أولى

الغارة الفاشلة معانيها لا يُغيّرها الفشل

التعليق السياسي

 

الغارة التي شنتها طائرة «إسرائيلية» بدون طيار على سيارة تقلّ مقاومين في منطقة الحدود اللبنانية السورية، فشلت في تحقيق أهدافها، لكنها بقيت بالمعاني التي حملتها قائمة، سواء بما يتصل بالأبعاد أو بالتداعيات.

الغارة تمّت من الأجواء اللبنانيّة التي عبرتها الطائرة المعادية منتهكة سيادة لبنان في تكرار لم يتوقف منذ مدة لمثل هذه الانتهاكات، ومن غير المقبول أن تبقى المسألة متروكة وكأنها «حق» لجيش الاحتلال تأقلم معه لبنان وبات مستسلماً أمامه، فيما جنود الجيش اللبناني البواسل يتصدون في منطقة العديسة لخرق على الخط الأزرق دفاعاً عن السيادة ذاتها، فالسيادة واحدة لا تتجزأ.

قيمة الموقف السياسي اللبناني الذي يستحق أن يصدر عن المجلس الأعلى للدفاع، ويقرّر توجيه شكوى لمجلس الأمن الدولي ويطلب انعقاده فوراً لبحث الشكوى، واستدعاء سفراء الدول الدائمة العضوية في المجلس لسماع مواقف واضحة من الرؤساء ووزارتي الخارجية والدفاع، كما يفترض أن يصدر مجلس الدفاع الأوامر للجيش اللبناني للتصدّي للانتهاكات المماثلة، وإذا لم يستطع الجيش القيام بما يجب لعدم توافر السلاح المناسب، فإن هذا سيتيح الفرصة للمقاومة عندما تملك الفرصة لعمل من هذا النوع بأن لا تقلق لجهة التداعيات الداخلية بعدما يوفر لها قرار مجلس الدفاع الحصانة والتغطية اللازمتين.

المواقف السياسية للقوى اللبنانية عندما يصدر موقف من المجلس الأعلى للدفاع ستظهر تموضعها في مسألة سيادية محورية، وستكشف أوراق البعض أو يتحقق اصطفاف وطني جامع لا يمكن تجاهله داخياً وخارجياً.

قوى المقاومة معنية بالتعامل مع العدوان بصفته عدواناً ومحاولة لكسر قواعد الاشتباك، أما شكل وتوقيت الردّ فيقرره المقاومون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى