الوطن

الأردن.. العلاقات مع سورية أولوية وإن تناقضت مع رغبات الحلفاء التقليديين

اتسم العام 2019 بتناقض مصالح الأردن الاقتصادية مع التحالفات التقليدية للمملكة، فبينما كان الشارع الأردني يتطلع لتعزيز حركة التجارة عبر إنعاش العلاقات الأردنية السورية وعودتها إلى سابق عهدها، كان أبرز حلفاء الأردن، الولايات المتحدة، تعدّ العدة لحصار دمشق اقتصادياً.

فقد بدأ العام 2019 برفع الأردن مستوى التمثيل الدبلوماسي مع سورية، فقررت وزارة الخارجية الأردنية تعيين دبلوماسي برتبة مستشار كقائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأردنية في دمشق.

تبع ذلك توجيه رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، دعوة رسمية لرئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ، للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد أعماله في العاصمة الأردنية في مطلع آذار/مارس 2019.

وفي آذار/مارس أيضاً سمحت هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني بالطيران عبر الأجواء السورية، فيما أشارت إلى أنه لم يتم بعد الانتهاء من تقييم مخاطر التشغيل إلى المطارات السورية.

التطوّر في العلاقات الأردنيّة السورية، لم يسِر باقي العام بالتسارع ذاته الذي كان عليه مطلع العام، إذ كشف رئيس مجلس النواب الأردني السابق والبرلماني الحالي عبد الكريم الدغمي أن السفارة الأميركية في بلاده تحاول منع التجار الأردنيين من التعامل مع سورية الشقيقة عبر إرشادات ضد المصالح الأردنيّة والسوريّة برزت مؤخراً.

رغم ذلك بقيت العلاقات قائمة ولو ببطء، ففي منتصف كانون الأول/ديسمبر 2019 استعرض وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني طارق الحموري، خلال اتصال هاتفي مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل، العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وتمّ الاتفاق على ترتيب لقاء يجمع الوزيرين في أقرب فرصة.

هذا وألغت دمشق اعتباراً من الثلاثاء الماضي الرسوم الإضافية على الشاحنات الأردنية الداخلة إلى سورية، والبالغة 200 دولار، وكذلك المارة بطريق الترانزيت لتبقى 10% فقط.

جاء ذلك بحسبما نقلته وكالة «عمون» عن بيان لنقابة أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع الأردنية، عقب اجتماع نقيبها ضيف الله أبوعاقولة مع وزير النقل السوري علي حمود في دمشق أمس، بحضور نقيب أصحاب الشاحنات الأردنيّة محمد خير الداود.

ووفقاً للبيان فقد أعلن الوزير السوري خلال اللقاء عن إلغاء الرسوم الإضافية المفروضة على الشاحنات الأردنية الداخلة إلى سورية، كما أكد حمود استعداد حكومة بلاده للتعاون التام وتقديم مختلف التسهيلات وتعزيز التعاون التجاري بين البلدين.

من جانبه، أكد أبوعاقولة ضرورة إزالة المعيقات والتحديات، التي تحول دون زيادة التبادل التجاري بين البلدين ونقل بضائع الترانزيت عبر أراضي البلدين المتجهة إلى لبنان ودول الخليج العربي والعراق ومصر.

وكان وفد من نقابتي أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع وأصحاب السيارات والشاحنات الأردنية بدأ السبت الماضي زيارة عمل للعاصمة السورية دمشق، بدعوة من اتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سورية.يُذكَر أن الحكومة السورية كانت تستوفي رسوماً إضافية تعادل 200 دولار على دخول الشاحنات الأردنية للأراضي السورية، وترانزيت غير الرسوم المفروضة بنسبة 10%.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى