عربيات ودوليات

تدابير احترازيّة في شمال أفريقيا لمواجهة «كورونا»

تقرير إخباري

 

باتت العديد من الدول العربية في شمال افريقيا شبه مغلقة مع تصاعد أزمة فيروس كورونا المستجد في أجزاء من العالم، وفي الوقت الذي يرتفع فيه عدد المصابين في بلدان شمال أفريقيا فإن الحكومات بدأت بالردّ، وقلبت الحياة رأساً على عقب في منطقة تعاني من زيادة معدلات البطالة، وتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تزيد من صدمة المرض.

تونس

في تونس، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، «حظر التجول اعتباراً من السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي ابتداء من مساء أمس».

وأكد سعيد في كلمة متلفزة، أنه «تم إصدار أمر للقوات المسلحة والوحدات الأمنية للقيام بدوريات مشتركة في كامل تراب الجمهورية»، مشدداً على أن «الجهات الرسمية لن تتهاون في تطبيق القانون».

وحثّ التونسيين على «التزام المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى لمجابهة انتشار فيروس كورونا»، مؤكداً أن «هذا الإجراء هو لأيام معدودة».

ودعا المواطنين إلى «عدم الهلع»، مؤكداً أن «الحياة ستعود إلى وتيرتها الطبيعية في ظرف أسبوعين إذا تم الالتزام بتدابير الوقاية وأن الحل بأيدي التونسيين وأن التضامن يجب أن يكون ممارسة فعلية».

ودعا الرئيس التونسي المواطنين إلى «التبرع للخروج من الأزمة»، وأعلن «إعادة جدولة الديون لمن تضرر نشاطهم الاقتصادي».

وقال رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ إن «حكومته قررت إغلاق المقاهي يومياً عند الساعة الرابعة بعد الظهر وتعليق الصلوات في المساجد لمنع تفشي كوفيد-19».

وقرّرت الحكومة أيضاً «إغلاق حدودها البحرية بشكل كامل إضافة إلى إلغاء الرحلات الجويّة مع إيطاليا وتقليصها مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومصر بسبب فيروس كورونا».

الجزائر

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء أول أمس، «حظر الاحتجاجات في الشوارع بسبب فيروس كورونا».

وأكد تبون في خطاب بثه التلفزيون حول الوضع الراهن الذي تمرّ به البلاد أن «الوباء المتفشي مسألة أمن وطني وأمن صحي يهمّ الجميع وأن الدولة واعية بحساسية الظرف، وبقدر ما هي حريصة على احترام الحريات والحقوق، فهي مسؤولة أيضاً عن حماية الأشخاص والممتلكات».

وفي الأيام الأخيرة تزايدت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعليق مسيرات الحراك الأسبوعية في الجزائر، ما يدفع المتظاهرين للبحث عن وسائل أخرى للاحتجاج تمكنهم من تفادي خطر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد.

وابتكر الجزائريون العديد من الأفكار للمشاركة الفعلية في الحراك على الإنترنت، حيث دعا بعض الشبان إلى الاحتجاج من شرفات المباني.

كما أعلنت السلطات الجزائرية أول أمس، «إغلاق كل المساجد وتعليق صلاة الجماعة بما فيها صلاة الجمعة، بعد جدل حول قرار إبقاء دور العبادة مفتوحة بينما تم غلق المدارس والجامعات وتوقيف المنافسات الرياضية للحد من انتشار كورونا».

ونقل التلفزيون الحكومي عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي أن «لجنة الفتوى قرّرت تعليق صلاة الجمعة وصلوات الجماعة وغلق المساجد ودور العبادة عبر ربوع الوطن مع المحافظة على رفع شعيرة الأذان».

كما شملت الإجراءات الحكومية التعليق الفوري لكل الرحلات الجوية المقبلة أو المنطلقة من الجزائر ما عدا أمام طائرات نقل البضائع، التي لا تحمل أي مسافر معها والغلق الفوري أمام المِلاحة البحرية والنقل البحري، باستثناء البواخر الناقلة للبضائع والسلع.

وأكدت الجزائر 60 حالة إصابة بفيروس كورونا توفى منها خمس حالات معظمها في مدينة البليدة جنوبي العاصمة وفرضت قيوداً على معظم السفر الخارجي وأغلقت المساجد.

مصر

وفي وقت تشير فيه التقارير إلى أن «مصر لم تتخذ بعد إجراءات عملية مشددة لمواجهة انتشار الفيروس»، رغم الأدلة المتزايدة بأن مصدر عشرات الإصابات في أنحاء العالم، بما فيها أجزاء من الشرق الأوسط، علقت الحكومة المصرية العمل في دور السينما والمسارح ضمن إجراءات ترمي إلى الحد من تفشي كورونا في بلد الـ100 مليون شخص.

وأصدرت الحكومة المصرية أول أمس، بياناً ينص على «إغلاق دور السينما والمسارح في البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا». وقال البيان إن «رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أصدر قراراً بتعليق العروض التي تقام في دور السينما والمسرح، أياً كانت تبعيتها، لحين صدور إشعار آخر».

وأضاف البيان أن «الإجراء تدبير احترازي في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد».

كما كشفت وزيرة الصحة المصريّة هالة زايد أن «أكثر من 300 أسرة وضعت في العزل في قرية بمحافظة الدقهلية في دلتا النيل، وفرض عليها الحجر الصحي لإخضاع أفرادها لفحوص التثبت من فيروس كورونا بعد مخالطتهم حالات إيجابية».

وقالت زايد في مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية «في الدقهلية تمت محاصرة أكثر من 300 أسرة وحجرهم صحياً»، تمهيداً لإجراء فحوص لهم.

وفي سياق متصل، أعلن مكتب محافظ البحر الأحمر بعد ظهر أول أمس، في بيان أنه «في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ تقرّر عدم مغادرة العاملين في المنشآت السياحية في المحافظة فنادقهم وأماكن عملهم لمدة 14 يوماً بعد مغادرة آخر سائح منها».

كما أعلن عن «عدم استقبال سياحة داخلية لمدة 14 يوماً من تاريخ مغادرة آخر سائح للمحافظة التي شهدت خلال العامين الأخيرين إقبالاً سياحياً كبيراً خصوصاً على مدينة الغردقة».

المغرب

وفي المغرب أمر الملك محمد السادس الجيش بـ»التدخل لاحتواء فيروس كورونا من خلال استخدام المستشفيات الميدانية العسكرية لمكافحة الفيروس».

وأصدر الديوان الملكي بياناً نشرته وكالة الأنباء المغربية، مساء أول أمس، قال إن «الملك محمد السادس، أصدر تعليماته للمفتش العام للقوات المسلحة، قصد وضع المراكز الطبية المجهزة، التي سبق له أن أمر بإحداثها لهذا الغرض، بمختلف جهات المملكة، رهن إشارة المنظومة الصحية بكل مكوناتها، إن اقتضى الحال وعند الحاجة».

من جهة أخرى تجاوزت التبرعات لصندوق خاص لتحسين البنية الأساسية الصحية والتخفيف من التبعات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا، قيمة مليار دولار في أعقاب مساهمات قدمتها شركات رئيسية مملوكة للدولة وشركات خاصة وبنوك وأفراد.

وعلقت الرباط كل الرحلات الجوية وأغلقت المساجد والمدارس ودور الترفيه والصالات الرياضية والمتاجر غير الأساسية، في إجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.

كما أعلنت الحكومة والبرلمان أول أمس، «إقرار مساهمة للوزراء والبرلمانيين براتب شهر واحد في صندوق مالي خاص بمواجهة الوباء».

وسيدعم الصندوق أيضاً الاقتصاد المغربي من خلال مجموعة من التدابير التي ستقترحها الحكومة، خاصة في القطاعات الأكثر تأثراً بفعل انتشار كورونا. وساهمت في هذا الصندوق شركات خاصة عدة وأخرى تابعة للدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى