الوطن

أنقرة تعترف بمقتل 8 من جنودها أثناء تقدّم الجيش السوري واستعادته قرىً في ريف إدلب.. وتكثيفه ضرباته على مواقع الإرهابيين في ريف حلب

قلق روسيّ من تواصل أعمال التنظيمات الإرهابيّة في إدلب.. وطهران ترى من حق سورية تحرير أراضيها من الإرهاب

تكثّفت الاتصالات الروسية التركية لتأكيد الالتزام «الصارم بالاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها في 17 سبتمبر 2018 في سوتشي».

وتأتي هذا الاتصالات على خلفية تطور المواجهات في ريف إدلب، وذلك بعد مقتل 8 أتراك بينهم 5 جنود و3 إرهابيين بنيران الجيش السوري خلال تقدّمه وملاحقته للإرهابيين في الاراضي السورية.

وكانت الخارجية الروسية قالت أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في اتصال هاتفي الوضع في إدلب السورية.

وذكرت الوزارة أن الجانبين «بحثا بصورة شاملة سير التسوية السورية، مع التركيز على الوضع في منطقة إدلب لوقف التصعيد».

وشدد الوزيران على «أهمية إتمام فصل المعارضة السورية المعتدلة عن العناصر الإرهابية، والوقف الفوري لجميع أنواع الاستفزازات التي تستهدف المدنيين والقوات المسلحة السورية».

كما بحثا «الخطوات العملية اللاحقة التي ستتخذها الدول الضامنة لعملية أستانا لتطبيع الوضع على الأرض ورفد الجهود التي تبذلها اللجنة الدستورية السورية».

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن التنظيمات الإرهابية في إدلب لا تزال تواصل أعمالها الإرهابية معرباً عن قلق روسيا العميق بهذا الشأن.

وقال بيسكوف للصحافيين أمس في موسكو ما زلنا قلقين بشأن استمرار نشاط الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة من سورية.

وكان بيسكوف أشار في تصريح للصحافيين الجمعة الماضي الى أن الوضع في إدلب لا يزال «سيئاً» مع وجود عدد كبير من الإرهابيين الذين يرتكبون بشكل متواصل أعمالاً عدوانية وهجمات إرهابية ضد الجيش السوري وكذلك ضد قاعدة حميميم في ريف اللاذقية وهذا يتسبّب بإثارة قلق موسكو العميق.

وفي السياق، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن من حق الدولة السورية تخليص جميع أراضيها من الإرهاب، مشدداً على ضرورة احترام الدول الأخرى قرار الدولة السورية بالحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.

وأوضح موسوي في مؤتمره الصحافي الأسبوعيّ أمس، أن من حق الدولة السورية تحرير ما تبقى من الأراضي السورية من الإرهاب التكفيري والحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها، وذلك في إشارة إلى عمليات الجيش السوري في إدلب وأطرافها.

وجدّد موسوي التأكيد على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده، لافتاً إلى أن الحل السياسي هو الوحيد لتسوية الأزمة في سورية، ومشيراً في هذا الصدد إلى أهمية مسار أستانا للتوصل إلى ذلك.

ميدانياً، اعترفت أنقرة أمس، ارتفاع عدد قتلى جيش الاحتلال التركي في إدلب السورية إلى 8، بينهم 3 مدنيين، بحسب وصفها.

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت صباح أمس، مقتل 4 جنود أتراك وإصابة 9 آخرين، في قصف للقوات السورية في إدلب.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان «إنها ستحاسب منفذي هذا الهجوم وسنستخدم حق الدفاع المشروع في حال وقوع اعتداءات مماثلة»، بحسب تعبيرها.

وكانت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، أفادت بأن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وقادة في الجيش التركي يتوجّهون إلى الحدود مع سورية، بعد مقتل جنود أتراك في إدلب.

في غضون ذلك، كانت قد سجلّت تحركات لأرتال الإرهابيين للاختباء تحت حماية النقاط التركية.

وبحسب المصادر الميدانية فإن إطلاق نارٍ بدأ فجر الأحد من إحدى النقاط التركية المُنشأة حديثاً، ما جعل من هذه النقطة هدفاً للجيش السوري المتقدّم على المحور ذاته، لتكون النتيجة 8 قتلى و9 مصابين من الجيش التركي، في حادثة ليست الأولى من نوعها، حيث كانت تكرّرت سابقاً في ريف حلب الجنوبي الغربي على محور «الراشدين» بشكل خاص.

وهناك 13 نقطة للاحتلال التركي منتشرة في الشمال السوري، حاصر الجيش 4 منها «مورك، الصرمان، معرحطاط، الراشدين»، الأمر الذي جعل من إقدام أنقرة على إنشاء 4 نقاط جديدة خلال المعركة التي استأنفها الجيش مؤخراً لتأمين الطرق الدولية التي عجزت اتفاقيات «سوتشي» و»أستانا» عن تحقيقها، أمراً مستغرباً، حيث يثير تمركز النقاط التركية الجديدة في محيط «سراقب» علامات استفهام حول توقيت إقامتها، ويؤشّر على أن ما يجري في الميدان ضرب عرض الحائط باتفاقيات «أستانا» و»سوتشي» رغم إعلان موسكو وأنقرة أمس، عن التزامهما بتلك الاتفاقيات.

وفي السياق، كثفت وحدات من الجيش السوري ضرباتها على مواقع انتشار وتحصينات التنظيمات الإرهابية غرب مدينة حلب وجنوبها الغربي، وذلك في إطار عملياتها المتواصلة للقضاء على الوجود الإرهابي في هذه المناطق ووضع حد للاعتداءات الإرهابية على المدنيين في الأحياء السكنية لمدينة حلب.

وذكر مصدر أن وحدات الجيش وبعد متابعة ورصد تحركات إرهابيي «جبهة النصرة»  والتنظيمات المتحالفة معهم واصلت عملياتها في ضرب مواقع الإرهابيين وتحصيناتهم ومحاور تحركاتهم في الأطراف الغربية لمدينة حلب وجنوبها الغربي ونفذت سلسلة مكثفة من الرمايات المدفعية والصليات الصاروخية على مواقعهم في المنصورة وكفرداعل والأتارب التي تشكل رافداً للتنظيمات الإرهابية ومراكز إمداد لهم.

وبيّن المصدر أن عمليات الجيش أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير تحصينات لهم وأسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.

وحرّرت وحدات الجيش العاملة بريف حلب الجنوبي الغربي قريتي خلصة والقراصي على محور بلدة خان طومان الغربي بعد القضاء على آخر تجمّعات الإرهابيين فيهما.

وكانت وحدات الجيش السوري واصلت عملياتها المركزة على تجمعات التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتقدّمت على محور سراقب بعد أن حررت قرى جوباس وسان وترنبة وقضت على آخر تجمّعات الإرهابيين فيها.

وخاضت وحدات الجيش اشتباكات عنيفة بعد ظهر أمس مع التنظيمات الإرهابية ودحرتها من المناطق التي كانت تنتشر فيها على محور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي وحررت قرية ترنبة فيما تخوض اشتباكات عنيفة مع التنظيمات الإرهابية في قرية النيرب شمال الطريق الدولي حلب اللاذقية بين سراقب وأريحا.

ولفتت وحدات الجيش أن «بتحرير وحدات الجيش بلدة ترنبة الواقعة إلى الغرب من مدينة سراقب وتجاوز الطريق الدولي حلب اللاذقية تكون قد قطعت خطوط إمداد الإرهابيين بين مدينتي سراقب وأريحا».

وكانت تقدّمت وحدات الجيش على محور مدينة سراقب وحررت قريتي جوباس وسان جنوب غرب المدينة، مشيرة إلى أنه وخلال ملاحقة فلول الإرهابيين واستهدافهم قتل 4 جنود أتراك وأصيب 9 آخرون وردت قوات النظام التركي باتجاه الوحدات العسكرية دون أن يُسفر ذلك عن أي إصابة أو ضرر.

وحرّرت وحدات الجيش أول أمس، قرى انقراتي وكفربطيخ وكفرداديخ في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية موسّعة من نطاق عملياتها العسكرية على اتجاه مدينة سراقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى