أخيرة

آلية حماية الأطفال نفسيّاً في فترة الحجر المنزليّ حسّون: إشغال الأطفال يصرف اهتمامهم عن مخاوفهم

} راما رشيديسانا

يوصي خبراء بضرورة التعامل مع الأطفال خلال فترة الحجر المنزلي في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا بأسلوب خاص والسعي لمنع وصولهم للمعلومات الخاطئة التي من شأنها أن تضرّ بصحتهم النفسية.

إذا لم تشغل طفلك ببعض الأنشطة سيشغلك بمخاوفههذه الرسالة وجهها استشاري في الطب النفسيمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيسير حسون إلى الأهل، مشيراً إلى أهمية إقامة أنشطة مختلفة للأطفال أثناء الحجر المنزلي مثل شرح معلومات متعلقة بالفيروس وتحويل تنظيف وتعقيم المنزل إلى لعبة مسلّية وغسل اليدين مع الغناء إضافة إلى رسم صور للفيروسات والميكروبات يمكن أن يقوم الأطفال بتلوينها وخاصة ممن يعانون من مخاوف وشرح فوائد وطريقة استخدام أدوات الوقاية الشخصية.

وبحسب ما يوضح الدكتور حسون لسانا يتوجب على الأهل ضبط مشاعرهم بشكل جيد والانتباه الى ردود أفعالهم إضافة الى التمتع بالهدوء والاستماع إلى مخاوف أطفالهم والتحدّث إليهم بلطف لافتاً إلى أهمية عدم تداول الشائعات أو المعلومات الخاطئة أمام الأطفال، لكون خوفهم وقلقهم يتضاعف في حالات أخبار الموت.

وعن كيفية التعامل مع الطفل القلق والعصبي يبين الدكتور حسون أن التعامل معه أصعب لكونه سيظهر سلوكيات تعلق أو قلق أو انسحاب وعزلة أو هياج وغضب مع عدوانية وبعضهم قد يعاني من التبول اللاإرادي وخاصة في الحالات التي يكون فيها القلق مسيطراً على سكان المنزل.

ونتيجة بقاء الطفل في المنزل وعدم تواصله مع أصدقائه يشير الدكتور حسون إلى أنه ستظهر عليه حالة ملل دائم لذلك يتوجب على الأهل التخطيط لنشاطات جماعية ممتعة داخل المنزل مع الأخوة بهدف تنمية المهارات وتحسين العلاقات الأسرية، لافتاً إلى إمكانية التخطيط لنشاط أسبوعي مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمدة زمنية محددة.

ويؤكد الدكتور حسون ضرورة استمرار الأهل بالتعامل مع أطفالهم ضمن جدول وروتين معين قدر الإمكان وامكانية خلق روتين جديد وتقسيم الوقت بين التعلم واللعب والتسلية والراحة، مبيناً إمكانية التخطيط لبرنامج يتضمن النشاطات المتوقعة خلال الأسبوع المقبل بالاتفاق مع الطفل ورسم هذه النشاطات وتلوينها وتعليقها على الحائط بحيث يراها الطفل بشكل يومي وقراءة القصة ونشاطات الطهي مع الأم في ساعة معينة وممارسة نشاط آخر مع الأب في ساعة أخرى.

ويقع على عاتق الأهل وفق الدكتور حسون أن يشرحوا للطفل ما يجري بطريقة واضحة وملائمة لأعمارهم حول كيفية الحد من خطر العدوى والبقاء آمنين بكلمات مبسطة ومفهومة، مؤكداً أهمية عدم ترك أسئلة الأطفال دون إجابات بافتراض أنهم لا يفهمون وتقديم معلومات حول ما يمكن أن يحدث بطريقة مطمئنة.

وعن ردود أفعال الأطفال أوضح الدكتور حسون أنها تختلف على كمّ المعلومات الهائل والكبير لذلك من المهم أن نتذكر أن الأطفال غالباً ما يأخذون تفسيراتهم الشعورية من البالغين المهمين في حياتهم، لذا فإن استجابة البالغين للأزمة مهم جداً.

وينصح الدكتور حسون الأهل بتقديم الحقائق بطريقة مبسطة ومناسبة للمرحلة العمرية ومشاركة الطفل في كل ما يحدث بطريقة تتلاءم مع إمكانياته وقدراته إضافة إلى تقديم الحب والاهتمام والتعبير الجسدي واللفظي عن هذا الحب خلال معانقتهم والتعبير عن محبتهم وبأنهم فخورون بهم بشكل متكرر لكون هذه التصرفات من شأنها أن تشعرهم بالأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى