مقالات وآراء

بطالة ممنهجة…

} د. سلوى شعبان

منذ ما يقارب العشرات من السنين ونيّف ونحن نعيش مراحل متتالية لما عرفناه بالمستقبل المدروسوفي محيطنا بالشرق الأوسط الجديد سواء كنا موافقين أم معارضين لهذا المصطلح وبكلّ المعايير والثوابت لدينا.

حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه في العالم الاقتصادي الجديد.. (عالم الاقتصاد الرقمي…)

ونحن من مكاننا ووجودنا كعالم ثالث وكمنطقة عربية دارت فيها الحروب والنزاعات. وكانت ميداناً لتصفية حسابات دولية ضخمة، ودفعنا الثمن غالياً ونحن موافقون تلقائياً دون الكلام المباشر والتصريح العلني.. فخضنا حروباً بأسماء متنوّعة وأهمّها حرب المحافظة على الكرامة والأرض التي استنفذت طاقاتنا البشرية والاقتصاديةفرأس مالنا البشري الشبابي ولعدة أجيال أصبح ذكرى في أذهان شعوبنا البائسة.

أما مفاصل حياتنا فمرتبطة كلّ الارتباط بكلّ ما نسمعه إعلامياً ودولياً، وتكاد تكون متوقفة بعض الشيء وعند شريحة معينة تتحكم بقوت يومنا وفق تقارير اقتصادية عالميةمن سعر للنفط والذهب.. وارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاضه.. ووفق تعامل الدول وتقارير صناع السياسة وحماة الاقتصاد والمصالح..

وضمن هذا كله عشنا المعاناة وما زلنا ندفع الثمن المتواصل والمتلاحق.. حتى وصلنا إلى مرحلة الضعف والخوف من المرض مرحلة الحذر (كورونا) والتي تعتبر المفصل الأهمّ الذي أجبر البشرية عموماً على القول لطفاً بنا يا رب

يكفينا فقراً.. يكفينا قهراً وبؤساً وحاجة»..

ناهيك عن الانسجام التامّ بين ما يحصل في العالم الخارجي وما نعيش في عالمنا المحلي من قرارات غير مدروسة وغير واعية تصدر بين الحين والآخر تطال لقمة عيش المواطن.. قرارات طالت الكرامة والإنسان وجعلت موت الحسّ الإنساني محتم..

مردود مادي ضعيف وأعداد ضخمة من العمال التي تعمل وتحسب كأرقام منتجة لصالح شركات ضخمة توقفت أوتوماتيكياً، بحجة عدم القدرة على الاستيعاب المالي من دفع للأجور وضمان للصحة والعيش.. أيّ العجز المالي الاقتصادي.

أين نحن والعالم يطوي صفحة قديمة من سياسات دول؟ أين نحن ولم نعش رفاهية بسيطة تعتبر من أبسط البديهيات عند غيرنا من الشعوب!

لم نتفاجأ وكنا متوقعين بين الحين والآخر بصرف الأعداد الكبيرة من أعمالهم من مؤسّسات خاصة ترفد الاقتصاد وكانت تستفيد الكثير الكثير لتقليب رؤوس أموالها والبعض منها تبييض أموال كما هو معروف وببساطة.

كثيرون جلسوا في بيوتهم ولم يسمع أحد بآهاتهم المحبوسة.. ينتظرون الفرج.. وتكاد تكون أعمالهم لسدّ رمق الحياة فقط..

فإنْ لم يعملوا توقفت حياة بيوتهم وانتهت بهم لطرق أخرى قد تكون مدمّرة

كلّ ما يدور لأهداف ممنهجة ومدروسة.. كلّ ما يحصل لتفريغ الدول من شعوبها المتعلقة بأرض الوطن.. وبالأحرى لقتل التعلق بالحياة عند الاغلبية وإنعاش الروح عند النخبة

إنها حرب تصفية الوجود الإنساني.. لن نقول إلا أنها بطالة ممنهجة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى