أنشطة قومية

عمدة الإذاعة في «القومي» بمناسبة الأول من آذار: قضيتنا قضية حق ثابت في التحرّر والوحدة والتطوّر

 

أصدرت عمدة الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة ذكرى مولد باعث النهضة أنطون سعاده، بياناً استهلته بالقول: يشكل الأول من آذار محطة فارقة في فهم القوميين الاجتماعيين لفكر أنطون سعاده. إنّ الإحتفال بمولد الشارع صاحب الدعوة، يتعدّى شخص سعاده إلى رمزية هذا التاريخ تحديداً في مسيرته وما أراد له أن يكون وقد وقف زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤدّياً قسم الزعامة في الأول من آذار عام 1935 ملتزماً بالعمل الدستوري والمؤسّساتي وواضعاً نفسه في خدمة القضية القومية الاجتماعية.

أضاف البيان: وضع سعاده بناء فكرياً جعل فيه العقل هو الشرع الأعلى، مطلقاً نهجاً واضحاً لتأسيس عقليتنا المجتمعية على المعارف والحقائق العلمية. أسّس بذلك زعيم الحزب مدرسة علمية في الاجتماع السياسي تقوم على المنهج القومي الاجتماعي في دحض الأوهام والخرافات واعتبار التطوّر هو الناموس العام ومراقبته في المجتمعات البشرية ودرس عوامله وظواهره هو الأساس لإمكانية فهم القوى النفسية والمادية المنتجة في أيّ مجتمع، لا سيما المجتمع السوري.

وبما أنّ «المجتمع معرفة والمعرفة قوة» وتحديداً معرفة المجتمع لنفسه بناءً على منهج التفكير القومي الاجتماعي من حيث هو دراسة الهيئة الاجتماعية الواحدة وعوامل تطوّرها وما ينتج عنها في الاجتماع والاقتصاد والسياسة والمصالح الخارجية، بهدف وضع خطة تؤدّي إلى إطلاق القوى الكامنة وإحداث نهضة هذا المجتمع. والمعرفة عند سعاده كفيلة بإيجاد المبادئ الحقيقية التي تخدم قضية المجتمع، ومن هنا كانت غاية ومبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي بناء على هذه المعرفة للحقائق التي تتسم بالشمولية والواقعية والعلمية. والقومية الاجتماعية هي هذا المنهاج الاجتماعي الذي يتحقق في المتحدات وفي مؤسّسات المجتمع القومي والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بها.

سعاده، من تعدّدت مداركه ومزاياه، فهو المفكر والمعلم والفيلسوف وعالم الاجتماع، يبقى الأهمّ أنه صاحب قضية، هي القضية السورية، قضية المجتمع السوري، المتمثلة في غاية الحزب ومبادئه وقد حدّدها في مقدمة دستوره، ومن هنا لا تنفصل هذه القضية عن وحدة المنهج الفكري ووحدة الاتجاه الفكري في كلّ عمله ونضاله ونتاجه.

الأول من آذار في بُعده العقدي هو الالتزام بالقضية السورية والمنهج الفكري القومي الاجتماعي وهو التزام بالقسم والدستور والمؤسسات التي تحمل هذه القضية، هو التمسك بغاية الحزب السوري القومي الاجتماعي ومبادئه الضامنة لتحقق مصلحة المجتمع السوري ووعيه لنفسه وحقيقته ووجوده، والعمل في سبيل نهضته وبعث حيويته وإقامة نظام جديد فيه وإنشاء جبهة عربية، وهي قضية لا يضطلع بها إلا أقوياء النفوس تحقيقاً لمصلحة سورية بوجه المصالح الفردية والفئوية والمذهبية والمناطقية.

بذلك وضع سعاده في الأول من آذار مضامين هذه الذكرى لكلّ قومي اجتماعي، فلا ينفصل هذا اليوم عن الوقفة عند أداء القسم حيث يقسم كلّ منا بشرفه وحقيقته ومعتقده على العمل في سبيل القضية القومية الاجتماعية، والتمسك بمبادئ الحزب ودستوره ومؤسّساته واتخاذ سعاده قدوة ومعلماً وزعيماً في العمل والنضال والعطاء حتى الشهادة.

وأكد البيان أنّ القضية السورية، قضية كبرى وتحقيقها يتطلب العمل الكثير في ظلّ واقع نتعامل معه كلّ يوم، بدءاً من انقسام المجتمع الداخلي وفوضى هويات الجماعات التي تتحكم بأبنائه، وتشتت قواه في المحيطين العربي والدولي، وتثبيت حدود وهم «سايكس بيكو» لترسيخ فصل الجغرافيا، واحتلالات استيطانية لا سيما التركية واليهودية منها تزيد من عوامل الضغط على المجتمع السوري وتسعى لتفككه في سبيل تحقيق أطماعها، ورغم كلّ هذه الظروف هذه القضية هي قضية وجودنا وانتصارها ضمانة المستقبل، وقد آمن سعاده بقدرة نساء ورجال نهضويين يعون هذه المخاطر ويدينون بوحدة سورية ووحدة مصيرها ووحدة مجتمعها ويناضلون لتحقيق القضية السورية لردّ اعتبار الأمة وشخصيتها أمام كلّ من يحاول طمس حقيقتها.

ونقول هنا ألا سبيل للتصدي للقضية السورية لأنها قضية حق وحقنا ثابت في التحرر والوحدة والتطور، ولدى أبناء العقيدة القومية الاجتماعية حجّتهم العلمية والحقائق بأنّ سورية أمة وشعبها واحد ومستقبلها واحد فلا تنفصل المسألة الفلسطينية عن انتصار الشام وتحصين العراق وحماية لبنان ولا يمكن عزل مسألة اقتصاديات كيانات الأمة وأمنها وحماية ثرواتها بعضها عن بعض، كلّ سورية تتوحد اليوم في المواجهة بأشكالها المختلفة العسكرية، السياسية، الاقتصادية والاجتماعية وهي حقيقة اليقظة القومية التي تظهر في هذه المخاطر.

وتوجّه البيان إلى السوريين القوميين الاجتماعيين بالقول: أنتم حملة القضية الأساس، أنتم مسيرة الشهداء والوعي القومي، أنتم المعرفة المعبّقة بنور اليقين، أنتم الإلتزام المطلق بالدستور والعقيدة، أنتم من تمثلون اليوم النقطة الفاصلة في تاريخ هذه الأمة وتقدّمها ومن اضطلعتم بتحقيق العمل الخطير في سبيل خير المجتمع السوري كله ووحدته وتحرّره ونهوضه، ولا سبيل للانتصار إلا بالحقيقة التي هي أنتم.. حزبكم هو الخلاص الوحيد لهذه الأمة والبيئة النضالية اللاطائفية الوحيدة في هذا الشرق.. ثقوا بأنفسكم وبعقيدتكم وتمسّكوا بحقكم بالحياة والارتقاء فالمستقبل لكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى