أطفال سوريّون يطردون رتلاً للاحتلال الأميركيّ في ريف الحسكة.. تسيير الدوريّة الروسيّة – التركيّة على طريق «M4» في إدلب الجعفريّ: قوات الاحتلال الأميركيّ والتركيّ ترتكب إرهاباً اقتصادياً بحرق المحاصيل الزراعيّة
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الحكومات الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية والصهيونية انتقلت من مرحلة الحرب بالوكالة القائمة على دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود والميليشيات الانفصالية إلى الحرب المباشرة بالأصالة عبر ممارسة العدوان والاحتلال العسكري المباشر وسرقة ونهب وتخريب الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة السورية وقطع المياه وحرق المحاصيل الزراعية وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب ضد الشعب السوري.
وأوضح الجعفري في شكوى رسمية قدمها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ضد حكومات بعض الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وعلى رأسها الولايات المتحدة أن قوات الاحتلال عمدت إلى إحراق المحاصيل الزراعية في منطقة الجزيرة السورية بهدف إفراغ السلة الغذائية السورية من خيراتها وهي جريمة تمثل إرهاباً اقتصادياً جديداً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب ترتكبها تلك القوات المحتلة بحق الشعب السوري وتنخرط فيها التنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية التابعة لقوات الاحتلال هذه والتي لا تزال تستمر بقصف المدن والمناطق وتدمير البنى التحتية وتهجير المواطنين من منازلهم بالتوازي مع ممارسات القتل والنهب والخطف والسطو المسلح ضد الأهالي وممتلكاتهم وصولاً إلى جرائم حرق عشرات آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير وتدمير ونهب محطات الطاقة الكهربائية والاستمرار بنهب الثروات الطبيعية بما فيها النفط والغاز السوريان.
وأشار إلى أن المعلومات المتوافرة تؤكد أن جريمة إحراق محصول القمح في سورية هي جزء لا يتجزأ من الإرهاب الاقتصادي الأميركي الغربي المستمر ضد سورية والذي يهدف إلى منع المواطنين من الاستفادة من المساحات الزراعية الشاسعة التي تمت استعادتها من التنظيمات الإرهابية وجرى استصلاحها وزراعتها بمحاصيل القمح والشعير، حيث تؤكد تلك المعلومات وجود قرار أميركي معد مسبقاً بحرق الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة من سورية ومن بينها أراضٍ تقع تحت سيطرة الدولة السورية ولكن توجد فيها خلايا نائمة تتعامل مع الكيان الصهيوني ومع القاعدة الأميركية غير الشرعية في التنف وتتلقى منها التعليمات والدعم اللوجستي.
ولفت إلى أن طائرات أباتشي تابعة لقوات الاحتلال الأميركي عمدت مؤخراً إلى رمي البالونات الحرارية مع اقتراب محصولي القمح والشعير من مرحلة الحصاد ما تسبب باندلاع عدد من الحرائق في حقول القمح والشعير في عدد من القرى التابعة لمدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة بينما أقدمت مجموعات من مرتزقة الاحتلال التركي على إشعال النيران في عدد من حقول القمح والشعير في قرى بلدتي تل تمر وأبو راسين بريف الحسكة واستهداف المرتزقة للحقول بقذائف الهاون ما أدى إلى إحراق آلاف الدونمات إضافة إلى تعمد سرقة المحاصيل الزراعية والاستيلاء عليها عبر الضغط على الأهالي لبيعها بأرخص الأثمان وتهريبها إلى الأراضي التركية في إطار سياسة ممنهجة للحيلولة دون شحن هذه المحاصيل إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، مشيراً إلى إعلان النظام التركي مؤخراً عن بدء تشغيل أول توربين في سد اليسو على نهر دجلة وملء البحيرة الاصطناعية التابعة له في إجراء خطير من شأنه أن يضعف من مستوى المياه التي تصل إلى سورية والعراق من نهر دجلة.
ميدانياً، منع جنود الجيش السوري رتلاً أميركياً من المرور عبر أحد الحواجز العسكرية في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، قبل أن يتكفل أطفال من قرى المنطقة برد الرتل على أعقابه.
وقالت مصادر إن حاجزاً تابعاً للجيش السوري (الفوج 154 قوات خاصة ومقره مدينة القامشلي) قام بمنع رتل تابع لقوات الاحتلال الأميركي، يضم 4 مدرعات، من المرور باتجاه قرية «الدردارة» بريف بلدة تل تمر الغربي شمال غربي الحسكة السورية ظهر أمس.
وقال أحد ضباط الجيش السوري: في البداية، قدمت 3 مدرعات تابعة لجيش الاحتلال الأميركي من قاعدة (قسرك) غير الشرعية في محيط بلدة تل تمر، وتمركزت بالقرب من جسر الدردارة، قبل أن تحاول العبور باتجاه القرى الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، فقمنا بمنعهم من الاقتراب».
وتابع الضابط، وهو برتبة ملازم أول: حاول أحد ضباط الاحتلال الأميركي التحدث معنا لكننا رفضنا ذلك، وطالبناهم بالرحيل والانسحاب فوراً، لتبدأ مجموعة من الأطفال برشق المدرعات الأميركية بالحجارة، مرددين شعارات تحيي الجيش والرئيس بشار الأسد.. ومع تصاعد الموقف، ما لبثت المدرعات الأميركية أن انسحبت باتجاه قاعدتها غير الشرعية».
«وتظهر صور ومقاطع فيديو، قيام أحد الأطفال بالدوس مراراً وتكراراً على أجزاء من مدرعة أميركية قام بانتزاعها منها»، في تلميح عفوي يشير إلى رفضه وجود كل ما يتعلق بالقوات الأميركية على أراضي قريته.
ويواصل أهالي محافظة الحسكة شمالي سورية، وأبناء الشرق السوري من العشائر، رفضهم للوجود الأميركي في مناطقهم، بعمليات التصدي شبه اليومية لمحاولة الجنود والضباط الأميركيين وأعوانهم الدخول إلى قراهم مع توسع دائرة المقاومة جغرافياً.
وكان سكان قريتي القاهرة والدشيشة في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي قبل أيام اعترضوا رتل آليات تابعاً لقوات الاحتلال الأميركي وأجبروه على العودة باتجاه قواعده غير الشرعية التي أقامها في المنطقة.
وكان جنود الجيش السوري منعوا بتاريخ 20 ايار/ مايو الماضي، رتلاً أميركياً من عبور أحد الحواجز العسكرية في ريف مدينة الحسكة.
وأكد مصدر في محافظة الحسكة أن حاجزاً تابعاً للجيش السوري (الفوج 123 مشاة «كوكب») قام بمنع رتل تابع لقوات الاحتلال الأميركي، يضم 4 مدرعات، من المرور باتجاه قرية أم الخير بريف بلدة تل تمر الغربي شمال غربي الحسكة السورية.
وفي سياق أمني آخر، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية، أمس، ان القوات الروسية والتركية سيرت الدورية المشتركة الـ14 على الطريق الدولي «M 4» في محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
وجاء في بيان المركز: «وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين الرئيسين الروسي والتركي في موسكو، في الـ5 مارس الماضي، جرى يوم 2 يونيو، تسيير الدورية الـ14، الروسية التركية المشتركة على قسم من الطريق السريع M 4 في منطقة خفض التصعيد في إدلب والتي تربط حلب باللاذقية».
يشار إلى أن مدرعتين من طراز «82A» وسيارة مدرعة من طراز «تيغر»، شاركتا في الدورية المشتركة من الجانب الروسي، وجرت مراقبة حركة الرتل المشترك من الجو من خلال طائرات مسيرة تابعة للقوة الجو– فضائية الروسية.
هذا ولم يتم الإعلان عن وقوع حوادث خلال سير الدورية المشتركة.
وكانت الدورية الأولى المشتركة بين الجانبين الروسي والتركي قد جرى تسييرها في الـ15 مارس الماضي.
يذكر أنه في أعقاب المحادثات بين الرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في سوتشي في 17 سبتمبر 2018، وقَع وزيرا الدفاع في البلدين مذكرة حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وجرت في مارس الماضي في موسكو، محادثات بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، تركّزت على قضايا التسوية في سورية، وعلى رأسها سبل إيجاد حل للأزمة الراهنة في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار اعتباراً من ليل 5 مارس، وكان من ضمن بنود الاتفاق البدء بتسيير الدوريات المشتركة بين الروس والأتراك على الطريق الدولي M 4 بسورية (طريق اللاذقية حلب) في 15 مارس.
إلى ذلك، هزّ انفجار عنيف الاثنين مدينة جنديرس في منطقة عفرين السورية التي تسيطر عليها الفصائل العميلة للاحتلال التركي.
وذكرت مصادر محلية أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخّخة، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، من دون أن يتم تحديد العدد أو حجم الأضرار في الممتلكات. وتقع جنديرس في الريف الشمالي الغربي لمحافظة حلب.
وتشهد المنطقة اشتباكات من حين لآخر، حيث قتل الأسبوع الماضي 5 مدنيين جراء تواصل الاقتتال بين الفصائل المسلحة في عفرين، والذي أسفر أيضاً عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين.
