مقالات وآراء

إعرف عدوّك (7)

} وجدي المصري

«إفتح أبوابــــك يا لبنـــــان

 فتــأكل النـــــار أرزك». ـ زكريا 11:1

 

يعتقد معظم المؤمنين أنّ النبوّة إنمّا ظهرت بداية في بني إسرائيل، حتى أنّ معظم المؤمنين المسيحيين يستشهدون بأقوال لهؤلاء الأنبياء الذين هم من الكثرة بحيث يحقّ لنا أن نتساءل عن هذه الظاهرة وعن الغاية منها. فبعد يسوع لم يظهر من يدّعي النبوة، وكذلك هو الحال بعد محمد، فلماذا كثر الأنبياء، بعد موسى؟ هذا التساؤل يقودنا أولا ً للفصل ما بين كلمة نبي وكلمة متنبّئ. ونبي أصلها في اللغة العربية نبيء من فعل نبأ أيّ أخبر، فالنبيء هو المخبر عن الله لأنّه أنبأ عنه (لسان العرب لإبن منظور). ويمكن أن تكون الكلمة بالأصل نبي من النّبوْة والنباوة، وهي الإرتفاع عن الأرض، أيّ الإشراف على سائر الخلق. وقال الزجّاج: القراءة المجمع عليها، في النبيّين والأنبياء طرح الهمز، وقد همز (أيّ استعملوا كلمة نبيء مع الهمزة) جماعة من أهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا (لسان العرب). أمّا المتنبئ فمن تنبأ أيّ ادّعى النبؤءة، وتنبّى (دون الهمز) الكذّاب إذا ادّعى النبوة (لسان العرب).

وقبل التساؤل مجدّداً حول أنبياء إسرائيل: هل هم أنبياء أم متنبّئون، يجب علينا البحث عن المصادر الأولى لكلمة نبي. يقول عباس محمود العقادإنّ كلمة نبي عربية لفظاً ومعنىً، لأنّ المعنى الذي تؤديه لا تجمعه كلمة واحدة في اللغات الأخرى، والعبريون قد استعاروها من العرب في شمال الجزيرة بعد اتصالهم بهم، لأنهّم كانوا يسمّون الأنبياء القدماء بالآباء = البطاركة. ولم يفهموا من كلمة النبوة من مبدأ الأمر إلا ّ معنى الإنذار. فردّ على العقّاد سهيل التغلبي في كتابه (اليهوديةالصهيونية تحرّف الكتاب المقدّس) فقال: «إنّ كلمة نبي سريانية تعني الرائي أي الناظر والمنذر بوحي من الله». ويقول جودت السعد في كتابه (أوهام التاريخ اليهودي): «لفظة نبي وفكرة النبوّة ومدلولاتها وردت في التراث الكنعاني قبل وجود التوراة بمئات السنين مما يشير إلى اقتباسها من قِبَـل كتبة التوراة، فقد كانت مستعملة عند البابليين ويطلقون على الأنبياء اسماً محدداً يتضّمن هذا المعنى هو «موخوخو»، كذلك وُجدت في ألواح (ماري) كلمة موخوخو بمعنى رسول الإله، كما وردت في أحد الألواح كلمة نبوّة (موخوخونوم)». أمّا الدكتور بشار خليف فيقول في كتابه (نشوء فكرة الألوهة): «وقد قدّمت وثائق ماري السورية (2900 – 1760 ق.م) أدلّة على وجود نوع من النبوة حيث كان الأنبياء يوصفون كأشخاص تعتريهم حالات من الانفعال والاضطراب وهم يتلقون العلامات الخاصة بنبؤتهم». ويقول د. بشار خليف في كتابه نقلاً عن المؤرخ أرنولد توينبي بأنّ «الأنبياء كانوا ظاهرة في حياة المجتمع السوري إجمالاً».

وإنطلاقاً ممّا تقدّم يُمكننا القول بأنّ ظاهرة النبوّة سابقة لوجود بني إسرائيل في أرض كنعان أولاً، وبأنّ كتبة التوراة اخترعوا الأنبياء لكي يتشبهّوا بالشعوب التي تفاعلوا معها، إذ إنهّم رأوا أنّ ظاهرة الأنبياء هي إحدى ظواهر الحضارة، مثلما سعوا لدى صموئيل لكي يمسح عليهم ملكاً أسوة ببقية الشعوب أيضاً. وحري بنا بعد هذا التقديم أنّ نركّز على مضمون ما وصلنا من «أنبياء» بني إسرائيل لنرى إذا كانت أقوالهم تنطبق على معنى النبوّة أم التنبؤ.

بداية لا بدّ أن نشير أولاً إلى أنّ عدد الأنبياء الذين دوّن كاتب التوراة نبوءاتهم بلغ ثمانية عشر نبيّاً، عدا عن العشرات منهم الذين جاء الكاتب على ذكرهم في الأسفار. وثانياً ندرك عند قراءة هذه النبؤات أنّ الأحاديث التي تفوح منها بعض الروحانيات والأخلاقيات إنمّا هي موجّهة فقط لبني إسرائيل الذين اصطفاهم إلههم يهوه ليكونوا شعبه الخاص. وثالثاً يجب أن لا تخدعنا كلمة الربّ أو الله الواردة في بعض المقاطع لأنها تعني حصراً يهوه إله بني إسرائيل، وأبدلت الترجمات كلمة يهوه بكلمة الله أو الربّ كما مرّ معنا في المقالات السابقة، لإيهام المؤمنين بأنّ إله بني إسرائيل هو إله الكون وبالتالي على جميع المؤمينين العمل لتنفيذ وصاياه. ورابعاً نجد أنّ جميع هؤلاء الأنبياء نفثوا حقدهم على الأغيار كما علّمهم إلههم يهوه. ومن خلال الأمثلة التي سأسوقها سيتضح لنا أنّ هؤلاء الأنبياء هم متنبّئون، أيّ أنّهم حاولوا أن يستقرؤوا المستقبل بذكر الأحداث التي ستحصل لبعض مدن الأغيار، وسيتضح لنا أيضاً أنّ معظم هذه التنبؤات هي سرد لأحداث حصلت أو لأمنيات تنمّ عن روح شريرة ليست لها أية علاقة بما يجب أن تكون عليه نفسية النبي. يقول ول ديورانت في موسوعته (قصة الحضارة) ما يلي: «لقد كانت نبؤاتهم، إن صحّ أن نسمّيها نبوءات، مزيجاً من الوعد والوعيد، أو عبارات دالة على التّقى والصلاح، يحشرونها في أقوالهم حشراً، أو إشارات إلى حوادث بعد وقوعها». ويؤكد ديورانت في مكان آخر أنّ ما نقرأه عن هؤلاء الأنبياء إنمّا كتبه كتبة غير معروفين، وهذا يفتح مجالاً للشك بوجودهم خاصة أنّ الوثائق التاريخية تخلو من أيّة إشارة لأيّ منهم. جاء في الإصحاح الأول من سفر نحميا ما يلي: «وقلت أيّها الربّ (يهوه) إله السماء الإله العظيم المخوف الحافظ العهد والرحمة لمحبّيه وحافظي وصاياه، لتكن أذنك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذي يصلّي إليك الآن نهاراً وليلاً لأجل بني إسرائيل عبيدك ويعترف بخطايا بني إسرائيل التي أخطأنا بها إليك فإنّي أنا وبيت أبي قد أخطأنا» 5-6. جيّد أن يصلّي الإنسان نبياً كان أم إنساناً عادياً مؤمناً ويطلب من الله المغفرة، لكنّنا نفهم من هذا الكلام أنّ المقصود به بنو إسرائيل فقط. ومن ناحية ثانية إن الصفات التي أطلقها هذا «النبي» على الله مخالفة كلياً لصفات الله الذي يعبده بقية المؤمنين، ونتأكد من ذلك عندما يشدّد هذا «النبي» على أنّ الله الذي يتحدّث اليه هو «الحافظ العهد، والرحمة لمحبّيه وحافظي وصاياه» وهو يقصد بذلك بني إسرائيل تحديداً. وهذا الإستئثار بالله نقله اليهود إلى المهاجرين الأوروبين الذين غزوا أميركا، حيث ما زلنا نسمع لغاية اليوم، خاصة من الرؤساء الأميركيين، الدعاء إلى الله بأن يحفظ فقط أميركا، فهم تشرّبوا النفسية اليهودية العنصرية المتعالية والتي يمثّلها ترامب هذه الأيام أفضل تمثيل.

ننتقل إلى النبي إشعيا فنقرأ وحيه من جهة دمشق، يقول: «هوذا دمشق تُزال من بين المدن وتكون رجمة ردم». والوحي هو بمثابة الرؤيا المستقبلية، وبالطبع لم يتحقق من ذلك شيء، وها هي دمشق صامدة حتى يومنا هذا بالرغم من الحرب الكونية الشرسة عليها، وقد مضى على كلام إشعيا هذا ما يقارب الألفيتين ونصف. ثم يقول إشعيا: «وتكون أرض يهوذا رعباً لمصر. كلّ من تذكّرها يرتعب من أمام قضاء ربّ الجنود (يهوه) الذي يقضي به عليها». وكأني بأشعيا أراد من يهوه أن يعيد سيناريو الأحداث المصرية أيام موسى، ولكن شيئاً من هذا لم يتحقق.

وهذا إرميا «النبي» يصّرح قائلاً: «ومدّ الربّ (يهوه) يده ولمس فمي وقال الربّ (يهوه) لي ها قد جعلت كلامي في فمك. أنظر، قد وكلّتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس». إنّه كلام هذا الإله الذي

كان قاله لموسى ويشوع والمشبع بالحقد والبغض والتعالي على الآخرين، والزاخر بأوامر القتل والتخريب والتدمير، فأين هذا الكلام من النبوّة التي من المفترض لو كانت إنعكاساً لإله الكون، أن يكون كلامها مشبعاً بالمحبة والتسامح والغفران والعدل. ويقول في موضع آخر: «لذلك هكذا قال السيّد الربّ (يهوه). ها غضبي وغيظي ينسكبان على هذا الموضع (مدن يهوذا وشوارع أورشليم) على الناس وعلى البهائم وعلى شجر الحقل وعلى ثمر الأرض فيتّقدان ولا ينطفئان». ونحن وإن سلّمنا بمقولة إنّ الله يعاقب الخطأة، فما ذنب الشجر والثمر لكي يصبّ غضبه وغيظه عليهما؟ أمّا في الإصحاح الخامس عشر فيسلّم هذا الإله «شعبه الخاص» للسيف وللجوع وللسبي بسبب ما صنع الملك منسّى بن حزقيا من شرور في أورشليم. لماذا لم يعاقب هذا الإله المخطئ وحده؟ فيأتي الجواب سريعاً في الإصحاح الرابع والأربعين حيث يؤكّد هذا «النبي» بأنّ «هذا اليوم للسيّد ربّ الجنود (يهوه) يوم نقمة للإنتقام من مبغضيه فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم». إنّه الإله السادي الذي لا يرويه غير الدم، وهو لغاية اليوم يحرض شعبه الخاص على قتل الفلسطينيين واقتلاع اشجارهم وتخريب حقولهم. الوصايا ذاتها ما تزال فاعلة في نفسية أتباع هذا الإله.

وها «النبي» حزقيال يخبرنا أنّ الربّ (يهوه) قال للرجل اللابس الكتّان الذي دواة الكاتب على جانبه: «اعبر في وسط المدينة في وسط أورشليم وَسِمْ سمَةً على جباه الرجال الذين يُنئوّن ويتنهّدون على كلّ الرجاسات المصنوعة في وسطها. وقال لأولئك في سمعي اعبروا المدينة وراءه واضربوا. لا تشفق أعينكم ولا تعفوا. الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك». فأيّ إله هذا وأيّ نبي ذاك. إنّه الكاتب مخترع هؤلاء الأنبياء قوّلهم ما يعتمل في نفسيته المريضة من حقد وغضب وعنصرية. ثم يطالعنا بخبر سخيف يفيد بأنّ الرب ّ (يهوه) كلّمه قائلاً: «يا ابن آدم من أجل أنّ صور قالت على أورشليم هَــه قد انكسرت مصاريع الشعوب»، ومن أجل هذه المعصية التي ارتكبتها صور قرّر هذا الإله أن يرسل على صور نبوخذراصّر ملك بابل ليقتل بناتها، وينهب ثروتها، ويهدّ أسوارها، ويهدم بيوتها وصولاً إلى قوله: «لا تُبنين بعدُ لأني أنا الربّ (يهوه) تكلّمت يقول السيد الربّ (يهوه).

أمّا «النبي» هوشع فكان أوضح من غيره عندما قال: «والربّ إله الجنود يهوه اسمه»، فلم يوارب، وشكرا للمعرّب أنّه لم يستبدل كلمة يهوه بكلمة الربّ أو الله، لأنّ يهوه وحده يجازي بالقتل: «تُجازى السامرة لأنّها قد تمرّدت على إلهها. بالسيف يسقطون. تُحطّم أطفالهم والحوامل تُشقّ». وهل من عجب بعد هذا حول فنون الدواعش بالقتل؟

ويوئيل بدوره أدلى بدلوه المليء بالحقد على مصر الذي رآها: «تصير خراباً وأدوم تصير قفراً خرباً»، أمّا لماذا؟ «من أجل ظلمهم لبني يهوذا»، فكلّ ما يجري في الكون يجب أن يتمحور حول بني إسرائيل وإلهها «الذي يسكن في صهيون» فيا لطيب مسكنه!

وها «النبي عاموس» يلاقي «النبي إشعيا» بحقده على دمشق فأرغم ربّه أن يرسل عليها النار وبالطبع هذا لم يحدث إلاّ إذا اعتبرنا أنّ الاعتداءات والحروب التي مُورست ضد أمتنا وقلبها النابض دمشق هي تحقيق لهذه التنبؤات التي كما ذكر ول ديورانت تحدّث عنها هؤلاء بعد حدوثها فادّعى كاتب هذه الأدعية أنّ أنبياءه أنزلوها بدمشق. أمّا عن السبب فيقول عاموسمن أجل ذنوب دمشق الثلثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهّم داسوا جلعاد بنوارج من حديد». فأين تقع جلعاد هذه. هي الأرض الفلسطينية التي تطلّع سبطا رأوبين وجاد (ولدا يعقوب = إسرائيل) إليها فأشتهيا أن يملكاها لأنهّا أرض رعي وهما سبطان يملكان ثروة عظيمة من الأغنام. ويقول بعض الدارسين بأنهّا كلّ منطقة شرق الأردن وهي كانت مكان البلقاء الحديثة في الأردن. فلمجّرد أنّ سبطين من أسباط يعقوب أعجبا بهذه الأرض المأهولة، ولمجّرد ربمّا أن يكون ملك دمشق هبّ لنجدة سكّانها الذين تعرّضوا لهجوم القبائل الإسرائيلية البربرية، أنزل يهوه كلّ غضبه على دمشق، لكنّه خسيء وشعبه المختار من النيل منها، وها هي عزيزة شامخة لتاريخه.

هذه أمثلة قليلة ممّا ورد على لسان أنبياء اليهود، وهو كلام لا يعدو كونه ثرثرة ممجوجة، فيها بعض العبارات «الدالة على التُّقى والصلاح يحشرونها في أقوالهم حشراً»، كما قال ول ديورانت، للتعمية عن الغاية الرئيسية منها. والدليل ما قاله حبقوق دون أية مقدّمات في الإصحاح الثاني من سفره، حيث نقرألأنّ ُظُلم لبنان يغطّيَك»، فما علاقة لبنان بكلّ ثرثرة حبقوق؟ أمّا زكريا فإنّه يكشف عن نواياه تجاه لبنان بشكل أوضح حيث يقول في مطلع الإصحاح الحادي عشرإفتح أبوابك يا لبنان فتأكل النار أرزّك». فلماذا كلّ هذا الحقد على لبنان؟

ولا يمكنني أن أنهي مقالي هذا دون المرور على ما فعله «النبي» إيليا الذي قال لبني إسرائيل: «أمسكوا أنبياء البعل ولا يُفلت منهم رجل. فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك «الملوك الأول 18: 40. «ثم صعد من هناك إلى بيت إيل. وفيما هو صاعد في الطريق إذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له: إصعد يا أقرع. إصعد يا أقرع. فالتفت إلى ورائه ونظر إليهم ولعنهم باسم الربّ (يهوه). فخرجت دبتّان من الوعر وافترستا منهم أثنين وأربعين ولداً» الملوك الثاني 2: 23 -24. بالطبع ما من عاقل يصدّق هاتين الواقعتين، ولكن لا يمكننا أن نغفل مدى دلالتهما على إجرام هؤلاء «الأنبياء» ونحن إن أردنا أن نجاري المؤمنين إن قالوا بأنّ إيليا تخلّص من أنبياء البعل الوثنيين، فبماذا نعلل دعاءه على الأطفال الذي تمت الإستجابة له فإذا بالدبتين تفترسان أربعين طفلاً؟ ألا يدعونا هذا الحدث للمقارنة مع ما قاله يسوع لتلاميذه عندما «قُدّم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلّي، فانتهرهم التلاميذ. أمّا يسوع فقال دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأنّ لمثل هؤلاء ملكوت السموات، فوضع يديه عليهم ومضى من هناك». هذه نفسية السوري الحضاري المحب، الرحوم والغفور، فأين «أنبياء» اليهود من هذه القيم؟

هي لمحة سريعة تظهر لنا بوضوح مدى نجاح الخدعة الدينية التي مارسها اليهود على المسيحيين خاصة وعلى جميع المؤمنين عامة. فالمسيحيون تحديداً مدعوون، وقبل الإستشهاد ببعض أقوال هؤلاء «الأنبياء» الخادعة، أن يقرأوا أسفار التوراة بتمعّن لكي يدركوا أنّ لا علاقة لهم بهذه المرويّات الأسطورية، خاصة وأنّ يسوع حذّرهم من عدم مزج الخمرة الجديدة، أي تعاليمه، بالخمرة القديمة، أي الشريعة الموسوية، وجدّد هذا التحذير مع مثال الثوب العتيق، الشريعة الموسوية، حيث لا ينفع الترقيع. هذا العداء لكلّ الأغيار لم يزل يسيطر على نفسية بني إسرائيل خاصة بعد قيام الصهيونية الحديثة واستغلالها لكلّ ما ورد في التوراة لشد عصب أتباع هذه الطائفة وذرّ الرماد في عيون بقية المؤمنين. نحن لا نمتهن العداء، ولكن لا يمكن أن نركن لمن يبشّرنا بالسلام ويستعد دائماً لشّن حروب الإبادة علينا. من هنا تصبح معرفة العدو، بكلّ خلفياته الأيديولوجية والسياسية، ضرورية للوقوف بوجهه ومقاومة مخططاته لأنّ المعركة هي معركة وجودية قبل كلّ شيء آخر.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى