الوطن

مزيد من الردود على كلام عودة: هدفه التحريض والتفرقة ولولا المقاومة لكان البغدادي وداعش يحكمان البلد وما بقي منّا أحد

تواصلت أمس ردود الفعل المستنكرة لكلام متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي اتهم المقاومة بحكم لبنان.

وفي هذا الإطار، غرّد النائب اللواء جميل السيد عبر حسابه على «تويتر» بالقول «المطران عودة: هذا البلد يحكم من شخص تعرفونه جميعاً، ولا أحد يتفوه بكلمة، ويُحكم من جماعة تحتمي بالسلاح»، لو قال: هذا البلد كان سيحكم من شخص تعرفونه جميعاً، أبو بكر البغدادي وجماعة داعش، ولولا المقاومة لما بقي منا أحد، لكان أرضى الله والحقيقة ومسيحيي ومسلمي لبنان وسورية».

بدورها، استنكرت هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، تصريحات عودة «والتي تناول فيها المقاومة وسيدها بطريقة مريبة وغير بريئة لا تخدم إلاّ أعداء لبنان»، معتبرةً أن «هدف هذه التصريحات التحريض والتفرقة، الأمر الذي يتعارض ودور رجال الدين في الدعوة إلى المحبة والتسامح والتعاون بين الناس على اختلاف انتماءاتهم».

من جهته، رأى «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، أن «الدور المطلوب من رجال الدين، أن يكونوا صمّام الأمان في الوطن وأن يسعوا إلى تقريب وجهات النظر وألاّ يعملوا على إثارة الضغائن وبث الفتن». وأكد أن «السلاح الذي تحدث عنه البعض هو الذي حرّر بلادنا من رجس الاحتلال الصهيوني وهو الذي أعاد أرضنا، وهو الذي يمنع العدو الصهيوني من القيام بأي اعتداء جديد، وهو الذي أجهز على الفتنة التكفيرية ومنع وضع لبنان في خانة الدول التي يسيطر عليها الإرهاب، وهذا السلاح هو الذي أعاد الأديرة في سورية وحمى الرهبان والراهبات من تسلّط التكفيريين ومنعهم من الإساءة إلى مقدساتهم».

أضاف «في الوقت نفسه، هذا السلاح لم يُستخدم يوماً للسيطرة على البلد، وحملته لم يستولوا على السلطة، بل كانوا دائماً شركاء وفي أكثر الأحيان مشايخ صلح بين الأطراف المتنازعة، هم لم يستخدموا سلاحهم للسيطرة على المواقع في الإدارات، بل أنهم أكثر الناس بعداً عنها، ولم يستغلوا هذا السلاح لفرض القرارات، بل أن كثيراً من القرارات تم إقرارها من دون أن يكون فيها مصلحة لهذه الفئة».

وتابع «أما سيّد هذه المقاومة فلم ينظر للثورة وبقي خارجها، لم يرسل أولاده ليتعلموا في فرنسا أو أميركا أو بريطانيا، بل أرسلهم إلى ساحات الشرف والجهاد ليدافعوا عن لبنان وارتقى ابنه البكر شهيداً في سبيل الوطن. سيد هذه المقاومة لم نجد له إبناً أو قريباً، لا وزيراً ولا مديراً عاماً، بل ولا موظفاً بواسطة في أي دائرة من دوائر الدولة. وهو الذي يستطيع بما له من محبة وبما له من سلطة وبما له من حضور أن يجلب كل ذلك لعائلته».

أضاف «سيّد هذه المقاومة ليس لديه حسابات لا في بنوك لبنان ولا في بنوك العالم ولم يبني قصراً ولم يستفد من موقعه للعيش في رغد الحياة، بل هو مجاهد يقضي ليله ونهاره في خدمة المقاومة ولحماية أهلنا في لبنان على اختلاف طوائفهم، فلا رحلات استجمام ولا حرية بالتنقل، بل يعيش في خطر دائم من عدو يترصده في كل لحظة للنيل منه».

وتابع «إننا في تجمّع العلماء المسلمين على قناعة أن الكلام الصادر عن المطران عودة بحق المقاومة وسيدها لا يعبّر عن الطائفة المحترمة التي ينتمي إليها مصدر هذا الكلام، بل إننا نجزم بأن الغالبية العظمى من أبنائها يكنّون كل المحبة والاحترام لهذه المقاومة وسيدها ولديهم في المقاومة أركان قاومت واستشهدت في سبيل الوطن وعلى رأسهم «جمّول» الشهيد جورج حاوي».

وإذ حيّا «الكلام الصادر عن المطران عطا الله حنا، والذي يعبّر عن التوجه الحقيقي للكنيسة المشرقية»، طالب البطريرك يوحنا العاشر يازجي «باتخاذ الإجراءات الكنسية التي تكفل عدم تكرار مثل هكذا كلمات تُسهم في الفتنة وتؤثّر على السلم الأهلي وتصب من حيث يريد مطلقها أو لا يريد في خدمة العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية».

واعتبر الأمين العام لـ «التيّار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، في تصريح، أن «إثارة النعرات الطائفية والمذهبية في هذه المرحلة الحسّاسة والدقيقة جداً لا يُمكن أن تكون إلاّ في اطار أجندة تعمل لتدمير ما تبقى من الوطن»، متوجهاً إلى عودة بالقول «إن زمن مقولة أن قوة لبنان في ضعفه قد ولّى إلى غير رجعة وأصبحنا في زمن معادلة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وأن قوة لبنان في مقاومته، هذه المقاومة التي حرّرت الأرض وأرست معادلة الردع مع العدو الصهيوني».

أضاف «على الجميع أن يعرف أن حربنا مع العدو الصهيوني هي حرب وجود وليست حرب حدود، وأن سلاح المقاومة باق ما بقي كيان صهيوني ومصدر تهديد متواصل للبنان. وأمّا وصفنا بجماعة تستقوي بالسلاح، فإن أخلاقنا وديننا وما تعلمناه من الأنبياء موسى وعيسى ومحمد، يلزمنا ألاّ نرّد بذات المنطق واللغة، وسنقول للجميع: أننا جماعة المقاومة والعروبة والعزة والكرامة، وان الفتنة أياً كان مصدرها لن تقع بين اللبنانيين وندعو للعودة إلى روح وتعاليم السيّد المسيح».

واعتبرت «حركة الأمة» أن موقف عودة «غير بريء على الإطلاق، وهو محاولة مفضوحة لتجهيل الأسباب الحقيقية للأزمة الاقتصادية والمعيشية والمالية التي يعيشها لبنان واللبنانيون، واستهداف للمقاومة في لبنان التي حرّرت معظم الاراضي اللبنانية المحتلة من العدو من دون قيد أو شرط وفرضت توازن الرعب مع هذا العدو الذي بات يحمي نفسه بالإسمنت ويتقوقع داخل الأراضي المحتلة».

وأسف رئيس «لقاء علماء صور ومنطقتها» الشيخ علي ياسين، في تصريح، لـ»الكلام الذي صدر بالأمس ومن على منبر يُفترض أن يكون منبراً للوحدة وتأكيداً لمساعي التهدئة التي يحتاجها البلد في هذه الظروف».وذكّر «بما جرى في كنيسة معلولا حين وقف مجاهدو المقاومة لمنع التكفيريين من استباحة أماكن العبادة وهذا افضل رد على ذلك الكلام الذي صدر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى