قاسم: لبنان لن يكون إمارة سعودية وعليها أن تعتذر من لبنان

فيما صعّدت الرياض حربها على اللبنانيين بفرضها أمس عقوبات على 3 منهم و4 شركات، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، «أنّنا سنعبّر عن موقفنا مهما كان الثمن، لأنّنا نعبّر عن الحق»، لافتاً إلى أنّ «من أراد الحرية والكرامة لا يقبل بظلم ولا يخضع له، ولا يكون جزءاً من تسوية لمصلحة المستبدّين»، مشدّداً على أنّ لبنان لم ولن يكون إمارة سعودية أو غيرها، داعياً السعودية إلى مراجعة ما فعلت والاعتذار من لبنان.

واعتبر قاسم «أنّ الحادثة الأخيرة كانت حادثة مفاجئة للبعض عندما قرّرت السعودية أن تُلغي المليارات المزعومة هِبةً للبنان»، وقال: «هذه فرصة أرادوها من أجل أن يهجموا على لبنان وحزب الله، وعلى ما أنجزه هذا البلد وشباب هذا البلد من مكانة ومقام ودور وتأثير، فيما كانوا في السنوات القديمة يتغنّون بأنّ لبنان قوي بضعفه لأنّ الدول تجرّه حيث تشاء».

وأضاف خلال احتفال تأبيني في حسينية الخنسا في الغبيري، «بعد وجود المقاومة أصبح لبنان قوياً بجيشه وشعبه ومقاومته، ما أدّى إلى قطع الأيدي التي كانت تأخذ لبنان إلى مصالحها، وهذا مزعج للدول الكبرى ولـ»إسرائيل»، ولكثير من أولئك المستبدّين الذين يتوقّعون أن يعبروا من لبنان إلى مصالحهم».

وشدّد الشيخ قاسم، على أنّ « «لبنان بالنسبة لنا بلد الحريات وسيبقى كذلك، ولن يكون تابعاً لأي دولة على وجه الأرض، ولن يكون إمارة سعودية أو غير سعودية، حتى لا يظنّ البعض أنّنا نرفض إمارة ونقبل بأخرى».

وقال، إنّ «موقفنا هذا سنعبّر عنه مهما كان الثمن، لأنّنا نعبّر عن الحق، ولأنّ من أراد الحرية والكرامة لا يقبل بظلم ولا يخضع لظلم ولا يكون جزءاً من تسوية لمصلحة المستبدّين، أقول أكثر من هذا ما حصل خلال الأسبوع الماضي من السعودية يتطلّب أن تعتذر السعودية من لبنان، لأنّها أساءت للبنانيين، أساءت لأولئك الذين عملوا طويلاً من أجل تحرير أرضهم واستقلالهم ومحاولة إدارة شؤونهم بتفاهم وتعاون الأطياف المختلفة، السعودية هي التي اعتدت، أما نحن فلم نعتدِِ عليها، ولم نتصرّف خلاف المنطق وخلاف حرية الرأي، كل ما في الأمر أنّنا وصَّفنا أعمال السعودية».

أضاف، «بالله عليكم: ماذا نقول في اليمن؟ الطائرات السعودية ترسل الصواريخ من أجل إطعام الأطفال الرضع في داخل بيوتهم؟ أو نقول إنّ القذائف المدفعية تدخل إلى المستشفيات لإعطائها كميّة كبيرة من الأوكسجين من أجل المرضى! أم نقول إنّ الجحافل الجرّارة التي يرسلونها إنّما تذهب لإسعاف الناس وإغاثة الملهوفين! السعودية تعتدي في اليمن، تقتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وتدمِّر المراكز الصحية، وترتكب أكبر جريمة في هذا العصر».

وتابع، «هذا فضلاً عن الأسلحة والأموال التي دُفعت في سورية والعراق، وخرَّبت هذه البلدان، إضافةً إلى ما تفعله في البحرين وما فعلته في لبنان، إذاً على السعودية أن تُعيد حساباتها، وأن تلتفت، لأنّ هذه الجرائم لا يمكن أن تمر لمجرد أنّ أميركا تغطّيها سياسياً والدول الكبرى مستفيدة من الأموال السعودية».

وأردف قاسم، «سنقول موقفنا نصرة للحق، علَّ السعودية ترتدع وتراجع حساباتها، وتنتبه إلى أنها تخوض أخطاراً كبيرة جداً في منطقتنا وفي العالم، نحن لن نصفّق لارتكاباتهم، ولن نستجدي شيئاً منهم، فليفعلوا ما شاءوا، وليتصرّفوا كما يحلو لهم، لأنّنا مقتنعون بأنّنا نتكلّم كلمة الحق، ونقف في الموقف الحق، ونجاهد في المكان الحق، وقمنا ولا زلنا نواجه المشروع «الإسرائيلي» وما وراءه بالجهاد والتضحيات والعطاءات والدم، وهذا المنهج سنستمر عليه لأنّه هو المصلحة العليا لأجيالنا وللبناننا ولكل المنطقة».

وختم الشيخ قاسم سائلاً: «لماذا لا تُراجعون أنفسكم بما فعلتم؟ أنتم وجماعتكم في لبنان رميتم علينا تُهماً، وصنعتم أعمالاً سلبية ضدّنا، ومع ذلك كنّا نعتبر أنّ ما تقومون به منسجم مع قناعاتكم فنتصرف بما يُمليه علينا ضميرنا مع حرصنا الشديد أن نكون دائماً في موقع من يمدّ اليد من أجل المصالحة والتعاون والتفاهم، لأنّنا نرى أنّ لبنان يحتاج إلى تعاون كل الأطراف، لا تدخلوا إذن بيننا، رغبة بإيجاد شرخ أو للضغط علينا، هذا المسار لن ينفعكم، سنستمر في موقفنا، وفي آنٍ معاً سنمدّ اليد لأولئك الذين يرغبون أن يراجعوا حساباتهم لمصلحة العمل الوطني والموقف ضدّ «إسرائيل» والتكفيريين، وضدّ كل المؤامرات التي تُحاك في لبنان».

عقوبات

وفي إطار إجراءات السعودية المتدحرجة ضدّ لبنان، ذكرت وزارة داخليتها أنّ المملكة «صنّفت أربع شركات وثلاثة أشخاص لبنانيين على أنّ لهم صِلات بأنشطة تابعة لحزب الله، وهم: فادي حسين سرحان كفر كلا ، عادل محمد شري بيروت ، وعلي حسين زعيتر.

أمّا الشركات فهي: فاتك للإنتاج السمعي والمرئي VATECH SARL – LE-HUA ELECTRONIC FIELD CO. LIMITED – AERO SKYONE CO. LIMITED – LABICO SAL OFFSHORE .

وأكّدت الوزارة أنّ المملكة ستواصل مكافحتها لأنشطة حزب الله التي وصفتها بـ»الإرهابية» «بكافة الأدوات المُتاحة، كما ستستمر فى العمل مع الشركاء في أنحاء العالم بشكلٍ صريح».

كما حذّرت المملكة جميع مواطنيها والمقيمين على أرضها «من أيّ تعاملات مع حزب الله، أو الأشخاص والكيانات المشار إليها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى