ثقافة وفنون

في توالد المعرفة الشابّة

} رضوان هلال فلاحة*

المعرفة الشابة، القيّمة التوالدية لجينيّة معرفية للسيرورة الإنسانية المنتجة لمفاعيل الوعي المنجز  للفكر، ومفاهيمه، عبر صيروراتها المتباينة بيئياً بهويّتها الإنسان، ومتلازمته الإبداع الفعل الإنساني الذي يتجلّى بصور الحراك النشط أفقياً، والمتنامي عمودياً بالأُسّ المعرفة والمتحوّل بالموهبة، السؤال الأكثر ذكاءً في ماهية الجدل المعرفي.. المفتّق لسواقي الإبداع الإنساني، النازع ماهية في ثنائيته البقاء الفناء إلى الأثر الخالد، والذي يؤصّل لحدوثه معرفة صراع الأزل. فالتشييء تراكمي الإجابات، والإجابات بديهيّات الأسئلةوالتي لا بدّ أن تخضع في الدورة المعرفية الشابة للحفر، وربما الهدم، بغائيّته البنائية. وهنا، لا يمكن الجزم يقيناً بالذروة المعرفية أو الصفر المعرفي، إنما هي العملية الانتقائية، الحيوية الأفكار، في انتقالاتها المركزية بأبجديات معرفية تؤسس لدورة معرفية اكثر اتساعاً بعلائقية عضوية بين الأبجدية الإشارية والأبجدية المعرفية، علائقية بمشروطية الانتماء الإشاري لمفاهيم الوعي لجدلية الدالّ والمدلول الإنمائية للدورة المعرفية.

والانتقائية لا تخضع لمصادفة الطفرة غير العاقلة. فالانتخاب المعرفي، فعل الإدراك العاقل بالضرورة، لا يأتي بتزاحم الكم العبثي.. أو بتداعيات اللاهوية، وهو أحد مخاضات الفكر الاستهلاكي لمجتمعات المرحلة المعرفية القابلة للاهتراء، والمُفضية للطفيلية والرِّمية المعرفيةالمفعّلة للصراع بين الجيل المحصّل للكم الاستجلابيّ للقيمة الرمزية، والجيل المفرّط بهذه القيمة، مشكّلاً عوامل المناخ الأكثر قابلية للصراع بين الاتجاه المقدّس للقيمة الرمزية، لكونها تشكّل عنصر ديمومة بالاتصال الاستنساخي النمطي، مفرزة شتّى أدوات الحفاظ على الأبوّة الإخصائية؛ لتكون النتيجة هي الانفلات الذي لا يخرج عن كونه مسعىً عبثياً مراهقاً معرفياً، يؤجّج مقدّماً محاولات اغتياله لهذه الأبوّة، ويستدرك مؤخّراً أنه في مدار اللاتعريف لعدم امتلاكه مفهوماً يدلّل به على ماهية خطاب فكري ما، فيجتهد لإعادة تعريفه ضمن العامل الأكثر موضوعية في نضوج التجربة، أو عدم نضوجها، بمعايرتها بأنماطها الدراسيّة كمقاربة تتحايل على المفاهيم، وهي المُشكِل الذي يُفضي إلى كثير من الالتباسات، التي تعطّل آليات العقل المدرك للتأصيل الجدلي للمفاهيم، وتكرّسها لجملة الأداء الوظيفي الدائر بين تنازعات الاستهلاك الاستجراري والاستسهالي، التي تفرز عناصرها الرديئة، المغيّبة عن مداليل الوعي الجيني للأضداد المعرفية..

*شاعر وناقد أدبي، له مجموعتان شعريتان.

وهو عضو اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى