فتحعلي: لتوحّد الأمة حول قضية فلسطين المركزية وتوحيد الجهود لمواجهة المجموعات الإرهابية

أعلن سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي عن تنفيذ إعلان طهران لدعم انتفاضة القدس، والذي يتضمّن تقديم مساهمات مالية لعوائل شهداء الانتفاضة، والذين هدّمت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» منازلهم، وذلك من أجل تمكين الفلسطيني من الثبات في أرضه مجدداً، الدعوة «إلى الأمة الإسلامية والعربية للتوحّد حول القضية المركزية فلسطين». كما دعا الشعوب الإسلامية توحيد صفوفها لمواجهة المجموعات الإجرامية الإرهابية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده السفير فتحعلي أمس في مقرّ السفارة – بئر حسن عن متابعة تنفيذ «إعلان طهران لدعم انتفاضة القدس»، حضره ممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية، مسؤول العلاقات الدولية في حركة «حماس» أسامة حمدان، ومسؤول حركة «الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي.

بداية قال فتحعلي: «يشرّفني أن أرحب بكم أيّها الأحبة في دارة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالسّادة أصحاب السماحة والفضيلة علماء فلسطين، وبقادة وممثّلي حركات المقاومة والجهاد في فلسطين ولبنان، وبممثّلي وسائل الإعلام كافّة على حضوركم الكريم في هذا اللقاء المبارك المنعقد تحت عنوان: «إعلان طهران لدعم انتفاضة القدس». ونوجّه أسمى آيات التقدير والاعتزاز إلى الشعب الفلسطيني المجاهد، ولا سيّما في القدس وفلسطين، على عظيم جهاده وتضحياته وشهدائه وأسراه وجرحاه، وكلّنا أمل وثقة بالله العليّ العظيم بأنّ دماء الشهداء ستحرِّر فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر، وذلك ليس على الله بعزيز».

وأضاف: «أنّنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظل القيادة الحكيمة للوليّ القائد الإمام السيد علي خامنئي، والتزاماً بنهجه، نهج الإسلام المحمدي الأصيل، وقوله الذي جسّدته إيران طيلة سبعة وثلاثين عاماً من عمر ثورتها المباركة فعلاً والتزاماً وإيماناً، بأنّ «أمة الإمام الخميني العظيم ستبقى سنداً لفلسطين، وخصماً لأعدائها» وفي طليعتهم العدو الصهيوني والجماعات التكفيرية، التي عبّر عنها فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور حسن روحاني، بأنّ الهدف من زرع المجموعات الإرهابية في المنطقة هو نسيان القضية الفلسطينية وتهميشها. فالقوى الاستكبارية إنّما نشرت مثل هذه الجماعات لتخدم مصالح الصهاينة، ولذا فإنّ على الشعوب الإسلامية توحيد صفوفها لمواجهة هذه المجموعات الإجرامية».

وأشار فتحعلي إلى أنّه «منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران سنة 1979، تمّ رفع علم فلسطين ونزع وحرق علم الكيان الصهيوني الغاصب، لتستضيف عاصمة الثورة طهران أول سفارة لفلسطين في العالم، مُعلنةً بذلك بداية عصر انتصارات المستضعفين على المستكبرين بسقوط الطاغوت وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووقوفها إلى جانب قضايا المستضعفين في العالم، وفي طليعتهم الشعب الفلسطيني العزيز، داعمةً حقّه في المقاومة والحرية والاستقلال حتى استعادة كامل حقوقه وتحرير فلسطين».

وتابع: «مع تصاعد وتيرة انتفاضة الشعب الفلسطيني، ولا سيّما انتفاضته المباركة في القدس الشريف وارتكاب العدو الصهيوني الجرائم البشعة بحقه، نجدِّد دعوتنا الدائمة إلى كل أبناء أمتنا الإسلامية والعربية، وإلى أحرار العالم، بالوحدة حول قضية الأمة المركزية فلسطين، والوقوف إلى جانب شعب فلسطين المظلوم وانتفاضة شبابه ونسائه وأطفاله».

وأضاف: «انطلاقاً من مبادئنا الإسلامية والإنسانية، نندّد بالاحتلال الصهيوني وجرائمه، باذلين كل الإمكانات في مقاومته من أجل دحره وزواله. كما أنّنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن نترك الشعب الفلسطيني عرضة لكل أنواع القتل والنهب والتشريد والتنكيل والتعذيب، لذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية كعادتها، واستمراراً لدعمها للشعب الفلسطيني المظلوم الذي لم ينقطع قطّ، ولم يتأثّر بأي شيء على الإطلاق، ورغم كل سنوات الحصار الجائرة، قرّرت تقديم مساهمات مالية تمكّن الشعب الفلسطيني المجاهد من الثبات في أرضه ومواجهة المحتل وتخفيف معاناته، والقرار يتضمّن:

أولاً- تقديم مساهمة مالية لكل عائلة شهيد من شهداء انتفاضة القدس ضدّ الاحتلال تُقدّر بسبعة آلاف دولار.

ثانياً- تقديم مساهمة مالية بقيمة ثلاثين ألف دولار لكل أسرة هدم الاحتلال منزلها لمشاركتها في أحد أبنائها في انتفاضة القدس ضدّ المحتل الصهيوني.

ثالثاً- بالإضافة إلى مساهمة مالية شهرية، تُقدّم عبر مؤسسة الشهيد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية – فرع فلسطين – التي دأبت على الدوام القيام بواجباتها وتقديم المساعدات المالية لجميع عوائل شهداء الانتفاضة الفلسطينية منذ العام 1987، تاريخ الانتفاضة المباركة الأولى ضدّ الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين».

وقال: «لقد حدّدنا آلية التواصل مع عوائل الشهداء وأصحاب المنازل المهدّمة عبر الموقع الالكتروني للجنة دعم المقاومة في فلسطين».

وختم فتحعلي بتجديد الدعوة للأمّة الإسلامية والعربية «بكل قواها لتحمّل مسؤوليتها تجاه قضية الشعب الفلسطيني المجاهد، والمساهمة في رفع معاناته جرّاء الاحتلال ودعم انتفاضته، ورفع الصوت عالياً في المحافل الدولية، ورفده بكل أشكال الدعم لتحقيق حلمه بالحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين الحبيبة وعاصمتها القدس الشريف»، موجّهاً تحية «من إيران الإسلام وشعبها وقيادتها إلى فلسطين وشهدائها ومجاهديها، على أمل النصر القريب».

كلمات

وأُلقيت كلمات لكل من أمين سر لجنة دعم المقاومة في فلسطين النائب السابق حسن حب الله، مسؤول العلاقات الدولية في حركة «حماس» أسامة حمدان، الأمين العام المساعد في «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» طلال ناجي ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أبو أحمد فؤاد، شكروا فيها «وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وانتفاضة الأقصى في الوقت الذي تخلّى عنها البعض في العالم العربي، وواصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها الذي قُدّم سابقاً منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران ولا يزال حتى الآن، لجيل مقاوم استشهادي أحدث تغييراً استراتيجياً داخل صفوف العدو «الإسرائيلي» الذي هو إلى زوال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى