تلفزيون لبنان

استُكملت المراجعة الشاملة وتبقى المعالجة الشاملة؟

هذا الوصف للوضع يُستعمل في المحافل السياسية معطوفاً على التحذير من خطورته على لبنان الكيان والدولة والشعب.

وفي الكلام المتداوَل من هذه المحافل أنّ المراجعة تمّت محلياً وخارجياً، وأنّ المعالجة تتمّ على المستويين نفسيهما تحت عنوان إصلاح أضرار العلاقات بين الرياض وبيروت، وتوفير لبنان الضمانات للسعودية بالتزام الإجماع العربي.

على أن تمارس كل الأطراف اللبنانية تحييد لبنان عن نزاعات المنطقة والمساعدة في صمود القرار الدولي بحماية الاستقرار فيه.

ولبيان مجلس الوزراء، تابع في جلسة الغد لوقف تسارع التطورات ومنع بلوغها المخاطر التي يكثر عنها الكلام من هنا وهناك.

ومن المقرّر أن يكون السفير علي عواض عسيري قد أبلغ قيادة المملكة العربية السعودية رسالة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي يُطلق بعد قليل عبر محطة سكاي نيوز مواقف مهمة.

وفي التطورات المتسارعة أيضاً، إلغاء السفارة الكويتية في بيروت حفل الاستقبال الذي كان مقرّراً غداً اليوم في مناسبة العيد الوطني لبلادها.

وقد طلبت السفارة من الرعايا الكويتين في لبنان مغادرته، كما أنّ دولة قطر دعت إلى عدم السفر إلى لبنان ومغادرته.

وتحدّثت أنباء عن إجراءات إضافية ستُتخذ من قِبل دول مجلس التعاون الخليجي في وقت قالت الحكومة اليمنية إنّ لديها أدلّة على تدخّل حزب الله في أزمة بلادها.

وفيما واصل الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط مع زوّاره الدبلوماسيين والسياسيين ووفود المناطق شرح الموقف الثابت من العلاقة الأخوية مع السعودية والأشقاء والأصدقاء، استمرّ تدفّق الشخصيات والوفود إلى السفارة السعودية، مشدّدين على الدور السعودي الداعم للبنان على مدى عقود.

«المنار»

تستمر مملكة الخير بتصعيدها المتدحرج ضدّ لبنان، جاعلةً من الحبّة قبّة .. فهي إذ لم تكتفِ باستغلال إلغاء الهِبة غير الموجودة أصلاً، للتخريب بين اللبنانيين، تستمر في ضخّ مناخ بالغ السلبية، متوعّدة بالمزيد من الإجراءات العقابية، لبلد لم يرتضِ دور المطيع، في زمرة القطيع.

والسؤال المطروح، هل من أجندة خفيّة تسير المملكة في هديها، وماذا يمكن أن تحمله هذه الأجندة من بنود وشروط؟ وفي سبيل من ولخدمة من؟

هل ما تقوم به السعودية من محاولات لنبذ لبنان وعزله يخدم العروبة والإجماع العربي، وكيف؟ هل يخدم حلفاءها والمحسوبين عليها في البلد؟ أم أنّ الارتجال والانفعال وردود الفعل المتهوّرة هي المسيطرة على عقول البعض والمتحكّمة بسياساتهم، خاصة إذا صحّ ما نُقل عن قيادات في المملكة ادّعت قومية عربية مستجدّة، نفتْها عن زعامات تاريخية في طليعتها جمال عبد الناصر، بأنّها تُريد الدفاع عن العرب، في وجه أخطار داهمة مزعومة، ليس فيها مكان لـ»إسرائيل»، ولا للتكفيريين.

هل يعي هؤلاء أنّ منطق الثأر والانتقام لا يصلح سياسة في هذا الزمن؟ وهل يرعوون عن التمادي في طغيانهم قبل فوات الأوان؟ فالدول والأوطان والعباد لا يمكن أن تُدار أو تحكم بمنطق الظلم والأحقاد.

«ال بي سي»

وجها لوجه سيجلس ممثلو حزب الله وتيار المستقبل على طاولة حوار عين التينة بعد قليل، وعلى وقع اللقاء سينتظر اللبنانيون وهم يتساءلون: مصير لبنان إلى أين؟ فهذه المرة لن يكون من السهل تحييد الحوار عن التباينات الناتجة عن إعادة نظر المملكة العربية السعودية بعلاقاتها مع لبنان، فللمملكة مطلب واحد ألا وهو اعتذار رسمي من الحكومة اللبنانية، اعتذار صعب المنال في حكومة تحاول عبور الأفخاخ من دون مواجهة رفض مكوّنين من مكوّناتها قادرين على إسقاط أي قرار أو بيان نتيجة فذلكة اخترعتها لتحكم بما تيسّر في ظل غياب رئيس الجمهورية.

المعنيّون واعون لدقّة ما يحدث وكذلك المملكة، والمعنيّون يحاولون تجنّب التصعيد عبر الوسائل الدبلوماسية، وهم يعملون على أمل أن يأتي أول الغيث بتحديد السعودية موعداً لاستقبال وفد وزاري لبناني يحاول رأب التصدّعات. وفيما يتحضّر اليمن لتقديم إثباتات لمجلس الأمن الدولي حول ضلوع الحزب بتدريب الحوثيين على القتال، يتواصل تطويق تمويل حزب الله في واشنطن، حيث تُدرس المراسيم التطبيقية للقوانين المالية الأميركية آخذةً في الاعتبار دعم الجيش واستقرار القطاع المصرفي من دون تحديد كيفية التعامل المتشدّد مع الحزب.

ولكن قبل كل هذا، مأساة إنسانية: ابن السنتين توفّي أو قُتل على يد زوج والدته وبعلمها، وكيف يصدر الطبيب الشرعي تقريره من دون تشريح جثّة يوسف؟

«او تي في»

فيما كانت إيران تُعلن عن تقديمها سبعة آلاف دولار أميركي لكل شهيد فلسطيني، وثلاثين ألف دولار لكل بيت فلسطيني دمّره الاحتلال الصهيوني، كان نهاد المشنوق يُنذر لبنان بضرورة الاعتذار… طبعاً لا رابط بين الخبرين، ولا نسبة قياس أو مقارنة بين السعودية وطهران. فالرياض شقيقة قريبة لبيروت، فيما طهران صديقة بعيدة. الرياض عريقة في حضورها اللبناني، وخصوصاً في حضور اللبنانيين فيها منذ عقود فاقت نصف قرن، فيما طهران حديثة العلاقة مع لبنان، عبر دعمها للمقاومة اللبنانية، واللبنانيون لم يتبادلوا معها أي استثمار بعد… لهذه الأسباب والمعطيات، يبدو الاستيضاح ضرورياً من الوزير المشنوق: اعتذار عن ماذا تحديداً؟ حتى لا يضلّ المعتذرون ولا يُخطئ العاذرون. فإذا كانت المسألة موقف لبنان، فلا بد مرة جديدة من تكرار الموقف المقصود، علّ التكرار ينفع. قالت الخارجية اللبنانية حرفياً إنّها «متضامنة مع المملكة العربية السعودية ضدّ الاعتداء الذي تعرّضت له سفارتها وقنصليّتها في إيران، وذلك التزاماً منّا بالاتفاقات الدولية ورفض انتهاك حرمة أيّ سفارة أو بعثة دبلوماسية، خصوصاً إذا كانت للمملكة. كما التزاماً بالمادة 8 من ميثاق جامعة الدول العربية، الذي ينصّ على عدم التدخّل في شوؤن الدول الداخلية»… انتهت حرفية موقف لبنان، ولم تنته الأزمة… ثمّ، إذا كان هذا هو السبب فعلاً، فلقد مضى على الواقعة أكثر من أربعين يوماً. خلالها وبعدها التقى مسؤولون لبنانيون بمسؤولين سعوديين وخليجيين كُثُر، وكان كلام وودّ ونقاش وتعاون. فما عدا ممّا بدا؟ كثيرة هي التحليلات والتأويلات. وما يكتبه الإعلام الغربي عن الموضوع، لا يجرؤ إعلام لبنان حتى على نقله. كي لا يُتّهم بالتطاول والفتنة. أمّا إذا كانت الغاية رئاسية، فلا حول ولا قوة… تبقى ضحيّتان اثنتان لما يجري. الجيش اللبناني على أرضنا، وجيش اللبنانيين الذين ساهموا في ازدهار اقتصادات دول الخليج كافة. مواطنونا مهدّدون بالترحيل، وقد بدأت لوائحه كما تكشف معلومات الأو تي في. وجيشنا مهدّد بالتعطيل… لكن واشنطن تبدو جاهزة للتعويض.

«أن بي أن»

استنفار روسي لإنجاح الهدنة السورية، موسكو نشطت على كل الخطوط، الرئيس فلاديمير بوتين تولّى شخصياً تسويق الطرح كمقدمة للدخول في الحلول السياسية السورية، ومن هنا جاءت الاتصالات بين بوتين والقيادات السورية والإيرانية والسعودية، فأشرف الرئيس الروسي على مشروع وقف النار بكل تفاصيله العسكرية والدبلوماسية.

الخارجية الروسية أبقت الخطوط الساخنة مفتوحة مع نظيرتها الأميركية لضمان حسن التنفيذ، وإن كان باراك أوباما حذّر من الإفراط في التوقعات.

الجيش الروسي تابع مسار المفاوضات مع مجموعة معارضة في خمس مناطق سورية، المعادلة واضحة، كل من لا يلتزم بالهدنة في سورية سيصنّف في خانة إرهابيي «داعش» و»جبهة النصرة»، تلك المعادلة المتّفق عليها أميركياً وروسياً، باركتها السعودية، والجمهورية الإيرانية زادات عليها تركيا المقاتلين الأكراد، لكن وفق حسابات حقل أنقرة لا البيدر الأميركي الروسي المشترك. وبالانتظار يبقى السؤال، هل ستصمد الهدنة؟

دمشق تجاوبت بالكامل، وترجمت حسن النيّة لكن من يضمن المجموعات المسلحة، خصوصاً أنّ «داعش» يسعى لضمّ بقايا المجموعات إليه كما بدا في تقدّمه نحو خناصر في ريف حلب؟ هؤلاء الإرهابيون لا يلزمهم أيّ اتّفاق، وليسوا معنيّين بأي حل سياسي يُفقدهم دورهم، ولا مكان لهم أساساً، لا على طاولة الحوار ولا على المساحة السورية.

المشهد الإقليمي كان يفصّله رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أمام البرلمانيين الأوروبيين في بلجيكا، محذّراً من مخططات التقسيم، داعياً إلى دعم الحلول السياسية. الرئيس برّي تابع من بروكسل التطورات الساخنة في بيروت، وأجرى سلسة اتصالات للتخفيف من حدّة التوتر وضمان استمرار الحوار.

في الداخل، كلّما ازداد التصعيد السياسي نتيجة الاشتباك العابر للحدود، كلما كانت الحاجة اللبنانية أكبر للحوار، فلا مصلحة لأي فريق بمزيد من التأزيم، هكذا علّمت التجارب اللبنانيين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى