أخيرة

فلسطين برسم البيع… واعرباه

د. سلوى أيوب خليل*

وتبقين يا فلسطينعصيّة على البيع، وعلى مخططاتهم السوداء، وإنْ تكالبوا على استباحة عرينك الصلب.

وتبقين يا فلسطين، أنشودة الأطفال في الضحى والعشيّات الباردة رغم البنادق الملغومة بالنار،

استباحوا الحلبة يا فلسطين، ونسوا أنّ شعبك سيبقى البطل بلا منازع على مسرح الحلبة المغمّسة بدماء شهدائك.

أيا فلسطين، ما أصعب الكلام حين العرب نيام، وحين أجراس كنيسة المهد في بيت لحم تئنّ من الوجع، ومآذن الجامع الأقصى تتلوّى من الحزن على ما آل إليه الحال من تخاذل وشرذمة في أمة العرب، حين الصوت القويّ في واشنطن يعلنك صفقة للبيع.

لاومليون لالن يفلحوا مهما علا التصفيق وعلت البسمات فوق الوجوه النتنة، ومهما غرس البعض من العرب آلامهم عبر كتمان الجراح المخضّبة بدم كلّ شهيد سقط من أجل تحريرك من العدو الغاصب «إسرائيل».

إنهم لا يدرون ماذا يفعلون، حين يهوذا العصر يتنكّر لشعائر وطنه الحرية والديمقراطيّة وحق الشعوب في تقرير المصيروشعبك يا فلسطينرفع قراره الأوحد، حين اتخذ القرار، منذ زمن الوعد المشؤوم، أنّ الرجوع إليك.. سيكون يوماً إلى كلّ حي من أحياء مدنك وقراك، وأنك لن تكوني يوماً في خانة النسيان، ما دام كلّ يوم يولد مولود فلسطينيّ وبين كفيه جمار النار.. التي ستحرق العدو الصهيوني إنْ عاجلاً أم آجلاً.

أما القدس مدينة المدائن، وقبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين فقد نسوا أنها المدينة المقدّسة التي لا يمكن لمسيحي عربي أو لمسلم في أقطار العالم قاطبة ألا يرفع الصوت قائلاً: عيوننا إليك تشخص كلّ يوميا قدس يا مدينة المدائن.

صفقة العار أرادوها موعداً لهم يا قدسفي ربوعك، ونسوا أنّ موعد كلّ فلسطيني وعربي حرهو معك عاصمة مقدّسة لفلسطين المغتصبة، حين الزحف إليك هو الأمل المنتظر من أجل تحريرك من غطرسة هذا العدو، الحالم باغتصاب مجدك وقدسيّتكولات ساعة مندم حين إشارات النصرنصركلن تخفض ولن تموت.

لقد بلغ السيل الزبى، وفعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخاضع حالياً لقرار بإقالته من سدة الرئاسة الأميركية التي جعلها مطيّة لنزواته الهمايونية ولمصالحه مع نتنياهو المجرم والفاسد ومن خلفه من الصهاينة، علماً أنّ بانتظاره محاكمة وعقوبات بالفساد لن تغفر له السعي للتعجيل بإعلان صفقة القرن، بالتنسيق والتعاون مع صهر الرئيس الأميركي الصهيوني جاريد كوري كوشنر اليهودي الأميركي.

ما أصعب الكلام يا فلسطين، حين يؤلمنا الجرح، والجرح الذي لا يندملهو في مسارنا قضيتكالتي لا تسقط من يومياتنا مهما تلوّنت الأقدار، فأنت ما زلت في البال العنوان الأول والأخير للكرامة العربية، التي يرفعها كلّ عربي مؤمن بحق الفلسطيني بالعودة إلى أرضه ووطنه، أرض فلسطين المقدّسة.

حريّ بنا ألا ننساك، وننسى أنّ فلسطين بالنسبة لكلّ عربي هي البوصلة التي ترشد الجميع إلى الحق القويم، حيث في النهاية لا يصحّ إلا الصحيح، والصحيح هو أنّ القدس لنا، وهي العاصمة الثابتةلفلسطين الحرة والأبية.

*رئيسة ديوان أهل القلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى