عربيات ودوليات

صدمة مزدوجة للطلب والعرض النفطي وترامب يطالب بخطة لإتاحة الأموال

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة الاتحاديّة أمس، بـ»إيجاد سبل لإتاحة أموال لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم من انهيار أسعار عقود الخام الأميركي إلى أدنى مستوى في تاريخها مع انزلاقها إلى المنطقة السلبيّة للمرة الأولى على الإطلاق».

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «لن نخذل أبداً صناعة النفط والغاز الأميركية العظيمة. أصدرت تعليماتي إلى وزير الطاقة ووزير الخزانة لصوغ خطة ستتيح أموالاً حتى تكون هذه الشركات والوظائف المهمة جداً آمنة لوقت طويل في المستقبل!».

وقد هبطت عقود النفط لشهر أيار والتي تنتهي قريباً، بشكل حاد لتنتهي في قعر المنطقة السلبية أول أمس، مع استمرار سوق الطاقة بالانكماش نتيجة صدمة مزدوجة للطلب والعرض، وسط تفشي كوفيد-19.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر أيار، 55.9 دولار أميركي، أو ما يقرب من 306%، ليستقر عند سالب 37.63 دولاراً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية (ميركانتايل). وتعني هذه النهاية السلبية أن المنتجين سيدفعون للمشترين لأخذ النفط من مستودعاتهم.

إنها المرة الأولى التي يتم فيها تداول عقود النفط الآجلة بشكل سلبي في التاريخ، وفقاً لبيانات سوق داو جونز. وانتهت عقود أيار أمس.

وانخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران، بأكثر من 18%، إلى 20.43 للبرميل. وانخفض سعر خام برنت القياسي العالمي تسليم حزيران، 2.51 دولار، ليغلق عند 25.57 دولاراً للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة  (ICE).

كما انخفضت الأسهم المالية المتداولة في البورصة والمرتبطة بالأصول المتعلقة بالنفط، بشكل ملحوظ أول أمس، بسبب انهيار أسعار النفط الخام.

في الوقت نفسه، تراجعت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت، مع إغلاق مؤشر داو جونز منخفضاً بنحو 600 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لقطاع الطاقة، بـ3.29%، من بين أسوأ المجموعات أداءً.

وأشار خبراء إلى أن التجار حاولوا تفريغ مواقع التخزين قبل انتهاء العقود، ما ساهم في هذا الانخفاض التاريخي بأسعار النفط.

وأول أمس، سارع التجار الذين لديهم مواقع تخزين طويلة الأجل، للخروج منها، وسط مخاوف من أنه سيكون من الصعب العثور على موقع خزن فعلي، في ظل وفرة المعروض من النفط الخام.

قال جيوفاني ستاونوفو، محلل سلع في (يو بي أس غلوبال ويلث مانجمنت) لإدارة الثروة، لوكالة أنباء (شينخوا) أول أمس، «نحن نعزو سبب ضعف سعر خام غرب تكساس الوسيط، إلى انتهاء وشيك لعقود أيار».

ويمثل الطلب الضعيف المرتبط بكوفيد-19، ووفرة المعروض المحتملة، المشكلة الأكثر خطورة.

وأضاف ستاونوفو «أن التراجع بالعقود الآجلة يعكس مشكلة أوسع نواجهها في سوق النفط، وهي زيادة كبيرة جداً بالعرض خلال الربع الثاني»، مشيراً إلى أنه «مع اتجاه مخزونات النفط إلى الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، من المرجح أن تبقى عقود حزيران تحت الضغط» .

وقال باحثون في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، إن «الأثر الاقتصادي المترتب على المرض بالنسبة لعالم الطاقة، كان له تأثير عميق فوري على الطلب العالمي، ما أدّى إلى انخفاض كبير بأسعار الوقود».

وكان كبار منتجي النفط قد أعلنوا عن تخفيضات في الإنتاج، على أمل استقرار سوق الطاقة، لكن العديد من المحللين يقولون إن «ذلك لا يكفي لمواجهة صدمة المرض».

واتفقت منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك +، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً في شهري مايو ويونيو المقبلين، بعد أربعة أيام من المحادثات.

من جانبها، حذرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر حديثاً، من أنه «من المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار قياسي يبلغ 9.3 مليون برميل يومياً في عام 2020».

ونتيجة لكوفيد-19، والتدابير المتخذة لاحتوائه وما نجم عنها من توقف كبير بنقل النفط، قالت الوكالة إن «الطلب في نيسان يُتوقع أن يكون أقل بـ29 مليون برميل يومياً، عما كان عليه قبل عام، هابطاً إلى المستوى الذي شوهد آخر مرة في عام 1995».

بدوره، قال كريس لو، كبير الاقتصاديين لدى مؤسسة (أف أتش أن المالية)، في مذكرة أول أمس «نحن أيضاً نفتقد تماماً لأماكن لتخزين النفط مع تضاؤل الطلب».

كما أشار خبراء في مؤسسة (جي بي سي للطاقة) إلى أن «خام غرب تكساس الوسيط، ظل يتعرّض لضغوط شديدة مع تضخم المخزونات في كوشينغ، وهي محور رئيسي للنفط في الولايات المتحدة، بينما انخفضت هوامش التكرير في مناطق الغرب الأوسط الأميركي».

وبحسب تقرير حديث صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد ارتفعت المخزونات بنسبة 48%، لتصل إلى حوالي 55 مليون برميل. أما الطاقة الاستيعابيّة في المحور أعلاه، فهي حوالي 76 مليون برميل، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

ويرى العديد من المحللين أن «الرياح المعاكسة ستبقى في سوق الطاقة على مدى المستقبل المنظور».

في السياق نفسه، قال محللون استراتيجيون في (يو بي أس)، في مذكرة بحثية «نعتقد أنه من السابق لأوانه أن نشعر بتفاؤل في قطاع النفط والغاز، بالنظر إلى العديد من الشكوك حول عوامل العرض والطلب»، مضيفين أن «فرص المخاطر لا تزال قائمة».

وقالوا «نحن مقتنعون أيضاً بأن صناعة النفط العالمية ستتجاوز هذه الأزمة، وأن عمليات البيع الأخيرة قد خلقت نوعاً من الفرص في هذا القطاع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى