ارفعوا الحصار والعقوبات عن سورية
رامز مصطفى _
الملتقى العربي الدولي «الافتراضي» الذي نظّمه مشكوراً، المركز العربي والدولي للتواصل والتضامن، في الرابع والعشرين من نيسان الجاري، تحت عنوان رفع الحصار عن سورية، وكل الشعوب التي تتعرّض لعقوبات أميركية ودولية، لاقى مشاركة واسعة من قبل قادة ورؤساء الأحزاب والأمناء العامين للمؤتمرات وقيادات فلسطينية، والاتحادات والهيئات العربية والدولية، وكتاب وأدباء وإعلاميين وحقوقيين وأصحاب رأي.
سورية تستحقّ منا أن نقف معها في الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها وأدواتها الوظيفية من رجعيات عربية، منذ قرابة عشرة أعوام، بهدف إسقاطها. إيذاناً بشرق أوسط على مقاس المشروع الصهيوأميركي، الذي بشرت به رايس أثناء العدوان الصهيوني على لبنان العام 2006. لكن صمود سورية وانتصارها، قد أفشل مشروع تطويع المنطقة لصالح بقاء الكيان الصهيوني، دولة مقررة في الواقع الإقليمي، على حساب القضية الفلسطينية التي تتعرّض لأبشع عملية تصفية ممنهجة عبر ما يُسمّى بـ»صفقة القرن» المولج تنفيذها لثنائي اليمين الصهيوني «نتنياهو – بني غانتس»، بالتكامل مع قوى الردة العربية ونظمها الرجعية. الأمر سيؤدي إلى إسقاط أية بارقة أمل لمشروع تحرري عربي يعيد تصويب مسار الصراع العربي الصهيوني إلى وجهته الصحيحة.
مطالبتنا المحقة برفع الحصار عن سورية وإيران وفنزويلا وكوبا، التي تتعرّض للعقوبات المدانة بأشد العبارات، وغير المبررة، ولا تستند إلى أية مسوغات قانونية أو أخلاقية أو إنسانية. يجب ألاّ يغيب عنا، أنّ من سمحَ للإدارة الأميركية والاتحاد الاوروبي بالتجرؤ في تماديه هذا، هو ذاك النظام الرسمي العربي المنخرط في معظمه بالعدوان، والمتستر تحت قبة «جامعة الدول العربية»، التي شرعّت التدخل الأجنبي في العديد من الدول، في تساوقٍ فاضح ومكشوف مع أهداف العدوان، وفرض الحصار والعقوبات. مما زاد في معاناة سورية، وتلك الشعوب التي اكتوت ولا زالت بنار العقوبات الأميركية والدول الذيلية لها، وتحديداً في ظل جائحة كورونا.
*كاتب فلسطينيّ.