الجعفري: الحرب على الإرهاب ليست حرباً تقليدية
يواجه العراق حرباً إرهابية شعواء، تحاول النيل من جزء من أراضيه، وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل القضاء على الإرهاب، فيما اعتبر أن حرب الإرهاب ليست تقليدية لأنها تستهدف كل مظاهر الإنسانية.
والتقى الجعفري، أمس، الوزير المنتدب لوزارة الداخلـية المغربية الشرقي الضريس»، حسب بيان صدر عن مكتبه أشار إلى أن «اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات العراقـية-المغربية في مختلف المجالات».
ونقل المكتب عن الجعفري، أن العلاقات بين البلدين قوية، وبناءة، و«نحن نعمل على إقامة علاقات وثيقة، وروابط قوية»، لافتاً إلى أن «اللقاء بحث آخر المستجدات على صعيد العلاقات الثنائية، وتطورات القضايا الإقليمية التي تهم البلدين».
وأكـد الجعفري أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل القضاء على الإرهاب، مشدداً على «ضرورة دعم الدول التي تقف في المقدمة في مواجهة الإرهاب لمنع انتشاره، لأن الإرهاب ظاهرة ممتدة تهدد جميع الدول».
وأوضح الجعفري، أن «حرب الإرهاب اليوم ليست حرباً تقليدية، فهي اليوم تستهدف كل مظاهر الإنسانية ولا تميز بين دين أو مذهب، أو قومية، ما يجعل العالم أمام مسؤولية التعاون، والتنسيق للقضاء عليه».
من جانبه، أكد الشرقي الضريس «وقوف بلاده إلى جانب الشعب العراقي»، معرباً عن «أمله في تحقيق القضاء الكامل على الإرهاب».
وأشاد الضريس، بـ»جهود العراق في إحلال الأمن والاستقرار»، مؤكدًا «حرص الرباط على مواصلة تعزيز علاقاتها المتميزة مع العراق على جميع الصعد، مع أهمية الاستمرار في مواصلة مسيرة العمل المشترك».
يذكر أن الجعفري وصل، الاثنين الى المغرب في زيارة رسمية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق التعاون المشترك.
على صعيد آخر، شرعت القوات الأميركية ببناء قاعدتين عسكريتين جديدتين في محافظة الأنبار العراقية في إطار الاستعداد لتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش» وإعادة إعمارها.
وأفاد ضابط عراقي في قيادة عمليات الأنبار أمس بأن القوات الأميركية، بالإضافة الى قواعدها العسكرية في الحبانية وعين الأسد، بدأت بإنشاء قاعدة في منطقة الحمره شمال شرقي الفلوجة، كما بدأت بتشييد قاعدة عسكرية قرب حقل عكاس الغازي الواقع قرب الحدود العراقية السورية.
وأضاف الضابط أن المرحلة المقبلة تؤكد زيادة الوجود العسكري في الأنبار التي بدأت تنتفض ضد «داعش» والتخلص منه، وأن القادة العسكريين الأميركيين أكدوا في أكثر من لقاء جمع القادة العراقيين في الفترة الأخيرة أن الاستراتيجية العسكرية الأميركية تشير الى زيادة الوجود في الأنبار التي ستكون منطقة تنعم بالأمان خلافاً لما كانت عليه خلال الـ 13 عاماً الماضية.
وتخوض القوات العراقية ورجال العشائر معارك ضارية ضد تنظيم «داعش» في مناطق متفرقة من محافظة الأنبار وخاصة في الفلوجة وهيت بعد استكمال تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
على الصعيد الميداني، اتهم النائب عبدالرحيم الشمري الأخوة اسامة النجيفي واثيل النجيفي باثارة فتنة جديدة في الموصل والعراق من خلال إدخال القوات التركية الى الأراضي العراقية، فيما حذر من انهيار الوضع الصحي والإنساني في الموصل بسبب شح المواد الأسياسية.
وقال النائب عن محافظة نينوى في تصريح إلى «وكالة كل العراق» إن «أهالي نينوى ساخطون على النواب والسياسيين الكذابين، والمنافقين الذين أوصلوا المحافظة إلى هذه الحالة».
وأضاف الشمري أن «السياسيين الممثلين للمحافظة بدأوا بإثارة الفتنة في البلد من خلال تسهيل دخول الجيش التركي إلى المحافظة والتدخل بقرارات الدولة».
وأوضح أن «الأخوين، أسامة واثيل النجيفي، يدعمان دخول القوات التركية إلى أرض الموصل لخلق فتنة مع الحكومة المركزية»، كاشفاً عن وجود قوة عسكرية تركية كبيرة في المحافظة، وأن «تلك القوة تملك مدرعات ترفع العلم التركي في معسكر بعشيقة، إضافة إلى هبوط وإقلاع الطائرات التركية في ذلك المعسكر».
وفي السياق، أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، بأن جماعة «داعش» الإرهابية سحبت أغلب عناصرها من الجهة اليسرى في مدينة الموصل، فيما أشار الى أن أكثر من 400 عنصر من الجماعة فروا الى جهة مجهولة بسبب قلة الموارد المالية.
وقال المصدر لـ «السومرية نيوز»، إن «تنظيم داعش سحب، مساء اليوم، غالبية عناصره من الساحل الأيسر في الموصل وباتت شوارع الساحل شبه خالية من أي وجود من دون معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الأمر»، موضحاً أن «المعروف أن التنظيم ينشر مسلحين في أغلب التقاطعات وينشر الشرطة الإسلامية على شكل دوريات جوالة، لكنها اختفت قبل غروب الشمس».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «أكثر من 400 عنصر فروا من مواقع التنظيم ولم يعرف مصيرهم»، مشيراً الى أن «التنظيم يعيش حالة من الانهيارات وهروب عناصره بسبب قلة موارده المالية بعد تدمير خمسة مصارف مهمة له في الجانبين الأيمن والأيسر في الموصل».
يذكر أن مدينة الموصل تخضع لسيطرة «داعش»، منذ 10 حزيران 2014 ، إذ تعاني من أزمة أمنية وإنسانية كبيرة نتيجة سعي التنظيم إلى فرض رؤيته «المتطرفة» على جميع نواحي الحياة في المدينة، فيما تتواصل الضربات الجوية على مواقع الجماعة في المحافظة وغالباً ما تسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصره.