الراعي التقى السفير السعودي في روما: موقف لبنان الرسمي تنطق به الحكومة وحدها

استهلّ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي نشاطه أمس بالاحتفال صباحاً بالذبيحة الإلهية وفق الطقس السرياني الماروني في كنيسة مركز المؤتمرات في روما، حيث تجري أعمال المؤتمر الذي تنظّمه الكنيسة الألمانية حول «واقع المسيحيين والكنائس في الشرق الأوسط بعد خمس سنوات من الثورات».

وألقى الراعي تأمّلاً روحياً، جاء فيه: «لنتأمّل قليلاً ببعض ما ورد في قراءات ففي الإنجيل المقدس، «ملكوت الله في داخلكم»، هذا الملكوت يعني حضور سرّ الله في العالم المتجلّي بيسوع المسيح التاريخي، واليوم بعد موته وقيامته فبالمسيح السريّ الذي هو الكنيسة. هذه الكنيسة التي نعالج شؤونها في الشرق الأوسط خلال هذا المؤتمر هي «ملكوت الله وسط الشرق الأوسط». فحين نتحدث عن المسيحيين في الشرق الأوسط لا نتكلم عن أفراد مبعثرين، إنّما عن «ملكوت الله في الشرق الأوسط».

أضاف: «حضور الله فيه وملكوته من خلال كنيسته، مهدّد اليوم ومضطهد ومضروب ومبعثر، ونحن هنا نفكِّر معاً في كيفية المحافظة عليه لخير بلدان الشرق الأوسط. «فملكوت الله» هو ملكوت القداسة والمحبة والعدالة والأخوة، والسلام».

وأشار إلى أنّ «ما نسمعه في الشرق هو لغة العنف والسلاح والحرب والاستضعاف التي نرفضها، ونحن هنا لنفكِّر معاً في كيفية حماية صوت إنجيل المسيح في أرض منها انطلق في الأساس إلى العالم كله».

واستقبل الراعي في مقرّ إقامته في الوكالة البطريركية في روما، السفير السعودي لدى إيطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي، وكان عرض للأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وفي لبنان خصوصاً. وخلال اللقاء كان تشديد على «أهمية حسن العلاقة بين لبنان والسعودية، ورفض كل لبناني وسعودي تشويهها وإغراقها في أوحال الصراعات الطائفية والمحاور الإقليمية».

وإذ عبّر الراعي للسفير السعودي عن أسفه «للفوضى العارمة التي تعكّر اليوم صفو العلاقة المشتركة»، أكّد أنّ «موقف لبنان الرسمي بهذا الشأن، تنطق به الحكومة وحدها في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي ساهم غيابه باتّساعها وبانجرافها إلى أماكن لا يقبل بها أحد». وأمل أن تُعيد السعودية النظر بقراراتها التي صدرت على خلفية ما حصل أخيراً، طالباً من قرملي نقل هذا الموقف إلى الملك سلمان والسلطات السعودية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى