أولى

أهالي مجدلبعنا ومنطقة عاليه والجبل شيّعوا الراحل عارف فارس عبد الخالق

شيّع أهالي بلدة مجدلبعنا ومنطقة عاليه والجبل الراحل عارف فارس عبد الخالق في مأتم حاشد ومهيب شارك فيه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ممثلاً برئيس دائرة الجرد نبيه الأحمدية، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الأهلية ولفيف من رجال الدين وحشد من الأهالي.

وألقى ابن شقيق الفقيد الزميل رمزي عبد الخالق كلمة باسم العائلة قال فيها: فقيدنا وكبيرنا الراحل هو باختصار شديد رجل العلم العصامي الذي بنى نفسه بنفسه.

ولد وترعرع في بلدتنا الوادعة مجدلبعنا، وعاش في كنف والدة مؤمنة متديّنة تُعلّم الطيبة والإنسانية، ونما على يدي والد كان في زمانه، كما كلُّ أقرانه، مرجعية وعنواناً للشهامة والكرامة والعطاء في سبيل الصالح العام وليس من أجل أيّ مصلحة خاصة.

تميّز منذ صغره بحب العلم والمعرفة بدءاً من مدرسة البلدة إلى الجامعة الوطنية في عاليه، حيث كان أساتذته وفي مقدّمهم الأديب الراحل مارون عبّود يشيدون به أمام أهله وأخوته وينوّهون بحبّه للعلم.

استمرّت مسيرة النجاح والتفوّق بعد انتقاله إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث نال شهادة الماجيستير في الإدارة العامة، وفيما كان يستعدّ لنيل الدكتوراه اختارته إدارة الجامعة الأميركية ليكون في عداد بعثتها إلى المملكة العربية السعودية للإشراف على تنظيم الوزارات والإدارات والمؤسّسات العامة ووضع القوانين والإجراءات اللازمة للنهوض الإداري في المملكة.

هكذا بدأ فقيدنا الكبير مشواره العملي في ستينيات القرن الماضي، فتولى قيادة الفريق الإداري المنتدَب لتنظيم وزارة الزراعة السعودية، حيث حقق إنجازات مشهودة لا تزال قائمة إلى اليوم خاصة مشروع «صوامع الغلال» الذي يموّن المملكة كلها بما تحتاجه من الحبوب وأوّلها القمح

ومن خلال عمله ونجاحاته الإدارية نسج أفضل العلاقات مع عدد كبير من أركان القيادة السعودية لعلّ أبرزها مع أمير الرياض آنذاك سلمان بن عبد العزيز الذي أصبح اليوم ملكاً

كان هؤلاء المسؤولون يستغربون كيف أنه طوال فترة عمله معهم وبالقرب منهم لأكثر من ربع قرن، لم يطلب شيئاً لنفسه، وكان قادراً على ذلك بسهولة، لكن تربيته وأخلاقه العالية وعزة نفسه جعلته قانعاً مكتفياً بأنه وفّر لعائلته حياة كريمة عزيزة.

وحين عاد فقيدنا ليستقرّ في ربوع الوطن في أواسط التسعينيات، استعان به وزير الإصلاح الإداري يومها الشيخ أنور الخليل للاستفادة من خبراته في مجال التنظيم الإداري، وقد أعطى هذه الوزارة أكثر من عشر سنوات وعمل مع عدد من الوزراء بينهم النائبان السابقان فؤاد السعد وبشارة مرهج، وكان مثال الاستشاري المواظب الذي يقتدي به كلّ الموظفين

 ولأنّ العلم بقي عنده الهاجس الأوّل فقد واصل مسيرة كفاحه حتى أوْصل نجليْه غسان ووسام إلى مراتب علمية عالية حيث يتبوّأ كلّ منهما اليوم موقعه الوظيفي المتقدّم. وقد اختار في السنوات الأخيرة أن يمضي أكثر أيامه معهما ومع أحفاده في الولايات المتحدة، دون أن يمنعه ذلك من العودة كلّ عام لتمضية الربيع والصيف في مجدلبعنا العزيزة على قلبه كثيراً، خاصة أنه كان شغوفاً بالزراعة كما الآباءُ والأجداد فجعل محيط دارته أخضر عامراً

لكن رحلته الأخيرة لم تكتمل مع الأسف الشديد، فخانه الجسد الفاني، ورحل بهدوء وسلام كما عاش كلّ حياته، وقد أوصى مَن حوله بأن يكون مثواه الأخير قرب والديه وأشقائه وأبناء بلدته الذين ربطته بهم أوثق صلات المحبة والأخوّة والصداقة.

ختاماً أتوجه بإسم جميع أفراد العائلة بالشكر الجزيل لكلّ مَن شاركنا وواسانا في مصابنا الجلل، في لبنان وفي الولايات المتحدة.

ونردّد مع الأديب الراحل سعيد تقي الدين أنّ الرجل الكبير لا ينتهي بمأتم، وفقيدُنا الكبير سيظلّ ماثلاً بيننا بالقدوة والعصامية والمحبة وسماحة النفس وغيرها الكثير من الصفات والمزايا التي نفتقدها كثيراً في هذا الزمان

وفي وقت لاحق تقبّلت العائلة التعازي في دارة الراحل في مجدلبعنا حيث حضر معزياً الوزير السابق بشارة مرهج الذي عمل معه الراحل في وزارة الإصلاح الإداري فأشاد بجهوده وعلمه وتفانيه في العمل، كما حضرت معزية السيدة حياة أرسلان ونجلها الأمير عادل أرسلان، مدير الداخلية في الحزب الديمقراطي اللبناني لواء جابر على رأس وفد،  الدكتور عصام شرف الدين، ورؤساء بلديات ومخاتير ووفود وشخصيات اجتماعية وأهلية من منطقة عاليه والجبل.يُذكر أنه كان قد أقيم للراحل مأتم في واشنطن، حيث توافد عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، للمشاركة وتقديم التعازي لزوجته ونجليْه وأفراد العائلة الموجودين في أميركا. وقد ألقى عديله مروان عبد الخالق كلمة عدّد فيها مزايا الراحل وصفاته، وتحدث بإسهاب عن سيرته ومسيرته المميّزة على كلّ الصعد العلمية والعملية والاجتماعية.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى