شعبان: لوضع حدٍّ للدول التي تدعم الإرهاب… ولافروف يؤكد أن لا خطة بديلة من التفاهم الروسي الأميركي
أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أنه لا بد من وضع حد للدول الداعمة للإرهاب في سورية لافتة إلى أن الحكومة السورية تعمل منذ البداية من أجل الحل السياسي للأزمة.
ولفتت شعبان في تصريح الى قناة «روسيا اليوم» على هامش المنتدى الدولي للحوار فالداي حول الشرق الأوسط المنعقد في موسكو إلى أن النظامين التركي والسعودي وأطرافاً أخرى ترعى وتدعم الإرهاب في سورية ولا بدّ من وضع حدٍّ للدول التي تمول وتسلح وتسهل مرور الإرهابيين وأن يكون موقف الولايات المتحدة واضحاً من الأطراف التي تدعم الإرهاب كوضوح الموقف الروسي.
وأوضحت شعبان أن الحكومة السورية تعمل منذ بداية الأزمة من أجل الحل السياسي «لكن المعارضات التي نمت وترعرعت في أحضان دول تستهدف سورية هي التي تفشل كل محاولة لوضع حد لسفك الدماء». وأنهم حين ذهبوا إلى جنيف كان من الواضح أن هؤلاء الآتين من الرياض هم الذين أفشلوا جنيف3 ولذلك ما يقولونه لا نأخذه جدياً بعين الاعتبار لأنهم جزء أساسي من المشكلة ونتمنى أن يتوصلوا الى أن يكونوا جزءاً من الحل.
وأكدت شعبان أن سورية أعلنت موافقتها على الاتفاق الروسي الأميركي لوقف العمليات القتالية وأنها مستعدة للعمل مع الجانب الروسي لتنفيذ هذا الاتفاق والاستمرار في مكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا توجد أي خطة بديلة للبيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف إطلاق النار في سورية.
وقال لافروف للصحافيين أمس: «لقد قلنا كل شيء في ما يخص الخطة ب ، لا توجد ولن تكون أبداً عند أي جهة روسيا والولايات المتحدة ».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أكد يوم 23 شباط، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، إن بلاده تدرس خيارات لخطة بديلة في حال لم يصمد وقف إطلاق النار في سورية، وإذا لم تشهد البلاد مرحلة انتقالية قريبا.ً
وكرر كيري أمس القول أن واشنطن ستقيم مدى ضرورة الانتقال إلى «الخطة بـ« البديلة حول سورية، استناداً إلى نوايا جميع أطراف عملية التسوية في غضون الشهر. وقال كيري في خطاب أمام الكونغرس: «إذا تحقق الحل السياسي فإن الطريق الوحيد للتوصل إليه هو توافق جميع الأطراف، وبالأخذ في عين الاعتبار وجود كل المشاركين عند طاولة المفاوضات لأول مرة، نأمل في أننا سوف نتمكن من دفعه الحل السياسي خلال شهر واحد على الأقل… ومن فهم ما إذا كانوا جديين أم لا.. وإذا كانوا غير جديين، فسوف نتحدث عن تفاصيل الخطة بـ«.
من جهته، قال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إنه سيعلن اليوم الجمعة موعد انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات السورية.
وأضاف دي ميستورا في مؤتمر صحافي مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «يان ايغلاند»: أن الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية لسورية ستعقد اجتماعاً الجمعة لقوة المهام الخاصة بها.
وتابع: «أنه سيتم بحث كيفية وقف الأعمال العدائية قبل اجتماع مجلس الأمن بشأن سورية المقرر غداً اليوم أيضاً».
بدوره ايغلاند، أكد أنه حتى الآن تم إيصال واحد في المئة فقط من احتياجات السكان في سورية، مشيراً الى الاستمرار بالمساعي إلى إيصال المساعدات.
الى ذلك رفضت الولايات المتحدة مشروع قرار روسي لاستصدار قرار يكرس الاتفاق الذي توصلت اليه واشنطن وموسكو لإرساء وقف لإطلاق النار في سورية اعتباراً من السبت.
بدورها ذكرت صحيفة: «وول ستريت جورنال» الأميركية أن كبار المستشارين العسكريين والأمنيين للرئيس الأميركي باراك أوباما لا يؤمنون بأن «روسيا ستلتزم بوقف إطلاق النار في سورية»، ويحثون الإدارة الأميركية على وضع خطط لتشديد الضغوط على موسكو عن طريق تقديم مساعدات خفية لخصوم الأسد.
وحذرت الصحيفة من أن المبادرة الخاصة بـ«الخطة بـ« التي يقف وراءها وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، قد تجر واشنطن بشكل أعمق إلى الحرب بالوكالة الجارية في سورية.
من جانبه أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن التطبيق الفعلي للبيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سورية قد بدأ، نافياً علم موسكو بوجود أي خطة أميركية بديلة.
وأعربت موسكو أمس عن رغبتها في أن تؤيد المملكة العربية السعودية البيان الروسي الأميركي بشأن وقف الحرب في سورية.
وقال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي المجلس الأعلى للبرلمان خلال لقائه مع وفد سعودي في موسكو: «لدينا رغبة شديدة في أن تقوم السعودية، بكونها، بلا شك، بلداً ذا نفوذ ومسؤولية، بدعم مبادرة الهدنة هذه في سورية».
وفي السياق، أعلنت «وحدات حماية الشعب» عن موافقتها والتزامها بنظام وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة.
وأفادت وكالة ANF News الكردية على موقعها أمس بأنه «بعد دراسة مطولة للبيان الأميركي الروسي يوم 22 شباط 2016 حول وقف الأعمال القتالية، باستثناء داعش وجبهة النصرة، فإن موقفنا إيجابي من هذا القرار ونحن ندعمه».
ميدانياً، استعاد الجيش السوري بلدة خناصر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي الشرقي من أيدي مسلحي «داعش»، إثر هجوم واسع بغطاء جوي روسي.
وبدا واضحاً، منذ أن سيطر التنظيم على خناصر قبل يومين، أن الجيش السوري والقيادة الروسية لن يسمحا لمثل هذا التطور بالاستمرار وذلك بسبب موقع خناصر المهم على مستوى المعركة في ريفي حلب الجنوبي والشرقي من جهة، ولأنه يأتي قبل أيام من تنفيذ الاتفاق الأميركي – الروسي حول وقف «الأعمال العدائية» من جهة ثانية.
ومع أن الهدنة لا تشمل «داعش»، فإنه لا يمكن فصل مفاعيلها على الأرض. بمعنى أن الهدنة قد تؤدي إلى تغيير في التحالفات العسكرية، وقد يجد التنظيم الإرهابي من يدعمه في الشمال السوري ولذلك، فإن استمرار سيطرته على هذه المنطقة من شأنها تهديد حركة الجيش في عموم المنطقة.
وقد بدت ملامح ذلك بالظهور إذ تؤكد معلومات من مصادر مختلفة مشاركة تنظيم «جند الأقصى» المقرب من تنظيم «القاعدة» و«كتائب القوقاز» و«الحزب الإسلامي التركستاني» بمهاجمة طريق إثريا – خناصر من الجهة الغربية، في الوقت الذي كان «داعش» يهاجمه من الجهة الشرقية.
وفي إطار استكماله استعادة مزيد من الأراضي، تعمل وزارة المصالحة بالتوازي مع الجيش لاستكمال المصالحات. وفي هذا الصدد وقع ممثلون عن أكثر من عشرين بلدة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي اتفاقات مصالحة مع السلطات السورية.
وهاتان المنطقتان ريف حماة الشمالي، ريف إدلب الجنوبي تُعدان البوابتين الرئيسيتن للانطلاق نحو عمق محافظة إدلب حيث يسيطر «جيش الفتح». ومن المستبعد أن تسمح الأيام المقبلة بفتح معركة في هاتين المنطقتين لكن إخراج أعداد من المسلحين من دائرة الصراع يعَدُّ تطوراً مهماً هناك قبيل الهدنة وذلك في محاولة من الجيش لتجميع أكبر قدر ممكن من المقاتلين لمحاربة «داعش»، وهو ما بدت ملامحه بالظهور مع استقبال مركز التنسيق في حميميم اتصالات من مسلحين بوقف القتال ضد الجيش.