إلى فلسطين خُذُوني معكم…
بلال شرارة
القيامة الفلسطينية الراهنة أنتجت بداية جملة أزمات على المستويين الفلسطيني و«الإسرائيلي». على الصعيد الفلسطيني، تتخبّط السلطة الفلسطينية في الضفة ومعارضتها الرسمية في غزة حكومة حماس في مساعيهما المشتركة فتح وحماس لاحتواء القيامة الفلسطينية المستمرّة منذ بداية تشرين الأول إلى حدّ استدعى نفض الغبار عن أوراق التفاوض بينهما، واستدعى تحريك الوساطات التركية والقطرية وما إليه… لإعادة توحيد السلطة والمنظمة وصولاً إلى محاولة الهيمنة أو إيحاء كلّ طرف أنّ القيامة أو الانتفاضة الثالثة أو الهبّة الفلسطينية هي من صناعة كلّ منهما، إلى درجة إعلان أحد قادة فتح المسؤولية عن أنّ 170 من شهداء الانتفاضة ينتمُون إلى حركة فتح، ومحاولة حماس القفز فوق فعل القيامة عبر العملية العسكرية ضدّ مستوطنة «إسرائيلية» محاذية لرام الله وإطلاق التقارير المشفوعة بمخاوف «إسرائيلية» من تنامي قوة حماس، والعمل لإعادة إنتاج الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حماس، للعلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ولا بدّ من النظر بعمق إلى أنّ هذه القيامة أسقطت بداية المحاولة الأميركية – الأردنية «الإسرائيلية» لاحتوائها عبر تخفيف الشروط «الإسرائيلية» على خلفية المشروع «الإسرائيلي» الهادف إلى حصار المسجد الأقصى المبارك وإرساء التقسيم المكاني والزماني للمسجد، حيث اتسعت القيامة الفلسطينية لتتجاوز مسألة المطالب المتصلة بالمسجد الأقصى المبارك لتشمل تأكيد الأماني الوطنية الفلسطينية بالتحرير والعودة وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
«إسرائيلياً»، لا بدّ من ملاحظة قرار السلطات الجمركية الأميركية لوسم بضائع المستوطنات، وإنْ كانت بريطانيا تحاول فك أنشطة المقاطعة عن الرقبة «الإسرائيلية» التي ضاقت أساساً بسبب قرار الاتحاد الأوروبي مقاطعة بضائع المستوطنات التي يخالف وجودها القانون الدولي.
طبعاً، لا بدّ من الإشارة إلى أن السياسة الخارجية «الإسرائيلية» تعاني من الطرح الذي يُعتبر من صميم الاستراتيجية الفرنسية بشأن عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط والتفكير الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين.
الأسابيع والأشهر المقبلة تؤكد أنّ التحركات الاحتجاجية الفلسطينية القيامة برأينا ستبلغ مدىً أوسع، والإجراءات «الإسرائيلية» القمعية ستتصاعد وصولاً إلى حدّ إجراء عملية ترانسفير لعرب النقب ووصول الأمور إلى نقطة الانكسار مع الفلسطينيين، الأمر الذي لا يمكن أن يعوّضه أو يحتويه تطبيع العلاقات مع تركيا وقطر، أو إحياء الدور الأردني، أو استعادة سلطة السلطة الفلسطينية أو تبادل اعتراف حماس بـ«إسرائيل» مقابل ميناء عائم على شاطئ غزة.
المشهد الفلسطيني المقبل محكوم أكثر بسكين وحجر مقابل أعتى قوة احتلال في التاريخ مزوّدة بأحدث الأسلحة، وصولاً إلى الـ أف – 35 .
من جهتي أنا متفائل، إذ إنّ الفلسطيني يقاتل «الإسرائيلي» بسلاحه مهما كان وضيعاً.
إلى فلسطين خذوني معكم، أنا أحلم بانتصار العين على المخرز والدمعة على الفأس.