الوطن

شهيدان وإصابة 4 بجروح نتيجة عدوان تركيّ في ريف الحسكة سورية تتوسّع في إجراءات مواجهة فيروس كورونا وتعزل منطقة السيدة زينب.. والصحّة العالميّة تحذّر من خطورة الأوضاع

أعلنت الحكومة السورية، أمس، إجراءات جديدة في مواجهة فيروس كورونا تزامناً مع الإعلان عن تسجيل 6 إصابات جديدة.

ومع ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس إلى 16 بينها حالتا وفاة، أعلن الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لوباء كورونا آلية عزل تدريجية لمناطق التجمّعات السكانية المكتظة، وقرّر عزل منطقة السيدة زينب في محافظة ريف دمشق، لتكون ثاني المناطق التي تشهد حالة عزل بعد بلدة منين.

كذلك قرر الفريق الحكومي التوسع في فرض حظر التجول يومي الجمعة والسبت ليمتد من الساعة 12 حتى السادسة من صباح اليوم التالي، وحتى إشعار آخر.

وشمل الحظر الكلي أماكن عامة ما زالت تشهد زحاماً، ففي طرطوس تم منع التجول على الكورنيش البحري بدءاً من الثانية ظهر أمس وحتى إشعار آخر.

وذكرت المحافظة أن «القرار جاء بعد أن لوحظ في الآونة الأخيرة أن الكورنيش البحري يأخذ دور الحديقة لجهة كثرة المرتادين وتجمعهم بشكل يتعارض مع الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا».

واتخذت محافظة حلب قراراً مماثلاً ومنعت التجول في منطقة كورنيش الإذاعة في المدينة.

وكانت وزارة الداخلية أصدرت تعميماً مدّدت بموجبه وقف الزيارات إلى السجون من 16 الشهر الحالي وحتى إشعار آخر.

وعلى صعيد المنعكسات الاقتصادية قرر الفريق الحكومي «إيقاف تصدير عدد من المواد الأساسية كالبقوليات والألبان والأجبان والبيض والكلور وماء الجافيل لمدة شهر بدءاً من تاريخه لتوفير حاجة السوق المحلية منها وتخفيض أسعارها».

كما كلف وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لدراسة تكاليف المواد الأساسية وأسباب ارتفاع أسعارها.

كذلك قرر حصر نشاط الشركات الإنشائية العامة خلال هذه الفترة بتنفيذ المشاريع الإنتاجية الأساسية وفق الأولويات التي يفرضها استمرار العملية الإنتاجية خلال هذه الفترة.

في السياق نفسه، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن «الأوضاع المتعلقة بانتشار فيروس كورونا المستجد في سورية خطيرة لكونها تمثل وجهة لزيارة المراقد الدينية».

وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في سورية بالإنابة الدكتور نعمة سعيد عبد في حديث لبرنامج «نيوزميكر» على قناة «روسيا اليوم» إلى أنه «تم حتى الآن تسجيل إصابات قليلة بينها حالتا وفاة جراء عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في الأراضي السورية بشكل عام لكننا نقيّم الوضع بأنه خطير نظراً لسببين الأول يتمثل بطبيعة الإصابات حيث رصدت كلها تقريباً لدى مواطنين عائدين من الخارج ما يعني أن عددها قد يكون أكبر».

ولفت سعيد عبد إلى أن «السبب الثاني يكمن في أن سورية تتميز بخصوصية مهمة جداً كونها تحتضن مرقدين شريفين هما مقام السيدة زينب ومرقد السيدة رقية في دمشق وهما وجهة لعديد من الزوار من دول المنطقة التي ظهر فيها الوباء على نطاق واسع ولا سيما إيران والعراق ولبنان وباكستان».

وقال إن «دخول الفيروس إلى سورية وارد جداً وهذا الأمر حدث فعلاً»، محذراً من أن «تأثيرات الوباء ستكون عالية نتيجة للظروف الاستثنائية التي يعاني منها البلد منذ أكثر من تسع سنوات».

على صعيد ميداني، استشهد شخصان وأصيب 4 آخرون بجروح ووقعت أضرار مادية بالمرافق العامة نتيجة عدوان قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بالقذائف على القرى الآمنة في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.

وذكر مصدر محلي في الحسكة أن «قوات الاحتلال التركي اعتدت بالقذائف الصاروخية والمدفعية أمس، على منازل المدنيين في قريتي قبر صغير والعبوش التابعتين لناحية تل تمر نحو 40 كم شمال غرب مدينة الحسكة ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة 4 آخرين بجروح ووقوع أضرار في منازل الأهالي وممتلكاتهم».

وبيّن المصدر أنّ «الاعتداء التركي على محيط تل تمر أدى إلى خروج خط نقل المياه الواصل من علوك إلى تل تمر من الخدمة في ظل الحاجة الماسة للمياه في هذه الظروف التي تستدعي توافر كميات كافية من المياه لمواجهة فيروس كورونا».

وأصيب أول أمس، 3 مدنيين بجروح بينهم امرأة في اعتداء لقوات الاحتلال التركي بالقذائف على قرية ربيعات الواقعة جنوب بلدة أبو راسين وقرية أم حرملة بريف الحسكة الشمالي.

وفي سياق متصل، أشارت مصادر محلية إلى أن «قوات الاحتلال التركي أدخلت قبل ظهر أمس 11 آلية عسكرية عبر مدينة رأس العين محملة بصناديق ذخيرة متنوعة واتجهت جنوباً نحو القرى التابعة لبلدتي تل تمر وأبو راسين».

ومنذ بداية عدوانها على الأراضي السورية في التاسع من تشرين الأول الماضي قامت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الارهابيين بالاعتداء على القرى والبلدات الآمنة في أرياف الحسكة والرقة وحلب بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة المختلفة ما تسبب بدمار المنازل السكنية والمنشآت الحيوية في هذه البلدات إضافة إلى تهجير سكان هذه القرى والبلدات من منازلهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى