مقالات وآراء

أمّنا الأرض تبكي آلام الخيانة…!؟

} مريانا أمين

أنتَ قد نجّست عروق دمك

أنتَ من جمعت القذارة في نبض قلبك

أنتَ من أفسدت مياه الميسيسبي والدانوب والنيل والليطاني حين فجّرتَ الجبال وحَرقتَ الغابات غير آبهٍ

وتأتي اليوم لتتعجّبَ من سرطان يُؤذيك وكورونا تضرب صدركَ ورواياكَ، وفيضانات هنا وبراكين هناك!؟ وأمواج من الحشرات هنا وجراد هناك!؟

فإذا لم تكنْ إنساناً ترى بعين عصفور وتحسُّ بقلب فراشة وتندهش لجمال زهرة وتشعر بتعب نملة وتُرفرف فوق البحيرات والهضاب ومروج السنابل

إن لم تحمِ حيواناً ضعيفاً أو لم تسقِ وردة ذابلة ولم تزرع شجراً للمستقبلفأنت ألدّ الاعداء لأمنا الأرض.

رغم كلّ ذلك هي لم ترفضكَ بل تحتضنكَ، أعجبكَ هذا أم لم يعجبكَ فليس لك رأي أو قيمة أو قدَر، ها هي تعيد تجديد ذاتها وإبعاد الأذى عن نفسها؛ وتصْلِح ما خرّبته بطمعك وقصر نظركَ

فلا الحمار آذى الأرض ولا الثعبان ولا الفراشة ولا الأسد، إنما أنتَ فعلتَ كلّ هذا؛ كما أنك تسبّبتَ بانقراض بعض الحيوانات

وترفض اليوم بكلّ وقاحة أن تكون جزءاً من إعادة التدوير!؟

 

ألم تتعلم منذ الصغر أنك إذا قطعت الأشجار تموت الأرض وتصبح صحراء قاحلة!؟

وإذا قضيتَ على النحل تموت البشرية لأنه صلة الوصل بين الزهور والنباتات الباقية؛ وبدونه لا تكاثُر ولا نموّ!؟

ألم تتعلم إذا إصطدتَ العصافير يَموت الجمال وتموت الطبيعة لأنها تدعم نمو الأشجار والزهور التي تعمل كغذاء ومأوى للمخلوقات الصغيرة والكبيرة!؟

وإذا قتلتَ الأفاعي تكثر الفئران!؟

ألم تتعلم أنّ الشمس هي الحياة والماء هو البقاء! وعليكَ المحافظة على نقاوتها لأنها تحمي النظام البيئي المائي!؟

أنت مكمّل للطبيعة فإذا انتهت حياة النباتات تنتهي حياتكَ؛ فلماذا كلّ هذه العدوانية وهذا الاستهتار اتجاه الأرض!؟

لماذا افتعلتَ المجازر بحقها فعرقلتَ عملها لتأتي موجات الحرّ بغير وقتها والفيضانات على غير عادتها؛ لماذا افتعلتَ الحروب التي تقضي على (الأخضر واليابس)!؟

مهما تجبّرتَ وتكبّرتَ تبقى جزءاً صغيراً كغيرك من المخلوقات على وجه هذه البسيطة

وإذا لم تتعلم كيف تدافع عنها وبقيت تُمعن بأذيتها وتشويهها وأذية بحرها ونهرها وغاباتها وطيورها وما فوق جوّها وما تحت ترابها؛ فأمّنا الأرض تستطيع أن تدافع عن نفسها وتجعلكَ جزءاً لا يتجزأ ولن تستثنيكَ من إعادة التدوير

وإذا أمكنَ أن تتحدّث الأرض إليك أيها الإنسان!

فسترشح دموعاً كالأنهار بسبب آلام الخيانة متوسلةً إليكَ، لتدرك ما اقترفتهُ بحقّها من ظلم ولتحترم ما عليها من خيرات كي تعيش من جديد بأمن وأمان وسلام!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى