أولى

نقاط مراقبة أم احتلال؟

 د. أحمد مرعي _

هناك نقاش يدور حالياً حول معركة إدلب، ومدى التزام التركي بتفاهمات سوتشي واأستانة من جهة، واتهامه لروسيا بخرق هذه التفاهمات من جهة أخرى.

واضح أنّ التركي ماطل منذ البداية في تنفيذ ما اتفق عليه في سوتشي واستانة لجهة الالتزام بمحاربة التنظيمات المصنفة على قوائم الأمم المتحدة بأنها إرهابية. وأكثر من ذلك لا يزال التركي راعياً للمجموعات الإرهابية بمختلف مسمّياتها. فهذه المجموعات الإرهابية هي أوراق بيد تركيا تستخدمها في الحرب ضدّ سورية، وتحاول استثمارها في إطار الحلّ السياسي المقبل.

هناك كلام تركي يزعم بأنّ تركيا لم تُعطَ الوقت الكافي للتخلص من المجموعات الإرهابية بهدوء، وذلك بسبب العملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري ضدّ الإرهاب في إدلب، غير أنّ الحقيقة هي أنّ التركي وعلى مدى ثمانية أشهر لم يفعل شيئاً، سوى المزيد من تقديم الدعم للإرهابيين.

يحاول التركي اليوم من خلال الخطاب الرسمي وعبر الصحافة وعبر محللين أن يحيّد جبهة النصرة الإرهابية، وهو يروّج بأنّ النصرة ليست جزءاً من المعركة الحاصلة في إدلب، في محاولة منه لتمرير مزاعمه بأنّ العمليات العسكرية السورية تستهدف جماعات يصنّفها التركي بـالمعتدلة، في حين شاهد الجميع ما يُسمّى بـالعصائب الحمرفي إدلب وهم يشاركون في المعارك ضدّ الجيش السوري، وهذا فصيل إرهابي متطرّف يتبع مباشرة لجبهة النصرة الإرهابية، ويعتمد تنفيذ العمليات الانتحارية أسلوباً لتحقيق أهدافه، مع الإشارة الى أنّ الإرهابي أبو محمد الجولاني ظهر في إدلب على رأس اجتماع لـالعصائب الحمر”!

يقول التركي إنّ تقدّم الجيش السوري أدّى إلى محاصرة نقاط المراقبة التركية، زاعماً أنّ هذا الأمر يُعدّ خرقاً لتفاهمات سوتشي واستانة. وهذا في سياق عملية التضليل والخداع التي اعتمدها التركي منذ تفاهمات سوتشي واستانة، واستخدمها مظلة لمواصلة عدوانه على سورية من خلال دعم الإرهاب، وانتهاك السيادة السورية من خلال غزوة جنوده لعدد من المناطق السورية.

السؤال: أيّ دور لنقاط المراقبة التركية في ظلّ فشلها في تنفيذ الأهداف التي أنشئت من أجلها؟ ولماذا إصرار تركيا على تجهيل واقع احتلالها أراضي سورية خلال عمليات متتالية هي درع الفرات وغصن الزيتون ومؤخراً الأراضي التي احتلتها في عملية نبع السلام؟

حتى كتابة هذه السطور، 9 نقاط تركية أصبحت ضمن مناطق سيطرة الجيش السوري من أصل 12 نقطة مراقبة، وعملياً التحرّك العسكري الحاصل هو تغيير في الواقع الميداني الذي لا بدّ أن يؤدّي إلى إلغاء هذه النقاط، والتي كانت أولى مظاهر الاحتلال العسكري التركي.

بناء على ما تقدّم، فإنّ أولى نتائج المعركة التي يخوضها الجيش السوري ضدّ الإرهاب يجب أن تكون إزالة نقاط المراقبة التركية من على الأرض السورية

*عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القوميّ الاجتماعيّ، عضو مجلس الشعب السوريّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى