كورونا… والتكافل بين زمر الإرهاب
} محمد نعيم
تعمد إحدى الصحف اللبنانية اليافعة ومنذ تأسيسها، إلى تغطية الأحداث والتطورات الجارية في لبنان والعالم بطريقة مثيرة للجدل ومجافية للواقع، وتصل في الكثير من الأحيان إلى حدود الكذب والإفتراء واختلاق الروايات، الأمر الذي أفقدها أي قيمة مهنية أو مصداقية لدى الرأي العام اللبناني وجعل منها بنظر الكثيرين، بوقاً دعائياً محلياً لخدمة أهداف ومصالح مموّلين معروفين في الخارج.
قبل أيام، طالعتنا الصحيفة المذكورة بتقرير موجّه غايته التعمية على الجهود الجبارة التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة فيروس كورونا، فأفردت صفحاتها الصفراء أمام القيادي في جماعة «كومله» الشريرة عبدالله مهتدي للتوهين من قدرة وعزم إيران على التغلب على هذا الوباء الخبيث والتصويب على نظام الجمهورية الإسلامية وصوابية النهج الذي يعتمده دعماً للمقاومة ولشعوب هذه المنطقة.
هي مفارقة لافتة أن تفتح الصحيفة منبرها أمام ناطق باسم جماعة إرهابية وشريرة للحديث عن شأن إنساني بحت يطال شعوب العالم من دون تمييز في الدين أو في العرق.
إنّ جماعة «كومله» تلعب دوراً بشعاً ووحشياً، وتشهد على ذلك الجرائم والمجازر البشعة الداعشیة التي ارتكبتها هذه الزمرة الإرهابية ضدّ المدنيين الإيرانيين والعراقیین، وأساليب التعذيب الهمجية والوحشية التي كانت تعتمدها، كقطع أعضاء البدن وسلخ الجلد، وإحراق الأبرياء وهم أحياء.
هذه الجماعة، ونظراً لتاريخها الحافل بالقتل والذبح والإختطاف والجرائم المخجلة التي يندى لها جبين الإنسانية، فإنّ عناصرها قليلو العدد وغالبيتهم من الطفار، وهم لا يتمتعون بأيّ حاضنة شعبية وهم مرفوضون من كافة فئات المجتمع الإيراني لا سيما من قبل الأكراد الإيرانيين.
ولمن لا يعرف أو خانته الذاكرة، فإنّ هذه الزمرة المجرمة شنّت بعد أقلّ من عام على إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، بالتعاون مع أحزاب أخرى حليفة لها، هجوماً على مدينة باوه الإيرانية، لكنهم هزموا في مواجهة القوات النظامية الإيرانية التي كان يقودها المجاهد الكبير شمران، ففرّ عناصرها إلى العراق بمساعدة من صدام حسين البائد، مخلّفين وراءهم مجازر بشعة لا سيما في مستشفى المدينة حيث عمدوا إلى تصفية جميع من كانوا بداخله، كما سرقوا ونهبوا مئات المنازل والمؤسسات.
جماعة «كومله» الشریرة مشهورة بهدر دماء وتنفيذ أحكام الإعدام بحق كلّ من يخالفها الرأي سياسياً وبحق من لا يخضع لإبتزازها ولسطوتها. وهي مسؤولة عن تنفيذ العديد من الأنشطة الإجرامية.
وهي تموّل أنشطتها الشريرة تلك بشكل أساسي من عمليات الإبتزاز وفرض الخوات على أصحاب المهن الحرّة في المناطق الكردية الإيرانية و العراقیة، والتهريب غير الشرعي عبر الحدود العراقية – الإيرانية.
كما أنّ عبد الله مهتدي، المسؤول في هذه الجماعة الإرهابية، ملاحق أمام القضاء الإيراني بدعاوى رفعها أكراد إيرانيون وثمّة إجراءات تتخذ بحقه أمام الإنتربول الدولي نتيجة ممارسات جماعته الإجرامية التي يعاني منها الأكراد بشكل كبير.
إنّ أداء جماعة «كومله» مشابه لأداء ميليشيا سيئة الذكر خبرها اللبنانيون جيداً أيام الحرب الأهلية نتيجة مآثرها في الذبح على الهوية والاغتيالات السياسية والتنكيل بقادة وضباط الجيش وتفجير الكنائس والخطف الذي لم يسلم منه حتى الديبلوماسيون. هذا التشابه في الأداء ربما هو المنطلق الأساسي للتضامن والتكافل العاطفي والسياسي والإعلامي بين هاتين الزمرتين.