الوطن

بيدرسون قلق من انتعاش داعش.. ونيبينزيا يسخر من نعي واشنطن لأستانة.. وكورونا يضرب التبادل التجاري بين سورية والعراق الجعفريّ: سنعمل على تطهير بلادنا من كل أشكال الاحتلال

 

ندّد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بالاعتداءات الغربية والصهيونية والتركية على الأراضي السورية، مؤكداً العزم على «تطهير سورية من كلّ أشكال الاحتلال».

وقال الجعفري إن «وجود نظام دفاعي جوي تركي في محافظة إدلب السورية يثبت الأهداف الحقيقية لتركيا بمواصلة احتلال أراضي إدلب، لا سيما أن الهدف الحقيقي من هذا النظام الجوي هو إسقاط الطائرات والهليكوبترات، وهذا دليل على أن تلك الصواريخ لن تستخدم ضد المجموعات المتطرفة المتحالفة مع النظام التركي».

وأضاف قائلاً إن «وفد بلادي يحذّر من خطورة وقوع أنظمة الدفاع الجوية هذه في أيدي الإرهابيين العاملين في إدلب مثل هيئة تحرير الشام، وهيئة حراس الدين، والحزب الإسلامي التركستاني في سورية».

بدوره، عبّر المبعوث الدوليّ إلى سورية غير بيدرسون،  من جهته عن قلقه حيال الغارات التي شنّها الكيان الصهيوني على سورية الاثنين الماضي، محذّراً من خطورة انتعاش تنظيم داعش في البلاد.

وقال بيدرسون: «إنني قلق بالنسبة للغارات الصهيونية على ريفي حمص ودمشق، وبالنسبة أيضاً لانتعاش تنظيم داعش في الصحراء في وسط سورية وشرقها».

وأضاف: «هناك خطر دائم لوقوع تصعيد في سورية. بالأمس وقع تفجير في عفرين قتل 40 شخصاً، فيما تبقى الظروف الأمنية في جنوب سورية مقلقة»، معتبراً أن الهدوء السائد سواء في شمال غرب سورية أو في شمال شرقها هو «هدوء هش». ولكنه رحّب بمسار التهدئة في شمال غرب سورية وبالدوريات الروسية التركية المشتركة.

وناشد بيدرسون كل الأطراف، «التعاون لمعالجة خطر الإرهاب في سورية»، مضيفاً أن «خطر داعش يتعاظم عند الحدود الشرقية».

وحذّر المبعوث الدولي من 3 أخطار تهدّد سورية: «تدهور القطاع الصحيّ بعد 9 سنوات من الصراع، وضعف قدرة المشافي على التصدي للجائحة»، وفداحة الأوضاع الاقتصادية في سورية، ولا سيما بعد تطبيق إجراءات العزل لمنع وقوع إصابات بكورونا».

نيبينزيا يسخر

من جهته، سخر مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا من نعيِ الولايات المتحدة لمؤتمر أستانة، مؤكداً أن اللقاء الأخير بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران يظهر أن «المؤتمر فعّال».

واعتبر المندوب الروسي أن «التقدم في التهدئة على قدر كبير من الأهمية، لكن التنظيمات المسلحة الإرهابية غير الشرعية مثل هيئة تحرير الشام تواصل الانتهاكات التي أدّت إلى مصرع مئات المواطنين في الشهرين الماضيين».

كما أنّه أشار إلى أن «المتطرفين يعرقلون عمل القوات الروسية والتركية في إدلب، ويستفزونها ويبنون حواجز في طريقها، لذلك تبقى الحاجة إلى فرز الإرهابيين عن المعتدلين قائمة»، وفق المندوب الروسي.

وقال نيبينزيا، إن العقوبات أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وتركيا ضد سورية، «تلحق الضرر باقتصادها ومواطنيها، وتمنع توريد الأدوية والمعدات الطبية إليها، ما يزيد مكافحة الوباء صعوبة».

وأضاف: «يعيش السوريون في جميع أنحاء بلادهم وليس في إدلب أو في الشمال الشرقي فقط»، داعياً الدول الغربية إلى مساعدة جميع السوريين بدلاً من استغلال الوضع الحالي.

وشدد على أنه ما لم تتم عودة كامل أراضي سورية لسيطرة الحكومة الشرعية، لن تكون المعركة ضد فيروس كورونا في البلاد فعّالة.

واعتبر أن «الدعوات إلى دمشق بتكثيف جهودها لمكافحة الوباء غير مناسبة، فيما 30% من الأراضي السورية لا تزال تحت سيطرة القوات الأجنبية أو المعارضة أو الإرهابيين، حيث يتحمل الذين يسيطرون على هذه الأراضي المسؤولية عن ذلك».

إلى ذلك، انخفض مستوى التبادل التجاري في المنفذ الحدودي الوحيد المفتوح بين العراق وسورية، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، متسبباً بتوقف رحلات المسافرين العراقيين، وقلة شاحنات البضائع والخضار السورية.

وأعلن قائممقام قضاء القائم الحدودي مع سورية، أحمد جديان، في تصريح أمس، أن منفذ القائم غرب الأنبار، غربي البلاد، مع مدينة البوكمال السورية، مغلق تماماً أمام حركة المسافرين، وهو مفتوح فقط أمام الشاحنات «مركبات كبيرة».

وأضاف جديان أن الشاحنات التي تعبر المنفذ قادمة من سورية، تحمل مواد غذائية، والفواكه والخضراوات، وبعد جائحة كورونا، انخفض دخول الشاحنات التي سابقاً كانت تدخل يومياً نحو 50 مركبة، وحالياً معدودة ما بين 10-12 شاحنة.

وافتتح العراق وسورية منفذهما الرابط بين مدينة القائم غربي الأنبار، والبوكمال السورية، يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد نحو 6 سنوات على إغلاقه إثر سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، على مساحات واسعة من البلدين، في وقت سابق.

يذكر أن معبر القائم في محافظة الأنبار غربي العراق، تم تحريره من قبضة تنظيم «داعش»، في تشرين الثاني / نوفمبر عام 2017، وتأجلت إعادة افتتاحه مرات عدة بسبب عدم الانتهاء من تأهيله.

وترتبط سورية مع العراق بثلاثة معابر حدودية، إثنان منها تحت سيطرة القوات الأميركية، الأول هو «اليعربية – ربيعة» الذي يربط أقصى شمال شرقي سورية بالأراضي العراقية، وتسيطر عليه قوات التحالف الأميركي، متخذة من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) واجهة لها على المعبر، والآخر هو معبر «الوليد – التنف» الذي تسيطر عليه القوات الأميركية والبريطانية بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى