حديث الجمعة

الفرس بدّا خيالا!!؟؟

 

 

الفروسية عند العرب مشتقة من فن ركوب الخيل، وهي لا تقتصر على مهارة الفارس في ثباته على ظهر الفرس، بل تشمل جانباً آخر معنوياً من نبل الأخلاق والحفاظ على الذوق العام، متمثلاً هذا الجانب في روح الفروسية بكل ما يحمله هذا المفهوم من قيم وأخلاق..

كما أنّ الفروسيّة لها قوانين تحكمها وأعراف يحترمها الجميع. وقد ظهرت في أوروبا طبقة تسمى طبقة النبلاء (الفرسان)، وكلمة فروسية مشتقة من الفرنسية وتعني الجندي الخيّال، إلّا أنّ هذا التعبير أصبح يعني مجموعة القواعد الخاصة بالسلوك والأخلاق على الفرسان الالتزام بها.. وكان من ينتمي إلى طبقة الفرسان يمنح مكانة أرقى في مجتمعه سواء على المستوى السياسي أم الاجتماعي..

بالعودة إلى عصرنا الحالي يبدو أن هناك كثراً من قرأوا وأبحروا في معرفة أصل الكلمة والألقاب التي كانت تمنح في تلك الأيام كالدوق والماركيز ثم الأيرل إلى الفيكونت إلى البارون بالتسلسل!!

لكنهم لم يقرأوا عن الصفات والمهام التي ترافق حاملي هذه الألقاب فهمهم الحصول على اللقب. اللقب فقط!!

تقرأ في تعريف سيرهم الذاتية: الكاتب، المحلل، الخبير، العالم، الخارق، وتشعر أن حاملي هذه الألقاب باستطاعتهم أن يغيّروا من جينات علم الوراثة وبكبسة زر،، نعم لأنهم يملكون صفات وذكاء أين نحن منه!!

وبعد أن يزجّوا في سوق العمل وكما يقال بالعامية: حطن عالمحك، يثبتون للجميع أنهم خريجو جامعة واحدة اسمها (اكتساب بعض صفات المقربين لقلوبهم)!! مثلاً

هناك مئات الملايين من القطط تعيش في بيوت البشر، وإذا رأيت قطتك جالسة في مكان عالٍ في البيت. فهذا مشهد مألوف، لكن طريقة وصولها تستحق الانبهار. فالقط يستطيع أن يقفز من وضع ساكن ارتفاعاً أطول من 5 مرات، ومنحت قدرة على القفز من وضع الوقوف ارتفاع 9 أمتار، أيّ إلى سطح بناية من 3 طوابق!!

يستقي هؤلاء شجاعتهم من القطط، فهي قدوتهم!!

ومنهم مَن يحب الفيل أكثر بخرطومه المدهش الذي يحوي 100 عضلة يستطيع بها أن يقتلع شجرة كبيرة، نعم الفيل مصدر قوتهم!!

وهناك فئة أقل تتخذ من قرد الشيمبانزي مصدر حنكتها ودهائها!!

متناسين النملة لاعتقادهم أنها مخلوق متناهٍ في الصغر مقارنة مع الفيلة والديناصورات ومتناسين أن بإمكانها أن تحمل ما بين 10 إلى 50 ما يعادل وزنها، ولو أن رجلاً وزنه 100 كغ امتلك هذا لأمكنه أن يحمل 5 أطنان أو 3 سيارات صغيرة!! ولكن النملة مهضوم أمرها فلم تدخل في قاموس العظماء الذين يستشفون منهم التجربة والقوة!!

لذا سنتوقف عند هذا الحد ولن نتكلم لا عن الفرس ولا الخيّال وسنعبر عن شعورنا اتجاههم كما قال الماغوط: «في أعماقنا برق ورعد وعواصف وأمطار لا تشير إليها الأرصاد الجوية أبداً». وليحمدوا الله أننا دخلنا فصل الصيف والفم في حالة جفاف شبه دائمة وإلاّ لانهالت عليهم سيول فموية جارفة!!!!

صباح برجس العلي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى