أنطون سعاده

آذار… الانتماء بالفطرة

‭}‬ عبير حمدان
لـ آذار رمزيته التي تحفّز على محاولة الكتابة عن مفهوم الإيمان بفكرِ متجدّد على الدوام بالفطرة، وفقاً لواقع قائم ومكرّر، بحيث تتكرّس عبارات ومواقف تاريخية لمؤسس هذا الفكر في الذاكرة المستعادة عند كلّ حدث أو محطة مفصيلة. هذه المواقف تلازمنا كما العبارات وتصبح لغة مقترنة برؤيتنا للحياة من منظور الوعي والانتماء إلى الجغرافيا الطبيعية لأمة قوية رغم تراكم الويلات.
الانتماء بالفطرة التزام ينمو بتلقائية ويكبر في الوجدان ويظهر من خلال الأداء بمنأى عن أيّ صفة بعينها، شرطه الالتزام بالفكر والعقيدة والاقتناع بمقدرتنا على النهوض بالمجتمع كل من موقعه وجعل الصراع على إحقاق الحق فعل وجود ثقافي وتربوي واجتماعي لا ينفصل عن الميدان العسكري بل يدعمه بوقفات العز.
رمزية آذار تتخطى الزمان والمكان والنصوص العادية وتتطلّب الكثير من التعمّق في المعرفة كي لا تأتي المادة المكتوبة في إطار إنشائي فقط، وقد نحتاج إلى الكثير من القراءة لنصل الى هذا العمق المعرفي البنّاء، لكن هذا لا يمنعنا من شرف التعبير ولو من خلال سطور بسيطة نسبياً، لكن ما بينها صادق إلى أبعد حدّ ممكن.
ليس بالضرورة أن تكون منتمياً إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي تنظيمياً كي تدرك معنى الاحتفاء بعيد مولد المؤسس أنطون سعاده، بل يكفي أن تُمعن النظر حولك لتلتمس حضوره في وجدان الأجيال التي خاطبها قبل أن تولد، وهو الذي استشرف خطر المشروع الصهيوني منذ بدء هجرة اليهود الى فلسطين وما رسمه الاستعمار من خلال تقسيم بلادنا.
يكفي أن تقرأه اليوم وغداً لتعرف أنّ الربيع الحقيقي يزهر من رؤيته لعناصر القوة المتمثلة بالانتماء الى الوطن بعيداً عن الفئوية والطائفية والاصطفافات المذهبية، الربيع الحقيقي يتمثل بالمقاومة والاستقلال التامّ وممارسة البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة ومكافحة آفة الظلام بنور الحق والخير والجمال.
يكفي أن تقرأه لتؤمن أنّ سورية الطبيعية بعظيم صبرها ونضالها هي الحقيقة الراسخة والقادرة على المواجهة بما تختزنه من حضارات متعاقبة وهي حيّة وولاّدة وخلاقة.
ويكفي أن تشهد ما يحصل على امتداد الأمة السورية لتتمسك بهويتك القوميّة التي تتخطّى الفرديّة والشعارات العابرة، هذه الهوية الثابتة والمنبثقة من الواقع الجغرافيّ الذي لا تلغيه السياسات الاستعمارية.
آذار… ولادة تصقل اللغة لتعيد تشكيل الوعي، ولادة تمنحنا الجرأة للتعبير رغم الخشية من الإخفاق في محاكاة عظمة هذه الولادة، لكن يبقى شرف المحاولة هو القيمة المضافة إلى ما نملكه من رصيد أدبي ومهني.
آذار… الانتماء بالفطرة أن نؤمن بالفكر الوقاد العابر للطوائف ومفاعيل التجزئة ومن معينه ننهل المعرفة التي تحثنا دوماً على النهوض بمجتمع الصراع والمقاومة، لأنّ المجتمع معرفة والمعرفة قوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى