مقالات وآراء

قليل من الواقعية يا جماعات الحراك

} عمر عبد القادر غندور*

 لا شك انّ الحراك أكد حضوره من خلال المطالب المحقة المتصدية للفساد والطغمة السياسية الناهبة للمال العام وغير ذلك من تفاصيل هي موضع الإجماع الوطني.

 واليوم بعد مرور نحو سبعين يوماً ماذا تحقق؟

 لا شكّ انّ تحقيق المطالب دونه تعقيدات لوجيستية وإجرائية ودستورية يجب التعامل معها بواقعية بعيدة عن ضوضاء الشارع!

 ولعلّ من أبرز هذه التعقيدات بروزحراكينمو كالطفيليات على ظهر الحراك البريء، ويحاول ان يحرفه عن المسار الصحيح، حتى بلغ الأمر تنظيم حلقات حوارية تدعو الى التطبيع مع دولة الاحتلال في فلسطين، وأخرى تستحضر الإرهاب التكفيري تحت عناوين إسلامية، وأخرى لجمعيات مدنية كجمعيات NJO وأخرى وصولية تسعى للاستثمار الشعبوي وأخرى لا نريد ان نتحدّث عنها

 ونرى اليوم التباينات بعد تكليف الدكتور حسّان دياب بتشكيل الحكومة العتيدة، والعقبات التي تؤخر التشكيل ولا تلغيه بانتظار المزيد من المفاوضات وهي لا تنقطعوهي ضرورية

 واللافت انّ الحراك او بعض الحراك يتأرجح بين توجهين.. الأول يدعو الى مقاطعة الرئيس المكلف والثاني إلى إعطائه فرصة لإثبات ما يقول، لا سيما أنّ بلدنا غارق في عيوبه البنيوية والأخلاقية ولم نرث منه إلا التحسّر والتوجّع.

 حتى الآن الناس تتظاهر وتتجمّع في الساحات رغم تناقص أعدادها، دون ان تحقق خطوة علاجية واحدة، وهذا لا يمكن ان يتمّ إلا من خلال مسار دستوري وآليات لحظها القانون ولا يمكن القفز فوقها

 أما من يتصوّر انّ الشعب اللبناني الذي تجذّرت في صفوفه الأحزاب والانتماءات الطائفية، والمتخندق في منظومات مذهبية كالتي تبعثر صفوف الشوارع والساحات حالياً، قد ارتقى الى مصاف الشعوب الوطنية، فهو واهم، لانّ الشعب اللبناني هزّه الضيم لم يعرف الدولة الوطنية اللاطائفية، بل تربّى في ظلّ نظام طائفي بغيض عاجز يلجأ إليه عند حاجته.

 والعبور من الدولة الطائفية الى الدولة الوطنية لا يتمّ بكبسة زر، وهو ما يجب ان يدركه الحراك، وانّ مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة أولى نراها اليوم في فرصة المساعي القائمة لتشكيل الحكومة النظيفة الجديدة، فلا نفوتها ولا خير في التردّد.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى