ثقافة وفنون

تجربة التشكيليّ فداء منصور الفنيّة «الدائريّة»… مناخات مختلفة تتجّه نحو الدهشة والمفاجأة

} محمد سمير طحان

يسعى التشكيلي فداء منصور إلى تطوير تجربته الفنية الأخيرة التي أطلق عليها اسم «الدائرية» من خلال الولوج لمواضيع متنوّعة ومناخات لونيّة مختلفة خالطاً بين الشخوص والأمكنة والطبيعة نحو الدهشة والمفاجأة بعيداً عن التقليدية والمتوقّع.

منصور الذي كان من المقرّر افتتاح معرضه الفردي الجديد خلال هذا الأسبوع في غاليري مصطفى علي تحت عنوان «الأمومة» يقول عن التجربة الدائرية: اتجهت إلى الدائرية العام الماضي وقدمتها في معرضي الفردي بصالة أدونيا وكانت غريبة وصادمة للبعض ولاقت الكثير من الاستغراب والنقد والنجاح بوقت واحد وجاء مؤشر النجاح عبر اقتناء معظم الأعمال من قبل جمهور الفن في سورية وخارجها.

وتابع: رغم اختلاف الآراء حول تجربتي الدائرية تابعت تطويرها وقدمتها للمرة الثانية في العام ذاته في معرض فردي بصالة لؤي كيالي وبعدها شاركت بعمل منها في معرض الخريف السنوي ثم بعملين في غاليري النحات مصطفى علي بمعرض اللوحة الصغيرة حيث لاقت الترحيب.

وأوضح الفنان فداء أنه جهّز عشرين عملاً جديداً لمعرضه الفردي الذي كان مقرراً في غاليري مصطفى علي بفترة قياسية نسبياً مركزاً حول خصوصية أسلوبه الفني رغم اشتغاله لسنوات بتقنيات ومدارس فنية عدة ومنها الخط العربي.

ويحاول فداء إيصال تجربته الدائرية إلى آفاق من الجمال والخصوصية المتفردة ليهرب بها من الزوايا الحادة والضيقة. فالدائرة عنده شكل أنثوي مرن وجميل فيه التكامل والقوة في الوقت ذاته ويحمل قيم الحوار والسلام ويصبّ في إطار البحث والتجديد في التجربة الفنية باستمرار لدى الفنان.

وعن عمله في التدريس في المعهد التقاني للفنون التشكيلية والتطبيقية يقول منصور: عملي بتدريس الرسم يتوافق مع موهبتي وأنا أمنح تجربتي بمحبة لطلابي لأن الرسم موهبة وشغف إلا أننا نعطيه للطلاب بشكل أكاديمي في المعهد. وهذه مرحلة طويلة وصعبة أحبذ الخوض فيها طويلاً ليصل الطالب إلى بصمته الفنية الخاصة.

ويجد الفنان فداء أن الحركة الفنية السورية تمتلك اليوم مبدعين كثراً يتنافسون في ما بينهم ضمن الظروف الصعبة التي يعيشونها، معتبراً أن التنافس الإيجابي البعيد عن الممارسات السلبية سيوصل أصحاب المشاريع الفنية الحقيقية والمتفرّدة إلى العالمية.

ويعبر الفنان فداء عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري ويختم بالقول: المخاض الفني الذي يعيشه هذا الفنّ حالياً سيفرز تجارب جميلة ومحاولات نحو خلق أساليب وأفكار أكثر جدية يجب أن تأخذ وقتها للنضوج.

والفنان فداء منصور من مواليد مدينة جبلة تخرّج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1999. أكمل فيها الدراسات العليا وهو مدرس في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية له معارض فردية عدة والعديد من المشاركات في معارض جماعية داخل سورية وأنجز جدارية فنية بعنوان طريق الحرير على سور سفارة الصين في دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى