الوطن

هل كانت الضغوط ضد الاتفاقية خجولة وتمثّلت بتنفيذ وقفات واعتصامات ميدانية بينها حملة «غاز العدو احتلال»؟ الغاز «الصهيوني» يدخل منازل الأردنيين رغم الرفض الشعبي

أعلنت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية، أن الضخ التجريبي للغاز من الكيان الصهيوني بدأ، وسيستمر لمدة ثلاثة أشهر، وأن هذه الخطوة ستوفر نحو 300 مليون دولار على البلاد.

وأثار هذا الإعلان ردود فعل شعبية وحزبية وبرلمانية غاضبة، وجرت محاولات للضغط على الحكومة لإلغاء اتفاقية استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، لكن هذه الجهود لم تثمر، إذ أعلن رسمياً الأربعاء الماضي عن بدء الضخ التجريبي للغاز الصهيوني، تنفيذاً للاتفاقية الموقعة بين الجانبين عام 2016، وتنص على تزويد الأردن بنحو 45 مليار متر مكعب من الغاز، طيلة 15 عاماً.

ويرى المراقبون، أن الضغوط الشعبية ضد الاتفاقية في الأردن، كانت خجولة وتمثلت بتنفيذ وقفات واعتصامات ميدانية بينها حملة «غاز العدو احتلال»، ولم يزد عدد المشاركين فيها على العشرات، ما يسلط الضوء على تراجع اهتمام الأردنيين بقضية التطبيع والعلاقة مع الكيان الصهيوني.

وردّت الحكومة الأردنية على منتقديها، على لسان وزيرة الطاقة هالة زواتي، التي حذرت من أن «ثمن العودة عن اتفاقية الغاز مع شركة نوبل إنيرجي هو 1.5 مليار دولار كشرط جزائي يدفع مرة واحدة».

وفيما تقول أوساط سياسية إن عمّان رضخت لضغوط مارستها الولايات المتحدة بشأن هذه الاتفاقية، يوضح مراقبون أن الاتفاقية تضم كثيراً من البنود المجحفة بحق الأردن، إذ ينص أحدها على أنه «إذا ظهر في الأردن أي حقول غاز فلا يحق للمشتري تخفيض نسبة الاستيراد بأكثر من 20% فقط».

من جانبه قال وزير الطاقة الصهيوني، يوفال شتاينتز، لصحيفة «يديعوت أحرنوت»: «بدأ ضخ الغاز من حقل «ليفياثان» إلى الأردن، وبذلك ستصبح إسرائيل للمرة الأولى في تاريخها مصدرة للطاقة».

وصرّح شتاينتز لموقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» صباح أمس: «انطلقت وفي هذه الدقائق بالتحديد عملية ضخ الغاز إلى الأردن، وخلال أسبوع إلى عشرة أيام سنبدأ بضخه إلى مصر».

ووصف شتاينتز ذلك بأنه يوم احتفال بالنسبة لكيانه الاستعماري وخطوة في غاية الأهمية من ناحية الاقتصاد الكلي والجيوسياسة، موضحاً أن ضخ الغاز من ليفياثان سيجلب إلى كيانه عشرات مليارات الدولارات خلال السنوات الـ25 المقبلة.

من جانبها، وصفت الشركات المشغلة للحقل، وهي Noble Energy و Delek Drilling و Ratio، في بيان مشترك، بدء ضخ الغاز من الحقل بأنه «نقطة تحول تاريخية في الاقتصاد الإسرائيلي»، موضحة أنه من المتوقع أن تسفر بداية الإنتاج عن انخفاض فوري في أسعار الكهرباء المحلية وبدء الصادرات».

وشدّدت الشركات الثلاث على أن الكيان الصهيوني بهذه الخطوة سيصبح، لأول مرة في تاريخه، مصدّراً هاماً للغاز الطبيعي.

وتمّ اكتشاف حقل «ليفياثان» عام 2010 على بعد 130 كيلومتراً غربي مدينة حيفا المطلة على البحر المتوسط، وتشير التقديرات إلى أنه يحتوي على 535 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، علاوة على 34 مليون برميل من المكثفات.

وفي العام الماضي، أبرمت Noble Energy، ومقرّها في الولايات المتحدة، و Delek الصهيونية صفقة غير مسبوقة بقيمة 15 مليار دولار مع شركة Dolphinus المصرية تقضي بتزويدها بـ 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال عشر سنوات من «ليفياثان» وحقل تمار الأصغر.وصادق وزير الطاقة الصهيوني منتصف ديسمبر الماضي رسمياً على بدء تصدير الغاز إلى مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى