عربيات ودوليات

فرنسا وتركيا في سجال لم ينتهِ بعد وقلق روسيّ من تغذية الصراع

تقرير إخباري

أعرب مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي، عن قلق بلاده من «انتهاك حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا»، وأعلن «دعوة موسكو للجهات الخارجية الفاعلة إلى التوقف عن تغذية الصراع».

وقال نيبينزيا في كلمته أمام مجلس الأمن «نعرب عن قلقنا إزاء التقارير المتعلقة بانتهاكات الحظر المفروض على الأسلحة ونؤكد ضرورة وقف الجهات الخارجيّة الفاعلة عن تغذية الصراع».

وأضاف نيبينزيا أن «الانتشار غير المشروع للأسلحة في ليبيا يزعزع استقرار الوضع الأمنيّ في البلاد وفي منطقة الساحل».

فيما دعا مجلس الأمن القومي التركي، أمس، جميع الدول لـ»دعم الجهود الرامية إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا».

وأكد مواصلة دعمه لـ»حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها من الأمم المتحدة، لإرساء السلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد».

كما أكد على «الحزم في اتخاذ تدابير إضافية لمواجهة الإرهاب في مختلف مناطق سورية، وفي مقدمتها إدلب».

وشدّد المجلس كذلك على «حرص أنقرة على حماية الحدود الجنوبية للبلاد، وضمان أمن المجتمعات الصديقة والشقيقة».

فيما أعرب عن قلقه من «التوتر الأميركي الإيراني»، وجدد دعوته إلى «ضبط النفس من أجل حماية السلام والاستقرار».

وأكد مجلس الأمن القومي التركي، على أن «خطة السلام الأميركية المزعومة، تهدف إلى إضفاء الشرعية على سياسات الاحتلال والتدمير والقمع في فلسطين والقدس».

بدوره، رحّب رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، بقرار فرنسا إرسال فرقاطات حربية إلى شرق البحر المتوسط، استجابة لاشتداد الخلاف مع تركيا بشأن احتياطيات الطاقة الإقليمية، بحسب صحيفة «الغاريادن».

وقالت الصحيفة إن «ميتسوتاكيس وصف هذه الخطوة، في حديث للصحافيين بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنها ضامنة للسلام».

وأضاف رئيس الوزراء اليوناني: «السبيل الوحيد لإنهاء الخلاف في شرق البحر المتوسط هو العدالة الدولية، تنتهج اليونان وفرنسا إطارًا جديدًا للدفاع الاستراتيجي».

وزار ميتسوتاكيس العاصمة الفرنسية، أول أمس، بهدف حشد الدعم من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي سيطر فيه الخلاف مع تركيا على جدول أعمال حكومته خلال الأشهر الماضية، فيما تعهد ماكرون بتعزيز الروابط الاستراتيجية مع اليونان. يبدو أن الخلاف بين فرنسا وتركيا حول الأزمة الليبية، بدأ يأخذ أبعاداً أوسع وأكثر تأثيراً على مستوى العلاقة السياسية بين البلدين في ظل الاتهامات المتبادلة بين أنقرة وباريس، حول الالتفاف على نتائج مؤتمر برلين بدعم طرفي النزاع الليبيين.

وكان قد اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي أول أمس، بـ»عدم الوفاء بالوعود التي قطعها في برلين»، وذلك بعد وصول سفن حربية تركية ومقاتلين سوريين إلى ليبيا.

وأعرب ماكرون عن قلقه «مما يتعلق بسلوك تركيا في الوقت الحالي وهو ما يتناقض تماماً مع ما التزم به الرئيس إردوغان في مؤتمر برلين»، مضيفاً أن «الخطوات العسكرية التركية الجديدة تعدّ انتهاكاً واضحاً وخطيراً لما تم الاتفاق عليه. إنه إخلاف للوعد».

وردّ المتحدث باسم وزراة الخارجية التركية حامي أقصوي بالقول إن «فرنسا هي الفاعل الرئيسي المسؤول عن المشكلات في ليبيا منذ بدء الأزمة»، متابعاً أنه «لم يعد سراً أن فرنسا تقدّم دعماً غير مشروط لحفتر، بحيث تكون صاحبة الكلمة في موارد ليبيا الطبيعية».

لكن الخلاف التركيالفرنسي غير متوقف على المستجدات الليبية، والاتهامات المتبادلة بين البلدين تعود إلى فترة سابقة، ففي مطلع كانون الأول 2019 انتقد ماكرون التدخل التركي في شمال سورية، قائلاً إنها «تقاتل ضد من قاتلوا معنا» عانياً الكرد، ومضيفاً أن تركيا «تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش».

وتواصل التوتر بعد وصف الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان ماكرون بـ»المبتدئ» و»الميّت دماغياً»، متوجّهاً إليه بالقول إن «عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك. لا تناسب تصريحات من هذا النوع إلا أمثالك الذين هم في حالة موت دماغي»، وذلك بعد وصف ماكرون حلف شمال الأطلسي بأنه «ميّت دماغياً» قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في 3 كانون الأول.

وهنّأ الرئيس الفرنسي المؤرّخ التركي تانير أكشام، بعد تأليفه كتاباً نشر فيه برقيات عثمانية أمرت بتنفيذ «الإبادة الأرمنية»، ومنحه «ميدالية الشجاعة».

وتوجّه ماكرون لأكشام مؤلّف كتاب «أوامر بالقتل» قائلاً «أخرجتم ما أراد البعض إغراقه في النسيان» مشيراً بذلك إلى تركيا، ومضيفاً «لا نبني أي تاريخ كبير على كذبة».

وندّد ماكرون بالاستراتجية التركية التي «تهدف إلى توسّع جديد في الشرق الأوسط وإنكار الجرائم والعزم على استعادة قوة الماضي، ماضٍ وليد الخيال إلى حدّ كبير».

هذه الاتهامات والاستفزازات الأخيرة، تؤكد ما سبق وأعلنه الباحث في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية ديدييه بيليون، إن تدهور العلاقات بين فرنسا وتركيا بات «تقريباً بدرجة الخطورة نفسها التي سُجّلت في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى