومقرّاته، وأوضح تمظهراته في صعود الفلسطينيين إلى أسطح منازلهم وأكواخهم المتهالكة للمشاهدة والاحتفال بوصول صواريخ المقاومة الى أهدافها، حيث تحدث الهلع في أوساط المستعمرين الصهاينة وهم يهرولون للاختباء في أقبية الملاجئ، ترافقهم تصريحات قادتهم الفاشيين الذين يعدونهم «باستئصال شأفة المقاومة» بعد اضطرارهم كلّ مرة الى استدارة دباباتهم وفوهات مدافعهم تراجعاً وتقهقراً.

جولة جديدة دشنتها «إسرائيل» بغطرسة وصفاقة وإجرام معهود: قيام ذراعها من المستعمرين بخطف شاب عربي وإضرام النار في جسده حياً، وإرسال حمم طائراتها المقاتلة أميركية الصنع لتدكّ شعباً يرزح كلّه تحت الحصار في غزة، في ظلّ استمرار حرص السلطة الفلسطينية على العودة إلى التفاوض واستمرار التنسيق الأمني، وتسجيل أميركا احتجاجها شفويّاً ضدّ «الجيش الذي يُقهر ويُذلّ» لاعتدائه وخطفه شاباً فلسطينياً آخر صادف حمله الجنسية الأميركية وتعذيبه بمشهد مروّع صوّرته الكاميرا.

في الفضاء الأوسع، وبعد إقرار للمسؤولين الصهاينة بأن قطاع غزة وخلال أيام العدوان الخمسة الأولى المتواصلة، تعرّض لما يفوق 900 غارة جوية بطائرات أميركية الصنع والذخيرة، وإلقاء حممها بزنة نحو 1000 طن من المواد المتفجرة، وتدمير أكثر من 200 منزل تدميراً كاملاً ونحو 6000 منزل تدميراً جزئياً، وخسائر بشرية، شهداء وجرحى، تتزايد باطراد… أمام هذا المشهد كرّست الحكومة الأميركية مواقفها العدوانية بالوقوف أمام استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين العدوان الصهيوني، سبقته تصريحات متكرّرة لمسؤولين كبار عبّرت عن عدم رغبة أو عن توافر إرادة للتدخل الأميركي بنيّة وقف العدوان. بل تجاهل الرئيس أوباما المستجدات والتطورات الإقليمية ومضى يجول في عدد من المدن الأميركية لجمع تبرّعات مالية تعين الحملات الانتخابية لمرشحي الحزب الديمقراطي.

وبهذا أثبت الرئيس أوباما أنه ليس في عجلة من أمره لوقف العدوان، سيراً على خطى أسلافه السابقين، واتساقاً مع الاستراتيجية الأميركية المعادية للشعوب المطالبة بحريتها واستقلالها. بل لم تدبّ فيه الحماسة لاستقبال شخصي للعاهل الأردني الزائر، الملك عبد الله الثاني، وأوكل الأمر الى نائب الرئيس جو بايدن ليستضيفه إلى مأدبة إفطار صباحي في أجواء عائلية، مرسلاً بذلك رسالة إلى من يعنيهم الأمر بأن الظروف الميدانية والسياسية لم تنضج بما فيه الكفاية بعد، كي تدخل الولايات المتحدة بثقلها لإنقاذ «إسرائيل» بدافع التهدئة وحقن الدماء.

لذلك يستطيع المرء تلمّس حقيقة أولويات الرئيس أوباما بالالتفات الى حملة تبرّعات دشنها منذ أربعة أشهر لتعزيز فرص المرشحين عن حزبه الديمقراطي، بعد بضعة أشهر، وإرجاء القضايا الأخرى ذات الأبعاد الاستراتيجية وأبرزها العدوان على غزة. هذا الاستنتاج تعززه نتائج استطلاعات للرأي أشارت بثبات إلى تدهور شعبية الرئيس أوباما وتدني الأداء الاقتصادي وتهديد ماثل لخسارة الحزب الديمقراطي زعامته لمجلس الشيوخ، وتراجع الاهتمام الرسمي بالشؤون الخارجية عامة.

أدرك الرئيس أوباما أخيراً أنّ معركته لكسب أصوات المستقلين خاسرة كانعكاس لتدهور الحالة الاقتصادية، ويضاعف مهمّاته ومهمّات مرشحي حزبه لإدامة لحمة القاعدة الحزبية. ويسعى أوباما جاهداً إلى بناء تحالف قاعدة انتخابية أوسع امتداداً، دلالة على الاستراتيجية الجديدة للبيت الأبيض بالاستدارة لصقل سياسات داخلية.

في الشأن الداخلي أيضاً، تواصلت أزمات الرئيس أوباما بتسديد المحكمة العليا هزيمة إضافية إلى برامجه الداخلية واصطفافها الى جانب أصحاب المصالح الكبرى الذين طالبوا بتقييد حرية العامل والموظف التمتع بمزايا نظام الرعاية الصحية المتعلقة بتوفير وسائل منع الحمل، ما قد يترجم انتخابياً بتضخم صفوف العامل النسائي في صفوف الحزب الديمقراطي احتجاجاً على تدخل «السلطات العليا» بأمورهن الخاصة والشخصية.

كما استشاط أقطاب الحزب الجمهوري غضباً من سياسة الرئيس أوباما «المتساهلة» مع موجات الهجرة «غير الشرعية» نحو الولايات الجنوبية المشتركة حدودياً مع المكسيك، واتهامه باسترضاء القاعدة الانتخابية للجالية اللاتينية مع إدراك الطرفين أنّ تجمعات انتخابية بعينها لا تلعب دوراً مفصلياً في تقرير النتائج الانتخابية، ولجوء قادة الحزب الديمقراطي برئاسة أوباما الى فرط الاعتماد على القوى الانتخابية المنظمة، أهمّها الجالية اليهودية التي تتميّز بحسن تنظيمها وتعبئتها ومشاركتها الأكبر في الانتخابات من غيرها. والجدير ذكره أنّ اليهود يشكلون نسبة تتراوح بين 2 2.5 في المئة من عموم الشعب الأميركي، تقطن غالبيتهم المطلقة بنسبة 94 في المئة في 13 ولاية من مجموع الولايات الخمسين.

توزيع أصوات الجالية اليهودية يذهب بغالبيته لمصلحة الحزب الديمقراطي، وتقدر أحدث الدراسات أن 70 في المئة منهم يميلون للصف الديمقراطي، مقارنة مع نسبة 49 في المئة من عموم الأميركيين يؤيدون الحزب. النسب المذكورة تشير الى أهمية الفوز بأصوات اليهود وحساسيته بالنسبة إلى الرئيس أوباما والمرشحين الديمقراطيين، لا سيما في الولايات التي تصنف بأنها حاسمة: أوهايو وفلوريدا وبنسلفانيا.

مرجعية الأصوات اليهودية، خاصة ما يتعلق منها بالانتخابات الرئاسية، طرأ عليها بعض التغيّرات في المراحل الأخيرة، وإن لم تكن حاسمة وقاطعة إلاّ أنها تدلّ على تعديل بعض المسلمات السابقة لمن يهتم باحتساب الأصوات. وأشارت أحدث استطلاعات معهد «بيو» إلى أن غالبية اليهود ينظرون الى أنفسهم كمواطنين أميركيين أولاً، واهتمامهم بـ»إسرائيل» يحتلّ المرتبة الثانية مع ملاحظة تراجع حدة الانتماء إلى الطائفة اليهودية وفق استطلاعات «بيو». وأضاف «بيو» أن نحو 71 في المئة من اليهود غير المتدينين يتزاوجون خارج الطائفة اليهودية، ونحو 60 في المئة منهم لا يمارسون شعائرهم داخل المعبد. هذه الفئة تحديداً هي التي يراهن عليها الحزب الديمقراطي لاستقطابها… يعززها إعلان 54 في المئة من اليهود الأميركيين عن تأييدهم مدى الدعم الأميركي لـ»إسرائيل».

النسبة المتبقية من اليهود، 46 في المئة، هي التي يريد أوباما استقطابها في ظلّ توارد معلومات عن أن قطاعها الأوسع بات يميل إلى تأييد الحزب الجمهوري، علماً أنها الفئة الأكثر إنجاباً بين اليهود، وبعضها لا يؤيّد الرئيس أوباما ويعارض سياساته «المتشدّدة نحو «إسرائيل»».

فئة الأرثوذكس أو المتدينين من اليهود هي الأكثر نمواً وتشكل نحو 12 في المئة من مجموع الجالية اليهودية في أميركا مع الإشارة الى أن الجيل الفتي تحت سن الثامنة عشرة يشكل 75 في المئة من مجموع اليهود، والجزء الأكبر من هذه الفئة هو الأميل إلى تأييد الحزب الجمهوري لدوافع اقتصادية وتجارية بالدرجة الأولى، ويتجمهرون في المدن الرئيسية. على سبيل المثال، يميل نحو 33 في المئة من فئة الارثوذكس الكبيرة في مدينة نيويورك لتأييد الحزب الجمهوري.

في التفصيل أيضاً، اعتبر نحو 40 في المئة من اليهود القاطنين مدينة نيويورك أنهم من الأرثوذكس، مقارنة بنسبة 33 في المئة أجريت قبل نحو عقد من الزمن. بلغة الإحصاء، إذا استمرت تلك الظاهرة بالتصاعد فإنّ فئة الارثوذكس من اليهود ستشكل كتلة متراصة وثابتة الدعم للحزب الجمهوري، نظراً إلى تأييدها البرنامج المحافظ للحزب في الأبعاد الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية، والدينية أيضاً. سجل عام 2012 تصويت 86 في المئة من اليهود الأرثوذكس لمصلحة الحزب الجمهوري، مقارنة بنسبة 28 في المئة تأييداً للحزب من غير الأرثوذكس. في المقابل صوّت نحو 72 في المئة من غير الأرثوذكس اليهود للرئيس أوباما وحاز نسبة تأييد 14 في المئة فحسب من أصوات الأرثوذكس اليهود.

تهمّنا الإشارة في هذا الصدد الى التزام فئة الأرثوذكس اليهود بالسياسة «الإسرائيلية» كأولوية على ما عداها من قضايا، ولعلّ ذلك يفسّر نأي الرئيس أوباما بنفسه عن الاهتمام بالعدوان على غزة، من دون تجاهل البُعد الاستراتيجي في السياسة الأميركية المعادية لقضية العرب المركزية.

دور التقنية المتطوّرة في العدوان على غزة

في ظرف زمني قصير لا يتجاوز عشرة أعوام يتعرّض قطاع غزة لعدوان «إسرائيلي» شامل باشتراك أسلحة الطيران والبحرية والمشاة، وتتصدّى فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة بسلاحي التصميم والإرادة البشرية والصواريخ المتواضعة، بل فاجأت بتطور دقتها وعمق امتداداتها الأصدقاء قبل الاعداء. وتدريجياً صعّدت المقاومة الفلسطينية تنويع صواريخها بدءاً بقصيرة المدى المصنعة محلياً، وصولاً الى المديات التي تصل إلى نحو 160 كلم من طراز 302 سورية الصنع بحسب ما أوردت مجلة «الايكونوميست» البريطانية وأكدتها مصادر المقاومة ، وكذلك الأشدّ قدرة تدميرية من طراز ام-75 محلية الصنع التي تحمل رأساً متفجراً بزنة 100 كلغ، استهدفت منطقة مفاعل» ديمونا» و»تل الربيع».

تصدّت «القبة الحديدية» لعدد محدود من الصواريخ التي أصابت أهدافاً في عمق فلسطين المحتلة، امتداداً من المستعمرات المحيطة بقطاع غزة، وصولاً الى حيفا، ومروراً بـ«تل الربيع» والخضيرة، ولم تسلم القدس المحتلة من دقة التصويب. بل أصابت مطار اللد، مطار بن غوريون، للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني أربع مرات.

اعتاد الكيان الصهيوني المفاخرة بفعالية «القبة الحديد»، بل المبالغة المفرطة فيها، زاعماً أنها تراوحت بين 84 و 90 في المئة من الدقة. الأرقام الصادرة عن هيئاته العسكرية والرسمية تدحض ذلك. في مطلع اليوم الخامس للعدوان، أوردت وكالة «أ ب» الأميركية للأنباء أنّ مجموع ما أطلقته المقاومة الفلسطينية من مختلف الأعيرة بلغ 420 صاروخاً اعترضت «القبة الحديد» 90 صاروخاً منها، أي ما يعادل 21 في المئة. في اليوم الذي سبقه، أوردت الأنباء إطلاق 117 صاروخاً اعترضت «القبة الحديد» 19 صاروخاً منها أي بنسبة 16 في المئة.

نشرت «إسرائيل» 7 بطاريات صواريخ لـ»القبة الحديد» في المنطقة المحيطة مباشرة بقطاع غزة، ورغم كثافتها فإنّ أداءها كان بالغ التواضع وفق الأرقام الرسمية المنشورة، فضلاً عن الكلفة العالية للبطارية 50 مليون دولار وصواريخها 40،000 100,000 دولار . واستدعت أيضاً 40،000 من جنود الاحتياط للخدمة الفعلية دلالة على نيّتها إطالة أمد العدوان، لكن قادتها من سياسيين وعسكريين يتردّدون في اتخاذ قرار الاجتياح البري الذي يلوكونه يومياً في ظلّ مناخ تبادل الاتهامات بين قادة الأجهزة الاستخباريّة والعسكرية لشحّ وفشل جمع المعلومات عن أسلحة المقاومة ومواقعها.

في الشق الأميركي، يلازم الانتظار والترقب الحركة السياسية مع تسرّب معلومات عن مناقشات داخلية عالية المستوى تشير الى عدم تفضيل الجانب الأميركي اجتياحاً «إسرائيلياً» برّياً في الوقت الراهن، والمماطلة في إطالة القصف الجوي لإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية، طمعاً في تبلور معطيات مغايرة عما تنبئ به النتائج الميدانية، في ظلّ تعطيل حركة الملاحة المدنية في مطار اللدّ وخضوع ما لا يقلّ عن ثلاثة ملايين مستوطن يهودي في أقبية الملاجئ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى