رياضة

عصام عمّار … أوّل حارس للأنصار تحت الأضواء

} ابراهيم وزنه

عندما طُلب منه في منتصف الستينيات أن يحرس مرمى فريق عائلته الكروي، لم يمانع عصام عمار من القيام بالدور المطلوب منه على الرغم من اختياره للعبة الكرة الطائرة ليشق فيها طريقه الرياضي الى جانب زملائه في المدرسة والحي.

يومها، وعلى ضوء براعته في أداء المهمة «العائلية» بمواجهة فريق آل رحال، وتميّزه بالطيران والشجاعة أثناء تصدّيه لتسديدات الشقيقين عباس وسهيل رحال الذائعي الصيت، لفت الانظار الى موهبته، وهذا ما أهّله ليحرس مرمى نادي البرج عند تأسيسه في العام 1967، ومن البرج انتقل الى الانصار فكان حارسه الأول بعد صعوده الى مصاف أندية الدرجة الأولى في العام 1968، ومع توقف الدوري عند اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975 إضطر للسفر الى دولة الكويت حيث حرس مرمى نادي كاظمة وعمل في مجال التدريب الى جانب عمله في أحد المصارف قبل أن يعود الى لبنان بشكل نهائي في العام 1985 ليكمل مسيرته في الملاعب مدرباً ومشرفاً وادارياً.

لا شكّ أن الاختصار في الحديث عن نجم من الزمن الجميل غير محبب، لذا أرتأيت فلفشة صفحات «عصامنا» العصامي الذي ودّع الملاعب باكراً وبصمت، فلم يُسجّل في تاريخه أي انذار أو حالة طرد أو حتى اشكال عابر، فكان نجماً باخلاقه وفي تعامله مع الآخرين، اليكم تفاصيل رحلته الكروية.

مسيرة تألقتصاعدية

بدأ عصام عمار مشواره الكروي إثر دعوته للانخراط في فريق العائلة الذي تم تشكيله ردّاً على  الفريق الخاص بآل رحال، فلعب مع حافظ وجودت ونواف ورياض وعلي عمار وغيرهم، فيما كان ملعب الرمل العالي مسرحاً وحيداً لخوض المباريات، وفي تلك الفترة برز عصام في حراسة المرمى، ومع استحصال نادي البرج على الترخيص الرسمي انضم الى صفوفه تلبية لرغبة مرشده الكروي ابراهيم نبّوه المعروف بـ»فاخر»، وإثر تألقه في إحدى المباريات على الملعب البلدي عرض عليه الصحافي المقرّب من نادي الانصار محمد الجندي الانتقال الى نادي الانصار بعدما أخذ الضوء الأخضر من المدرّب واللاعب عدنان الشرقي، يومها كان الانصار قد صعد لتوّه الى مصاف أندية الدرجة الأولى، فوافق عصام على العرض بمباركة ودعم زميله في نادي البرج رفعت علوان السبع، وفور إنتهاء موسمه الأول والوحيد مع البرج حط رحاله مع الانصار في العام 1968  ليحرس مرماه الى جانب محمد وفا عرقجي، ومع إصابة الأخير وإضطراره الى السفر وجد عمار نفسه وحيداً في الذود عن المرمى الانصاري، وهنا يتذكر: «رفض أهلي فكرة انشغالي الزائد بكرة القدم على حساب تحصيلي العلمي، لذلك لم يواكبونني خلال مبارياتي مع الانصار، بالمقابل كنت أتعب على نفسي من خلال المواظبة على اداء التمارين اليومية مع حافظ جلول وعبدالله وهبي على أمل أن أصبح بمستوى يقارب العملاقين عبد الرحمن شبارو وسميح شاتيلا، ولا شك بأن بنيتي الجسمانية كانت تساعدني لأقوم بدوري على أكمل وجه خصوصاً وأني قادم من لعبة الكرة الطائرة».

أول مباراة خاضها مع الانصار كانت بمواجهة الهومنتمن على ملعب المدينة الرياضية وآلت نتيجتها الى التعادل السلبي، وفي سجله الانصاري أيضاً سفرتين الى تركيا وسوريا حيث أبرزت الصحف نجوميته كحارس واعد، وعزا عمّار ارتقاء مستواه الفني في تلك الفترة الى توجيهات وتدريبات الكابتن عدنان الشرقي، ليصفه: «أسلوبه في التدريب جدي جداً فهو يعشق الالتزام بالمواعيد وعقابه جاهز لكل مستهتر، وعند هطول الامطار على أرض الملعب كان يستبدل «التقسيمة» المنتظرة بالتمارين البدنية على المدرجات»، أما عن تفاعل ابناء منطقته وجيرانه مع مسيرته الانصارية، فيقول:

«وجودي مع نادي الانصار دفع بعدد كبير من أبناء برج البراجنة الى مواكبة وتشجيع الفريق ولاحقاً تمهّدت الطريق أمام أكثر من لاعب لينضم الى الفريق المدرسة أبرزهم حسين فرحات»، ويحز في قلبه أن رحلته الكروية في لبنان توقفت باكرا بسبب اندلاع الحرب. وعلى صعيد التدريب، فقد شارك عمار في اربع دورات نظّمها الاتحاد اللبناني لكرة القدم بالتعاون مع الاتحاد الدولي «الفيفا» ما مكّنه ليعمل كمدير فني لنادي البرج اثناء فوزه بكأس لبنان.

من دفتر الذكريات

يروي عصام عمّار بعض المحطات الكروية التي عاشها، فيقول:

ـ «في العام 1993 وعند التقاء فريقي البرج والانصار في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس لبنان فاز البرج بالمباراة بنتيجة (3 ـ 2) …  وأذكر يومها تقدّم عدنان الشرقي نحوي مهنّئاً وخاطبني: «مش بعيدة عنك يا عصامانت تلميذ نجيب وربّ تلميذ غلب استاذه»، مع الاشارة الى أن البرج فاز في النهائي على الهومنمن ليرفع كأس المسابقة للمرة الأولى في تاريخه.

ـ «في ضوء التعادل الذي أسفرت عنه مباراة الشبيبة المزرعة مع الانصار في العام 1974 نشرت جريدة السفير صورة تظهر مهاجم الشبيبة حافظ عمار بمواجهتي وذيّلت بعبارة «عمّار الشبيبة يسدد على عمّار الانصار والعمّاران يتصارعان في الملعب».

ـ  «ذات يوم، وخلال موسم 1974 ـ 1975 ، وقبل مباراة الراسينغ مع الانصار حضر الى منزلنا في البرج الكابتن سهيل رحال يرافقه عرّاب الراسينغ جوزيف ابو مراد، فطلبا مني إمرار هدف يمنحهم الفوز على فريقي، لكنني رفضت الفكرة من اساسها وقمت بواجبي وزيادة لتنتهي المباراة تعادلية (1 ـ 1)، سجّل للراسينغ عمر طه وللانصار عدنان الشرقي».

ـ «خلال حراستي لمرمى الانصار كنت أفرح عندما كان الكابتن عدنان الشرقي يعطي الفرصة للحارسين الاحتياطيين نور الحاج وعفيف علي حسن للمشاركة، وهذا الشعور لمسته أيضاً في نفس الحارس محمد وفا عرقجي عندما كنت احتياطيا له».

الرأي والرأي الآخر

«عمري القصير في الملاعب مردّه الى أنني آثرت الاهتمام بمستقبلي العملي كرمى لعائلتي الصغيرة»، فسألته ماذا أكسبتك مسيرتك الكروية مادياً ومعنوياً قال: «كرة القدم علّمتني أن أحترم الآخرين والخصم تحديداً، وعلّمتني تقبّل الخسارة والربح بروح رياضية، الحمدلله أنني حصدت من الملاعب الجوائز والعلاقات الطيبة والشهرة والتقدير على انجازاتي، ونجحت بفرض مستواي الفني في زمن الكبار».

بطاقة تعريف

الاسم: عصام محمود عمار

تاريخ ومحل الولادة: برج البراجنة 1949

الوضع العائلي: متأهل من انعام السباعي وله منها 3 صبيان وبنت

الفرق التي لعب معها: البرج، الانصار وكاظمة الكويتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى