أولى

25 أيار… يوم انتقل لبنان
من حالة الإذعان إلى فرض المعادلات

 

} ليليان العنان

«طلعنا على الضوطلعنا على الريحطلعنا على الشمسطلعنا ع الحريةيا حريةيا زهرة نارية يا طفلة وحشيةيا حرية»…

بهذه الكلمات الممزوجة بطعم الفرح والانتصار بالحرية استقبل الأسرى وذووهم خبر تحرير الجنوب من الاحتلال الصهيوني لأرضنا في الخامس والعشرين من شهر أيار/ مايو بعد احتلال دام أكثر من عشرين عاماً، بحيث شهدت قرى الجنوب حينها ولبنان عامةً أقسى أنواع الذلّ والظلم والتعدّي على الأرض والعرض، قبل أن تحقق المقاومة وبالإمكانيات المحدودة وقتها طعم ولذة استرجاع الأراضي من أيدي المحتلّ الغاصب.

نجحت المقاومة بدحر الجيش الذي قيل إنه لا يُقهر عن أراضي جنوب لبنان من دون أيّ اتفاقيات أو مفاوضات مع «إسرائيل»، وكان التحرير قد بدأ بانسحاب قوات جيش العدو والميليشيات التابعة له في 21 من شهر أيار/ مايو من العام 2000 وقد اكتمل ذلك التحرير ليل 24 من الشهر ذاته ولم يبقَ سوى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والجزء المحتلّ من بلدة الغجر تحت احتلال العدّو «الإسرائيلي».

25 أيار/ مايو يا له من يومٍ عظيم في تاريخ لبنان والعرب، يوم أركعت فيه قلة قليلة وبإمكانيات ليست بمتطوّرة حينها جبروت العدّو الصهيوني واستطاعت من خلاله هذه المقاومة بالعزم والارادة والتحدي والإيمان والصمود تحرير الجنوب ولبنان من احتلال دام طيلة عشرين عاماً.

ومع كلّ عام يمرّ على ذكرى التحرير نسترجع فيه تلك الذكريات الحاضرة في أذهاننا وكأنها تُكتب اليوم من جديد، إذ نستذكر، نفرح، نجدّد عزمنا، ونكمل طريقنا الذي اخترناه بالوقوف جنباً إلى جنب مع المقاومين والأبطال في سبيل تحرير ما تبقى من أرضنا اللبنانية، وصولاً الى تحقيق الهدف الأكبر ألا هو إنهاء ما يسمّى «إسرائيل» وفي ما البعد تحرير القدس الشريف من الاحتلال.

نعم، في 25 أيار/ مايو هناك رجال وعدوا فصدقوا الوعد في 2000، وصدقوه أيضاً في 2006، وها هم اليوم يصدقون الوعد ذاته في محاربة التكفيريين الذين هم أداة من أدوات العدو الصهيوني الذي يعمل كلّ ما بوسعه على تدمير سورية والعراق وإنهاء هذه المقاومة التي شرّفت العرب وأعادت لنا مفهوم العروبة الذي غاب عن أذهان كثر ممن يدّعون العروبة في منطقهم ومفهومهم السطحي.

هذا التاريخ المشرّف لنا كلبنانيين وللعرب أجمع ساهم في نقل الواقع السياسي اللبناني الذي كان يعيشه اللبنانيون إبان الاحتلال من مرحلة الخوف والإذعان والخنوع الذي كان يفرضه الإسرائيليون إلى مرحلة الانتصار وفرض المعادلات الاستراتيجية الذي لا زلنا نحصد نتائجها الإيجابية حتى يومنا هذا من خلال كمّ الانتصارات التي حققتها المقاومة في 2000 وبعدها عام 2006، وتلاها الدور الهام على صعيد محاربة الإرهاب في لبنان وسورية.

فالتجارب مع العدوّ الصهيوني علّمتنا أنّ ما أخذ بالقوة لا يمكن استرداده إلا بالقوة، وأنّ الحق سلاح والموقف سلاح

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى