لا تسألوني لماذا…؟ فهو وطني
لا تسألوني لماذا…؟
هو وطني كيف فيه أبقى ولا أرحل…
كيف أصمد رغم العواصف التي أثارتها محطات الجدل…
تقاسمت هبوبها عقول الرجعية والخلفية الاستعمارية فقادتهم إلى الجنون والهبل.
لا تسألوني كيف أصمد ومن أين أستمدّ كلّ هذا الأمل…
وهو موطني الذي أطلقت فيه صرخة الحياة الأولى… ولأجله أطلقت صرخات الوجع والقهر على ما ألمّ به من مآس لم يشهد لها مثيل من قبل…
حثالة تجمّعت فيه من كافة أسواق النخاسة وكازينوهات العار والذل…
كتبت فيه الرثاء وشربت كؤوس الألم…
تذوّقت المر والعذاب أشكالاً وألواناً… حتى باتت أطياف مخيّلتي أحلاماً رمادية اللون…
سألت الزمان لماذا كلّ هذه القسوة على خيرة الأوطان في بلدان العرب…
فقال لي: القسوة ليست مني وإنما هي ممّن ادّعوا العروبة وهم يهود الأصل…
القسوة من خونة حملهم الوطن عزة فحملوه رخيصاً إلى أحضان صعاليك الغرب…
القسوة ممّن فقدوا الأمل بعودة الوطن سليماً معافى من أنقاض الدمار والخراب…
أوجعهم رغيف الخبز مشغولين بشياطين الداخل… والبلد ينزف حرباً لم يشهد لها التاريخ منذ نشأة الأمم.
وما أكثر الأبواق التي تنشد وتهلل لإطالة عمر الحرب…
مبهورين بالدولار الأخضر المهين لأبناء الشعب.
تجار الأزمات… الوجه الآخر لعمالة الغرب…
والأرواح تعاني الموت تفجيراً ومؤامرة، هموماً وغماً يبرق ويرعد، ويمطر دموع الكآبة والحسرة على بلد الكرامة والكرم…
فقلت له: ولكن أنا لن أتحرّر من عشقي لوطني… سأنزع الخوف من قلبي.
وسأنتظر بزوغ شمس الحق…
وسأثبت أقدامي على هذه الأرض… سأجعل من ترابه وسادتي وغطاء جسدي.
وسأغني لأجله أنشودة النصر…
فهو موطني… يستحق مني التضحية والبقاء… كما انه يستحق مني الأمل والصبر…
سناء أسعد